أخبارترجمات

يتمسك بقرون فيلادلفيا

شبكة الهدهد، يديعوت احرونوت – افرايم غانور

لو كان لمحور فيلادلفيا فم لكان هز الدولة بصوت مدوٍ يسمع من دان حتى ايلات، عندما وقف بنيامين نتنياهو أول امس وشرح للشعب القلق في صهيون لماذا محور فيلادلفيا هو صخرة وجودنا ولا بديل عنه لامننا. وهكذا كان الفم سيزأر:

“يا نتنياهو. أين كنت من 2009 عندما صرخت وحذرتك على مدى السنين بان عبري، من تحتي ومن فوقي تمر من سيناء مصر الى قطاع غزة أطنان من العتاد، البضائع من كل الأنواع وحتى السيارت واساسا السلاح؟ أوضحت لك باوضح شكل بان عبري يخرج ويدخل كل يوم وليلة الاف من قتلة حماس الذين يرسلون الى الارشاد والتدريب في لبنان وفي ايران. يا نتنياهو اين كنت حين قلت لك بشكل لا لبس فيه اني أرى التعاون الوثيق بين حماس وضباط الجيش المصري في منطقة فيلادلفيا – رفح، ضباط يتمتعون بدخل كبير من المساعدات التي يمنحونها لحماس في تفعيل الانفاق مقابل غض النظر؟ تجاهلتني، نعم.

“انت كرئيس وزراء إسرائيل الذي كنت تعرف عن هذا الإخفاق الأمني، اغمضت عينك، مثل الضباط المصريين. والدليل لم تفعل شيئا رغم تحذيراتي رغم أنك كنت تعرف كل شيء. يا نتنياهو كيف يمكنك كرئيس وزراء كنت تعرف جيدا الإشكالية في محور فيلادلفيا لم تعمل على السيطرة والوقف للاعمال حولي في حملة عمود السحاب في 2012، وفي نفس الوقت تجاهلتني تماما فتجاهلت المشاكل حولي في الجرف الصامد في 2014. هذا رغم أني حذرتك في حينه أن محور فيلادلفيا هو المصدر لكل المشاكل وشريان الحياة الرئيس لتعاظم قوة حماس. لكنك كعادتك كما تبين لي على مدى السنين فضلت الهدوء، اغماض العيون وكسب الوقت كي تتمتع بهدوء بمناعم الحكم.

“يا نتنياهو اين كنت في صباح 7 أكتوبر؟ نعم، اعرف انهم لم يوقظوك، لم يحذروك، لكن لماذا لم تأمر، مثلما درجت على الامل: للعمل فورا في محور فيلادلفيا، للسيطرة على المحور الهام هذا وقطع حماس عن شريان الحياة الأهم لها. الغريب هو ان حتى عندما بدأت مناورة الجيش داخل قطاع غزة نسيت فيلادلفيا. هذا لم يكن في راسك. فماذا حصل ان بعد اشهر طويلة من الحرب فجأة تذكرتني؟ بعد سنوات من التجاهل جعلتني بين ليلة وضحاها هاما وحرجا لامن إسرائيل، حائط المبكى الجديد لشعب إسرائيل؟

“يا نتنياهو ماذا ظننت؟ ان الشعب في إسرائيل غبي بهذا القدر؟ ماذا، الا يفهمون بان لا حماس ولا مصر سيتنازلون عني كشريان حياة ومنجم ذهب، وعدم التنازل هذا سيمنع بشكل واضح صفقة لتحرير المخطوفين ووقف الحرب؟ يا نتنياهو، هذا مكشوف جدا، واضح جدا مثلما تجاهلتني على مدى السنين هكذا تتجاهل اليوم أولئك الذين يطالبونك بتحرير المخطوفين”.

حتى هنا اقوال محور فيلادلفيا الذي اصبح فجأة صخرة وجودنا بحيث لا يمكن التخلي عن السيطرة فيه، وبدونه ليس لنا وجود. بضغط ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش اللذين ينفخان في قذالته، نتنياهو يجعل محور فيلادلفيا مذبح للتضحية بمخطوفينا فيما يتمسك باظفاره بقرون المذبح هذا كي يبقى.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي