أخباراطلالة الهدهد

المشهد في الضفة  الغربية.. ساحة حرب متوسطة الكثافة

شبكة الهدهد:

إعلان العدو عن الشهيد جعفر منى بانه هو منفذ العملية الاستشهادية في تل ابيب قبل عدة أيام يؤكد التحذيرات التي أطلقتها أجهزة أمن العدو بأن المواجهة في الضفة تتطور بشكل دراماتيكي. رغم العصا الغليظة التي يستخدمها العدو بدون أي تردد عبر تنفيذ عمليات الاغتيال من الجو في شمال الضفة الغربية مع تغول للمستوطنين ليس على مستوى التسليح، بل تحويل عشرا البلدات والقرى الفلسطينية لمناطق سجون للفلسطينيين مع فرض المجاعة والحصار عليهم وتدمير منازلهم والبنى التحتية.

المعطيات:

1.تسلم اللواء افي بلوط قائد فرقة الضفة الغربية لمنصب قائد المنطقة الوسطى في جيش العدو وهو معروف بعلاقاته القوية جدا بقادة المستوطنين خصوصا الصهيونية الدينية

2.توزيع أكثر من 140 ألف قطعة سلاح من قبل بن غفير ووزارته على المستوطنين في مستوطنات الضفة الغربية والتي تحدثت كثير من التقارير على تجاوزات كثيرة في توزيعها (محاصصة) من قبل مدير مكتبه للمستوطنين في الضفة الغربية وباتت هناك ميلشيات مسلحة لبن غفير وباقي المستوطنين.

3.يقوم سموتريتش من خلال منصبه كوزير للمالية بضخ أموال ضخمة في وزارة ستروك التي مهمتها بالأساس الاستيطان في الضفة الغربية والتي كانت من اعمالها شرعنة عشرات البؤر الاستيطانية وربطها بالكهرباء والماء مع فرض وقائع متسارعة على الأرض من قبل قادة المستوطنين مستغلين الحالة بعد السابع من أكتوبر وتركيز انظار العالم على قطاع غزة وتحويل مناطق كاملة بالضفة الغربية الى سجون كبيرة ومنع سكانها الفلسطينيين من الوصل لأراضيهم الزراعية والقتل والتدمير والتخريب من قبل زعران المستوطنين وبحماية جيش العدو مستمر على قدم وساق وما حدث في قرية جيت في شرق قلقيلة ببعيد

4. في المقابل يفرض سموتريتش من خلال منصبه في وزارة الجيش كل أدوات السيطرة على حياة الفلسطينيين عبر ذراع الإدارة المدنية والمنسق والتي يتحكم فيها بكل شي مع عمليات هدم غير مسبوقة لم تتوقف عند مناطق ج بل تعداها بقوة في مناطق ب

5.العدو استخدم مزيجا من الأدوات التي يستخدمها في حرب الإبادة في غزة فالهدم والمجازر والقصف بالطائرات المسيرة وطائرات الهليكوبتر من الجو إضافة وتدمير البنية التحتية ومن مياه واتصالات وكهرباء والطرق خلال أي اجتياح يهدف الى فرض العقوبات على حاضنة المقاومة في الضفة الغربية عبر كي الوعي وان مصيركم مثل مصير غزة من تدمير وتهجير وتجويع

6.في ظل بروز دور العبوات الناسفة الكبيرة والتي نجحت في احداث تغير على معادلات الصراع مع العدو في الضفة الغربية أُجبر جيش العدو على استخدام العربات المدرعة المدولبة من نوع نمر بالإضافة للآليات المجنزرة خاصة الجرافات من نوع D9 المخصصة للأغراض العسكرية مثل كشف الألغام وتمهيد الطرق أمام قوات المشاة، لكن في الضفة يستخدمها العدو بصورة واسعة في تدمير البنية التحتية.

7.بروز عملية تل ابيب الاستشهادية وإعلان كل من حماس والجهاد مسئوليتهما المشتركة عن العملية فعل جرس انذار ضخم في منظومة العدو الأمنية التي تتجنب المواجهة في الضفة لأسباب عملياتية مرتبطة بانتشار القوات في جبهة الشمال والجنوب، وأن الحاجة لقوات عاملة في الضفة في حال تصاعد المواجهة يعني تقليص القدرة على مواصلة المجهود الحربي في جبهة غزة أو جبهة لبنان.

8. العدو يتخوف بشدة من دخول أسلحة نوعية للضفة الغربية اما عبر التهريب او من خلال التصنيع المحلي (قاذفات أربي جي، هاون، صواريخ) والتي يمكن ان تغير قواعد الاشتباك في الضفة الغربية.

9. تنوع أشكال العمل المقاوم والخوف من توسع مساحته الجغرافية ليشمل وسط الضفة وجنوبها.

10. العدو أعلن انه سيحول كتائبه التي تعمل على حماية الحدود مع الأردن وهي كتيبة كركال المختلطة من النساء والرجال الى لواء كبير لحماية الحدود ليس فقط عبر التقنيات واغلاق مناطق في الحدود بل عبر الانتشار العسكري واستخدام وسائل جديدة لمنع تهريب الأسلحة من ضمنها بناء جدار حدودي بتكلفة 7 مليار شيكل.

11. التضارب في الأولويات بين الطبقة السياسية في حكومة العدو والأجهزة حول السلطة ومصيرها، بينما ترى أجهزة أمن العدو السلطة وأجهزتها الأمنية شريكا لها في منع اندلاع مواجهة في الضفة، ترى النخبة السياسية الحاكمة في تل أبيب السلطة كخصم سياسي يجب انهاؤه.

التوقعات:

1.العدو سيزيد من قبضته على الضفة الغربية وعملياته الهجومية لمنع أي استقرار للمجموعات المسلحة عبر الهجوم بكل الطرق ومضاعفة التنسيق الأمني مع السلطة وتركيز جهده الإستخباري على الضفة من أجل منع تطور المواجهة.

2.لن يتردد العدو بعد تجربة غزة في استخدام مزيد من القوة العسكرية غير التقليدية في الضفة الغربية، ورغم عدم الوصول لمناورة برية في الضفة، لكن العدو يقوم بتدمير واسع في الممتلكات خلال الاقتحامات العسكرية.

3.تصاعد الوسائل والأدوات التي يستخدمها العدو في الهجوم على معاقل المقاومة، رغم أن العدو حاول فرض النزوح في عملية بيت وحديقة في مخيم جنين من أجل الضغط على الحاضنة الشعبية، إلا أن العمل العسكري الحالي ضد تشكيلات المقاومة ذات أبعاد عملياتية استخبارية من أجل منع تمدد المواجهة.

4.لا يزال موضوع العمال ملفا خلافيا داخل حكومة العدو وغير متوقع في الفترة القدمة السماح بدخول اعداد كبيرة من العمال كالسابق خصوصا بعد ظهور عملية تل ابيب الاستشهادية والتي يخشى العدو من تحولها لظاهرة ضاغطة على خاصرة مجتمعه الاستيطاني الرخوة.

5.طول الفترة لعملياته العسكرية في مدن الضفة الغربية والتي باتت غير مرتبطة فقط بتحرك ميداني بل مرتبطة أكثر بإحداث أكبر قدر من النكبة والخسارة للحاضنة الشعبية عبر التدمير والعقاب الجماعي خصوصا ان جزء ليس بقليل من القوات العاملة هي قوات تم جلبها من المستوطنات من قوات الاحتياط او قوات الاسناد عبر فصول الاحتياط المرابطة في المستوطنات وهؤلاء يتفننون في التخريب والتمدير والقتل.

6. العدو زاد من استخدام الطيران الحربي والمسير من أجل ضمان سلامة جنوده، والتقليل من الخسائر في صفوفه.

7. العقوبات الامريكية والاوربية على قادة الاستيطان وما جاء في القرار الاستشاري لمحكمة العدل الدولية دفع المستوطنين خطوة للوراء في تنفيذ مخططاتهم في الضفة الغربية دون ضجيج وهذا الذي يعكسه مستويات الادانات لإرهاب المستوطنين في قرية جيت شرق قلقيلية لهذا يتوقع ان يكون هناك مزيد وتسارع في المشروع الاستبطاني في الضفة الغربية خصوصا ان الظروف الداخلية والإقليمية والدولية مناسبة ومع وقع وصول ترامب الى سدة الحكم والانشغال العالمي بحرب الإبادة في غزة والتوجهات اليمينية المتطرفة لمجتمع العدو

8. تزايد دور السلطة في ملاحقة المقاومة ومصادرة سلاحها وتفكيك بنيتها التحتية، مثل العبوات الناسفة التي تعمل السلطة في مدن شمال الضفة بشكل حثيث على تفكيكها.

الملخص:

•يتخوف العدو من عودة العمليات الاستشهادية لأنها ستتحول الى رافعة ضغط حقيقية على جبهات القتال المختلفة والتي سيكون لها تبعاتها على مزيد من التحرك على مستوى شارع العدو الذي بات يشعر بالأمان على الأقل في الشارع (مقارنة بحالة الذعر عند توقع اقتراب الرد الإيراني او حزب الله)

•تراجع حدة القتال في غزة سيؤدي لزيادة مستوى القتال في الضفة وملاحقة تشكيلات المقاومة، وتغول جيش العدو باستخدام أدوات الابادة الجماعية، فتجربة الإبادة في غزة اثبتت لهم انه لا محاسب ولا تنديد لا من العالم ولا من الإقليم وهذا سيزيد من الحافزية لتنفيذ مخططاتهم بشكل سريع ووحشي

•حالة المقاومة في الضفة تمتلك ديناميكيات عالية، ويمكن لها أن تستغل هامش الزمن لتطوير قدراتها وتصوراتها عن شكل المواجهة مع جيش العدو، سواء عبر العمليات الدفاعية أو الهجومية ذات التأثير الحقيقي والمهم.

•دخول سلاح نوعي بمفهوم المقاومة الى الضفة سيؤثر على شكل المعركة، فتأثير العبوات الناسفة الكبير ترك أثره العميق في صفوف جيش العدو وأثر على عملياته في الضفة الغربية وطرق تنفيذها فمحاولات إطلاق الصواريخ من الضفة بمقدرات بسيطة وبدائية تربك العدو وهذا الامر يحتاج الى زيادة في التطوير ومحاولة تصنيع قدرات صد هجومية ضد جيش العدو مستوطنيه (هاون، أربى جي)

•استغلال الزخم العالمي للقضية الفلسطينية والقرار الذي صدر من محكمة العدل الدولية بخصوص وضع الاحتلال في الضفة الغربية الى مزيد من الخطوات القانونية الدولية للجم تغول الاستيطان واحباط محاولات العدو لبلع الضفة الغربية وإعلان ضمه لها والذي يتوقع ان يكون أحد الهدايا لترامب في ولايته الثانية او سكوت مخزي لإدارة هاريس المتواطئة لحين استكمال السيطرة

•حلفاء نتنياهو من المستوطنين يعرفون جيدا ان الحرب في غزة اجبرته على الخضوع لهم لهذا يستثمرون كل لحظة وكل الموارد تنفيذ مخططاتهم اليمينية المتطرفة وعلى الأرض على كافة المستويات في الضفة الغربية وبكل المستويات مع بناء دولة عميقة في مؤسسات الدولة المختلفة خصوصا ما يقوم به بن غفير في الشرطة وما يقوم به سموتريتش في الجيش ووزارة الجيش والأذرع الاستيطانية للمنسق والإدارة المدنية

•الانتفاضة الشعبية والتحرك الجماهيري هو السبيل نحو وقف تمدد الإستيطان، فالإستيطان الرعوي أصبح يلتهم أراضي الضفة بدون حسيب أو رقيب وضاعف من سيطرة العدو 3 مرات على أراضي الضفة لنسبة تصل 25% من أراضي الضفة الغربية.

Facebook Comments

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي