أخبارأصداء الشارع "الإسرائيلي"

قراءة في المشهد الصهيوني.. 21 أغسطس

نتنياهو في عيون الصهاينة.. اتهامات ومماطلة وتدمير لأي اتفاق

المعطيات:

• غضب شديد بين أهالي الأسرى الستة الذين تم انتشال جثثهم بالأمس من خانيونس واتهام صريح لنتنياهو وحكومته بأنهم كانوا أحياء وكان بالإمكان إنقاذهم أحياء لو تمت الموافقة على تمديد يوم هدنة مع حماس مقابل كبار السن، ولكن حكومة الحرب والتي فيها غانتس رفضت (قالت عائلة يجاف بوخستاب، الذي تم انتشال جثته الليلة في عملية عسكرية من نفق في خان يونس، “نعلم أنه بقي على قيد الحياة حتى فبراير في الأسر، كان من الممكن إنقاذه هو والآخرون. من المهم إنقاذ هؤلاء).

• تصريح الناطق باسم الجيش أكد على أنه لا يمكن انقاذ 109 أسرى من خلال العمليات العسكرية وهذا إشارة من الجيش أن الصفقة هي السبيل لإطلاق سراح الأسرى.

• نتنياهو خلال لقائه مع عائلات الاسرى والعائلات القتلى قال: “لست متأكداً من أنه سيكون هناك اتفاق، ولكن إذا كان هناك اتفاق – فإن الاتفاق سيكون اتفاقاً يحفظ المصالح التي أكررها مراراً وتكراراً، هي الحفاظ على الأصول الاستراتيجية لإسرائيل، وسنستمر حتى يتم تدمير حماس وتحقيق أهدافنا في الحرب”.

• خلافات بين نتنياهو والوفد المفاوض بعد تصريحاته حول البقاء في محور فيلادلفيا ونتساريم والذي تم وضعه في إطار استراتيجية نتنياهو لنسف المفاوضات.

• رفض اللواء احتياط نيتسان ألون ممثل الجيش في وفد التفاوض لصفقة الاسرى المشاركة في قمة القاهرة الأخيرة، الذي أفادت التقارير أنه شارك في عدد من المشادات بين فرق التفاوض ومكتب رئيس الوزراء. وتبين الآن أن ألون رفض الانضمام إلى الوفد الإسرائيلي لإجراء محادثات في القاهرة، بعد رفض نتنياهو منح الوفد المفاوض صلاحيات حول التفاوض على محور نتساريم وفيلادلفيا.

• خلال المحادثات التي جرت في القاهرة في اليومين الماضيين، سلم ممثلون إسرائيليون للممثلين الأمريكي والمصري الخرائط التي بموجبها ستستمر قوات الجيش الإسرائيلي في الانتشار على طول محور فيلادلفيا كجزء من تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق. إطلاق سراح الاسرى، ولكن على نطاق أضيق.

• إسرائيل طلبت إعادة النظر في اتفاقيات كامب ديفيد للسماح بدخول القوات الإسرائيلية إلى محور فيلادلفيا، إلا أن القاهرة رفضت الطلب. وبالإضافة إلى ذلك، لم يحدث أي تقدم في المحادثات التي جرت في مصر.

• منتدى الاقتصاديين من أجل الديمقراطية يؤيد موقف محافظ بنك إسرائيل والمستوى المهني لوزارة المالية في المطالبة بالترويج لموازنة 2025: “الموازنة ستتطلب تعديلات واسعة من أجل التعامل مع نفقات الحرب، زيادة في النفقات الأمنية، وإعادة تأهيل المستوطنات في الشمال وغلاف غزة وزيادة العجز بسبب عدم اليقين الكبير”.

 موقف المنتدى هو أنه لا يوجد مكان لموازنة عامين، ويجب التخطيط لموازنة 2025 دون تأخير: “إن خطر التدهور السريع للاقتصاد الإسرائيلي ومزيد من التخفيض في التصنيف الائتماني حقيقي. أي التأجيل أو التأخير لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشاكل”.

• الرسالة التي بعث بها محافظ بنك إسرائيل البروفيسور أمير يارون إلى نتنياهو والتي وبخه فيها لتأخير الترويج لموازنة 2025: “المحافظ (تعيين نتنياهو) يحذره أيضًا – أنت تقود إسرائيل إلى كارثة اقتصادية”.

• قالت مقرات أهالي أسرى العدو ردا على تصريحات نتنياهو في لقاء مع أهالي الاسرى والقتلى من إن “كلامه هو عمليا تدمير لصفقة الاسرى”. ولم يعترف بأن التخلي عن الاسرى يؤدي إلى قتلهم في الأسر، فهم لا يعانون فحسب، بل يموتون أيضاً. ولا أمل ولا بطولة في الصمود الذي سيؤدي إلى استمرار موت جميع الاسرى في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وهو الآن يتخلى عنهم إلى الأبد.

• مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: المواقف المتطرفة التي عبر عنها رئيس الوزراء نتنياهو اليوم لا تساعد المفاوضات حول صفقة الاسرى ورفض المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية كلام نتنياهو ووصفه بأنه مهين للعائلات الثكلى اليوم، وكأنه «أقنع» بلينكن بالموافقة على مواقفه بشأن قضية محور فيلادلفيا وممر نتساريم وقال المسؤول الأميركي: «نحن لا نتفق مع نتنياهو بشأن هذه القضية».

• عناد نتنياهو ورفضه التجاوب مع الضغوط الامريكية (البطة العرجاء) دفع الأمريكيين لتبني وجه نظره واخرجوا مقترح جديد لصفقة أسري على مقاس نتنياهو وطلباته وشروطه الجديدة وهذا الذي يروج له بلينكين حاليا بعد زيارته للكيان ومصر واليوم في الدوحة استكمالا للخطوات التي قامت بها الإدارة الامريكية عبر العصا والجزرة لتبريد الرد الإيراني والذي خرج من مضمونه كرافعة ضغط باتجاه انهاء الحرب

• العدو يواصل فرض حقائق على الأرض فيضغط على شمال وشرق خانيونس بشكل واضح ويقترب من فصل خان يونس عن المنطقة الوسطى مع الضغط على مناطق نزوح الفلسطينيين ضمن مجازر على مدار الساعة وبكافة أشكال القصف ليس من الجو فقط (وفق تصور المرحلة الثالثة) بل بريا في رفح وخان يونس وجنوب دير البلح وشمال النصيرات وجنوب الزيتون وتل الهوى وبيت لاهيا وبيت حانون، إضافة لمجازره من الجو في الضفة الغربية وهذا يدخل في إطار الضغط لانتزاع مواقف على طاولة المفاوضات، في محاولة لاستعادة حالة الردع المهدورة.

• حزب الله يتمسك بضرورة الرد على اغتيال الشهيد فؤاد شكر وتقدير العدو ان الموعد سيكون دخول هدف اسرائيلي تحت الرادار والحزب يفصل بين استمرار حالة الاشغال وما بين الاعداد للرد حين يتوفر (مع توافق الحزب مع الموقف الإيراني السعي لإيقاف الحرب على غزة ربما مقابل رد محدود)

التوقعات:

1.عمليا التصريحات والخلافات داخل الحلبة الصهيونية تعكس فشل المفاوضات للوصول لصفقة حتى لو كانت المرحلة الأولى الإنسانية، فالعدو يفسر مرونة حماس وإصرار الوسطاء وتأخر رد محور المقاومة والضغط الأمريكي للوصول لمنجز بانه علامة ضعف لهذا يزيد من عناده وشروطه التعجيزية والضغط بالنار على كافة الساحات (قصف بعلبك ومجازر في الضفة والضغط في غزة للحصول على مزيد من التنازلات)

2.انتظار الرد من محور المقاومة خصوصا حزب الله والذي يعتقد العدو وحلفاؤه بأنه مؤكد يشكل حالة استنزاف وتوتر في المنطقة، ويشكل حالة من الضغط تتراخى مع الوقت قدرته على فرض متغيرات على المفاوضات او على توجهات العدو والامريكان في المنطقة او لجم العصا العسكرية الامريكية التي يمكن ان يستخدمها العدو لكسر المعادلات الإقليمية.

3.سيستمر العدو في الضرب تحت الحزام لمحور المقاومة على جبهاتها المختلفة وعبر استنزاف مقدرات استراتيجية لها (قيادات، مخازن أسلحة وصواريخ) بهدف فرض قواعد اشتباك جديدة والاستفزاز بضربات استباقية (النق على الاسطح) لكشف مقدرات ومخططات ميدانية عبر خلط الأوراق في الاقليم وعلى مستوى الشرق الأوسط ككل.

4.زيادة مستوى النار من قبل حزب الله والمقاومة الإسلامية في العراق واليمن تدخل في إطار قواعد الاشتباك لكنها تُقرأ في سياق تحضير المشهد للرد المنتظر على عمليات الاغتيال في طهران وبيروت.

5.رغم انقلاب نتائج انتشال جثث الاسرى الستة من خانيونس (العدو يعرف من وقت طويل مكانهم وتحرك فقط خلال المفاوضات) للتحول لهجوم على نتنياهو بدلا من أن تكون منجزا له إلا أن عوائل أسري العدو لا يزالون يتحركون بضعف امام الاعيب نتنياهو فمشاهد انتشال الجثث باتت واقعا طبيعيا امام مستوطني العدو وهذا الذي يهدف اليه نتنياهو من إطاله الحرب عبر سلب المقاومة أحد اهم الأدوات التي تملكها (الاسرى)

6.في الميدان العدو يضغط بشدة مستخدما سلاح المجازر والنزوح والتجويع في غزة والضفة إضافة للضغط الناري عبر سلاحه الجوي والقوات الحليفة في ساحات أخرى للضغط على المقاومة طمعا باستعادة الردع وانتزاع مزيد من التنازلات على طاولة المفاوضات مع فرض وقائع على الأرض يمكن ان تتحول الى ذخر استراتيجي للعدو (فصل خانيونس عن الوسطى) (استعادة تنفيذ خطة الأصابع الخمسة لشارون)

7.الولايات المتحدة وحلفاؤها باتوا متورطين في حرب الوكالة للعدو والذي يهدف منها الى حل مشاكله الامنية دفعة واحدة من خلال حرب طويلة العدو رغم سياسية إدارة بايدن في التخفيف من التورط عسكريا في منطقة الشرق الأوسط الا انها باتت متورطة حتى اذنيها في حرب نتنياهو الشخصية، حيث حشدت أساطيرها البرية والبحرية لحماية الكيان مع استنفار دول عربية وأوروبية في مسعى لمواجهة محاولة صد الرد الإيراني وعدم الانزلاق لحرب إقليمية.

8.نتنياهو سيكون امامه ثلاث محطات مفصلية للتحرك باتجاه الصفقة من عدمها وهي مرتبطة بالحالة الداخلية للعدو ونتائج الانتخابات الامريكية

•الدورة الشتوية للكنيست والتي ستبدأ في نهاية فترة الأعياد اليهودية (28 اكتوبر) 2024

• سيكون هناك ثلاث ملفات ساخنة على طاولة الكنيست أولها قانون اعفاء الحريديم من التجنيد في ظل قرار المحكمة العليا بمنع الإعانات وقرار المستشارة القضائية بإيقاف الإعانات للرعاية النهارية للحريديم الذين يرفضون التجنيد وهو ملف متفجر جدا.

• الملف الثاني قانون الحاخامات (قانون الخدمات الدينية) وهو القانون الذي يستخدمه بن غفير لابتزاز نتنياهو للحصول عل عضوية في المنتدى الأمني والسياسي الخاص باتخاذ القرارات وهو قانون تهدد شاس بإسقاط الحكومة من اجله.

• موازنة 2025 وهي أخطر الملفات، فرسالة محافظ البنك المركزي للعدو ورفض سموتريتش كوزير المالية من جهة ونتنياهو مناقشة هذا الملف قبل أسبوع من الان ( تاريخ مناقشة الميزانية الأصلي ) سيفجر الأوضاع داخل حكومة العدو والكنيست نظرا لما له من تبعات على ( أموال الائتلاف) موازنة الجيش في ظل الحرب ،محاولة استعادة الثقة باقتصاد العدو بسبب انخفاض التصنيف وأيضا بسب المستجدات الميدانية في زياد الانفاق الحكومة وتراجع الإيرادات في ظل عدم يقين سياسي او استقرار امني وهذا يؤثر بشدة على اقتصاد العدو في ظل مقترحات عن استمرار الميزانية وإنشاء صناديق من خارج الميزانية على غرار فترة كورونا، يطلق نتنياهو العنان لفكرة قديمة جديدة: الترويج لميزانية عامين. وبموجب القانون، يؤدي عدم إقرار الميزانية بحلول 31 مارس/آذار إلى الحل التلقائي للكنيست.

وبحسب هذه النظرية فإن الموازنة في حد ذاتها لن تكون سبباً حقيقياً لحل الائتلاف.

وبذريعة عدم الاتفاق على الميزانية ورهناً بنتائج استطلاعات الرأي، يمكن أن يتوجه نتنياهو إلى الانتخابات في وقت مبكر من عام 2025.

• التاريخ الثالث هو تتويج الرئيس الجديد في البيت الأبيض (22/1/2025) وكلا الخياران لنتنياهو مناسب فترامب المندفع باتجاه إرضاء اللوبي الصهيوني واعطائه ما يريده بدون أي قفازات حريرية (رغم تصريحاته وامتعاضه وشعورة بالخيانة والإحباط من اليهود من نتنياهو بسبب الانتخابات السابقة) في المقابل هاريس هي نسخة مصغرة ضعيفة من سياسة بايدن الخارجية والتي لن يكون هناك تغيير في الأوضاع في غزوة ولا في الإقليم.

9.العدو يركز في مفاوضاته الحالية على معبر رفح ووضع حلول وسط بالضغط على المصرين وبموافقة أمريكية لسيطرة امنية ولو شكليا على محور فيلاديلفيا عبر فرض وقائع على الأرض (تعبيد طريق كامل في محور صلاح الدين على الحدود) إضافة لوضع حلول بإشراف اوروبي امريكي مع السلطة لإدارة المعبر مع اشراف أمنى إسرائيلي عليه.

10.⁠الجيش والجهات الأمنية لا زالت تعتقد أن بالإمكان التوصل للاتفاق وبقدرتها توفير كل الاحتياجات الأمنية خلال ستة أسابيع المرحلة الأولى وتستطيع تجديد الحرب إذا اقتضت الضرورة رغم ان جزء من التصريحات واثارة ان هناك خلافات بين نتنياهو والجيش قد يكون جزء منها تنفيس للحالة الداخلية في الجيش والمنظومة الأمنية التي تم استنزفتها حرب غزة في ظل حرب إقليمية مرتقبة.

الخلاصة:

• المفاوضات تدور في حلقة مفرغة رغم موقف المقاومة الواضح والصريح ورفضها لاستنساخ حلول على مقاس نتنياهو ليست لها علاقة بالمقترح الأصلي

• نتنياهو لن يغير موقفه ويسعى عبر توريط الولايات المتحدة والغرب والإقليم في حرب إقليمية لشراء الوقت لتنفيذ رؤيته الاستراتيجية لغزة والإقليم خصوصا انه أعلن منذ بداية الحرب انه يسعى لتغيير وجه الشرق الأوسط بصورة كاملة فحربه ليست غزة فقط لهذا سيواصل المماطلة وشراء الوقت عبر وضع المعيقات والعصي في دولاب أي مبادرة او أي مقترح والعبث في كل روافع الضغط الداخلية والخارجية لحين قناعته بانها لحظة مناسبة لتبريد كل الجبهات المحيطة والقفز على منجز يساعده في التقدم لانتخابات مبكرة.

• نتنياهو يتحزم بتهديدات سموتريتش وبن غفير ويستخرجها من القمقم طوال الوقت بان حكومته يمكن ان تنهار وقد نجح في خداع العالم وحلفائه بانه رهينة للتيار القومي الديني وفي الحقيقة هذا التيار وقادته هم منفذون لرؤيته كمخلص للشعب اليهودي وتنفيذ التي طرحها في كتابه ” تحت الشمس “

• رغم الطبيعية البراغماتية للحريديم (شاس ويهدوت هتوارة) الا ان فرض التجنيد من جهة والضغط عليهم عبر أموال الائتلاف ومكتسباتهم التاريخية (معونات الدولة لدارسي التوراة) سيفجر الامر امام نتنياهو وستسقط حكومته في ظل شعورهم انهم استنفذوا ابتزاهم من نتنياهو (القفز من سفينة الحكومة)

• الأجهزة الأمنية والعسكرية للعدو تخشى حقيقة من حرب إقليمية ليس لها قدرة على خوضها في ظل حالة الاستنزاف الشديد على جبهة غزة وجبهة لبنان المساندة لهذا يقدمون سلما لنتنياهو للنزول عن شجرة عناده في كل مرة عبر التصريحات او عبر الإعلان عن عدد قتلى وجرحى العدو او عن عدم القدرة على تحرير باقي الاسرى بعملية عسكرية إضافة لما قدموه له من ضمانات أمنية في حالات فيلاديلفيا ونتساريم او معاودة الحرب على غزة، لكن المرجح لن يغير نتنياهو موقفه بالتمسك بالشروط والمواقف الخمسة التي أدخلها على الاتفاق.

• تراجع تأثير حالة التعتيم التي فرضها محور المقاومة على الرد المنتظر، خاصة بعد تكرار التصريحات عن أسباب التأجيل والحديث عن طرق جديدة، والذي قرأ في كيان العدو على أنه دليل أزمة وليس دليل قوة، الأمر الذي ساهم في توسيع العدو دائرة الاستهدافات وعمقها في لبنان.

• تصعيد حزب الله في الشمال بالرغم من تعميقه لكنه في إطار قواعد الاشتباك، ويُقرأ في سياق بناء مسرح عمليات يساهم في إخراج الرد إلى حيز التنفيذ في اللحظة المناسبة، خاصة أن الحزب ركز في عملياته على استهداف المعدات التجسسية الجديدة التي تم تركيبها في المواقع الحدودية.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي