انغلاق نتنياهو على تداعيات الحرب لن تحل مشكلة الكيان الصهيوني
هيئة التحرير- شبكة الهدهد
يشن العدو العملية العسكرية في الضفة الغربية لمنع الضفة من التحول لجبهة قتال مركزية وتؤثر على أهداف الحرب وأولوياتها.
ويسعى العدو لتحقيق عدد من الأهداف في عمليته الحالية على الضفة:
– منع تطور العمل العسكري في شمال الضفة.
– منع خروج عمليات استشهادية تؤثر على الروح المعنوية للجبهة الداخلية الصهيونية.
– منع إعادة توزيع الموارد البشرية والمادية.
لكن في المقابل، الطريق الذي يسلكه العدو نحو محاولة إنهاء المقاومة في شمال الضفة، مارسه خلال انتفاضة الأقصى فيما يعرف بخطة الـ 100 يوم، والتي أدت لتصاعد العمل المقاوم، وتصاعد العمليات الاستشهادية ردا على هجمة شارون الدموية على الضفة.
_ المقاومة ستتصاعد، وهي تزداد قوة ويلمس العدو تطورها في ميدان المواجهة.
– العدو تراجع عن روايته الأولى في الهجوم على شمال سواء في عدد القوات وطبيعتها، لكي يثبت أن المقاومة في الضفة لم تؤثر على توزيع الموارد والقوات.
التقييم:
• نتنياهو يسعى لإبقاء جبهة غزة مركزية في الأهداف وذلك لأن نتائجها مرتبطة ببقائه في الحكم سياسيا. وفي إطار ذلك رفض نتنياهو نقاش مقترح غالانت في إدراج عودة سكان الشمال لمنازلهم ضمن أهداف الحرب، رغم أن تداعيات الحرب في الشمال أصبحت تتفوق على تداعيات الحرب في الجنوب من حيث عدد النازحين وتعطيل الاقتصاد.
• أهداف الحرب في غزة مستعصية على نتنياهو، حيث أضطر للخروج ليدافع عن نفسه بأنه لم يتم قتل أسرى منذ ستة أشهر في عمليات الجيش وحاول استدعاء تقارير أمنية لإثبات ذلك لعائلات الأسرى، وادعى نتنياهو أن جميع الأسرى القتلى الذين تم استعادتهم جميعهم قتلوا في عمليات الجيش خلال ال 5 شهور الأولى من الحرب حتى نهاية شهر فبراير الماضي.
• عودة الأسرى القتلى في خانيونس ضربت مصداقية نتنياهو في إدارة ملف الأسرى، خاصة أن مقتلهم تم في شهر مارس بينما ظهروا في فيديوهات مسجلة في شهر فبراير، والجيش أخفى معلومات مقتلهم عن عائلاتهم لحين قرار الجيش الوصول لجثثهم واستخراجها، وهو ما يعني أن المؤسسة الأمنية والعسكرية لا تشارك عائلات الأسرى في المعلومات حول مصيرهم.
• عائلات الأسرى فقدت قدرتها على التأثير في المجتمع الصهيوني، ولذلك لجأت لخطوة تصعيدية باقتحام حدود غزة والمناداة على أبنائهم عبر مكبرات الصوت في محاولة لإثارة تعاطف المجتمع الصهيوني الذي سلم لرغبة نتنياهو قتلهم واستعادتهم جثث كما صرح بذلك سموتيرش في وقت سابق وكذلك ونتنياهو عندما رد على عائلات الأسرى أنه يفضل البقاء في محور فيلادلفيا على استعادة الأسرى أحياء.
• لن يستطيع نتنياهو الاستمرار في حالة الانغلاق التي يفرضها على تداعيات الحرب، فهذه التداعيات مع طول أمد الحرب أصبحت أكثر عمقا، وتشمل التداعيات:
– طول مدة الخدمة التي يعاني منها الاحتياط ومحاكمة الجنود على رفضهم الخدمة وانتحار بعضهم. والتداعيات الاجتماعية في ارتفاع نسب الطلاق.
– التداعيات الاقتصادية للحرب والتهرب من تقديم الميزانية الذي تقوم به حكومة نتنياهو خوفا من اضطرارها اغلاق الوزارات غير الضرورية واقتطاع الأموال الائتلافية والتي ستؤدي لانهيار الائتلاف الحاكم.
– ضعف ثقة أسواق المال في الاقتصاد الصهيوني نتيجة التهرب من إقرار الميزانية 2025 للحفاظ على الأموال الائتلافية، وهذا سيكون له تداعيات على التصنيف الائتماني وثقة أسواق المال في الاقتصاد الصهيوني وهو ما حذر منه رئيس البنك المركزي الصهيوني.
– عدم القدرة على إعادة سكان الشمال لمنازلهم وتحول الشمال لمنطقة مهجورة واستقرار أعداد كبيرة من سكان مستوطنات الشمال بشكل دائم في أماكن نزوحهم خاصة منطقة المركز.
– سخونة جبهة الضفة ووصولها لمرحلة اللاعودة في المواجهة الأمر الذي تتخوف منه الأجهزة الأمنية وتأثيره على قدرة الجيش على مواجهة التحديات الخارجية التي لا تعرف المؤسسة الأمنية الإجابة عليها حتى اللحظة في ظل سقوط الردع وأمن الحدود.
Facebook Comments