مقال رأي الهدهد

هجوم المستوطنين على قرية جيت في الضفة الأسباب والتداعيات

هيئة التحريرشبكة الهدهد

هاجم 100 مستوطن قرية جيت شرق قرية قلقيلية، وقاموا بحرق عدد من المنازل وعشرات السيارات، وأطلقوا النار على منازل المواطنين الفلسطينيين، الحادث الذي وصف بالخطير وغير المسبوق لأنه تم بدون التنسيق مع الجيش، أدى لاستشهاد فلسطيني وإصابة أخرين.

جاء الهجوم بعد ساعات من نشر المستوطنين فيديو يظهر تدريبات عسكرية لمجموعة من الشبان المستوطنين في سن التجنيد لكنهم لايخدمون في الجيش، ويقوم بتدريبهم عنصر سابق في وحدة الدوفدوفان، العنصر الذي لم تظهر ملامحه قال للمستوطنين إنه يجب عليهم أن يكونوا على استعداد دائم مثل وحدات الدوفدوفان وهي وحدات خاصة تنفذ عمليات الاغتيال، وأشار لهجمات الوحدة في نابلس وجنين.

الهجوم لاقى إدانة غير مسبوقة داخل كيان العدو من الحكومة والمعارضة باستثناء بن غفير، وشملت الإدانات أيضا رئيس مجلس مستوطنة قدوميم وهي الأقرب لمكان الهجوم بالإضافة لرئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية يوسي داغان. وسموتيرش وزير المالية الصهيوني أدان الهجوم وقال إن منفذي الهجوم غير مرتبطين بالصهيونية الدينية، وإنما جاءوا من الخارج ونفذوا الهجوم ويجب محاسبتهم.

تداعيات الهجوم:

  تعزيز رواية الفلسطينيين والتي شخصت أن اليمين المتطرف يوظف حكومة نتنياهو باتجاه تنفيذ خطة الحسم والتي يقودها سموتيريش والتي ينظر لها علنا، ولكنها تلقى دعم صامت من جميع أركان الحكومة.

  تعزيز رؤية المجتمع الدولي والذي لاحظ ارتفاع بنسبة الاعتداءات من المستوطنين والإجراءات لإنهاء فرص حل الدولتين في الضفةالغربية، وكانت قد اتخذت دول عديدة إجراءات عاقبت من خلالها عدد من المستوطنين، وتلوح بفرض عقوبات على سموتيرش وبن غفير.

  زيادة القناعة والإجراءات لدى الجمهور الفلسطيني ببناء حالة شعبية لحماية القرى الفلسطينية من هجمات المستوطنين.

  ظهور السلطة بحالة العجز عن حماية الشعب الفلسطيني، في ظل استمرارها في التنسيق الأمني وحماية المستوطنين في كثير من الأحيان.

  إدانة للعرب وغياب دورهم عن حماية الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، خاصة أن الذي يتم في الضفة عدوان من طرف الاحتلال والهدف الأساسي له هو تهجير وترحيل الفلسطينيين من أرضهم بصورة علنية.

  تعزيز رواية طوفان الأقصى وأهميتها كمعركة وجودية للفلسطينيين في وجه اليمين الصهيوني، الذي يسعى بشكل علني لطرد الفلسطينيين من أرضهم، وأن ما يحصل في غزة ليست ردة فعل على هجوم 7 أكتوبر، وإنما مخطط معد مسبق ضد الفلسطينيين، وما يدورفي الضفة من تطبيق مشروع الحسم هو خير دليل على ذلك المشروع.

خلاصة:

  الهجوم الذي نفذه المستوطنون في قرية جيت شرق قلقيلية غير مسبوق وهو مخطط له بمشاركة 100 مستوطن جميعهم ملثمين، هذاالهجوم تحدد له مكان واجتماع وتبادل أفكار وتحديد توقيت، وهجوم منسق ضمن رؤية استراتيجية وليس انتقام وليس ردة فعل على حدث.

  وهو يعد مرحلة متقدمة جدا في تطبيق مشروع الحسم، وذلك من خلال مجموعات إيديولوجية من المستوطنين مقتنعة بالمشروع ولا تنتظرالأوامر لتنفيذ الهجمات وإنما تتحرك وفق القراءة والفهم، وهي ليس شرط من سكان المستوطنات، والحديث عنهم يعيشون من فلسطين وخارج فلسطين.

  البيئة التي نشأت فيها مجموعات المستوطنين، هي بيئة التأطير لمشروع الحسم التي يقودها بخطاب إعلامي علني وزير المالية سموتيرش ورئيس الحكومة نتنياهو على الرغم من شجبهم الهجوم لأنهم اعتبروا خطوة الهجوم مستعجلة وسابقة لأوانها في ظل الحرب مع غزة وتوقعات الحرب على جبهة الشمال، بينما قاد البيئة العملياتية وزير الأمن القومي بن غفير الذي سلح مجموعات المستوطنين بصورة واسعة عبر توزيع120 ألف قطعة سلاح واختفاء مئات الصواريخ المضادة للدبابات من معسكرات الجيش في الضفة، والتي تذهب كل المؤشرات لأنها وصلت لأيدي عصابات المستوطنين المسلحة.

  تواطؤ الجيش مع الهجمات عموما يَظهر بصورة واضحة منذ زمن، وتعزز بعد وصول قائد المنطقة الوسطى آفي بلوط” والذي تولى قيادة فرقة الضفة وسكرتير نتنياهو، وهو ينتمي فكريا وأيديولوجيا لهذه العصابات.

  من الواضح أن الانقسام داخل حكومة المستوطنين في تل أبيب حول التوقيت في تنفيذ مشروع الحسم ميدانيا عبر المليشيات المسلحةالتي تم إنشاؤها وتدريبها وتسليحها برعاية الحكومة، فبينما يرى غالبية أعضاء الائتلاف أن الخطوة مستعجلة في ظل حرب غزة وتوقعاتالحرب على الجبهة الشمالية، بينما ترى مجموعة أخرى مهمة وأيديولوجية تنتمي للتيارات السرية التي أدارها بن غفير عبر مليشيات مسلحة أن الوقت مناسب للتصعيد  في الضفة من أجل إنهاء فرص حل الدولتين، خوفا من عودة الحل على الطاولة مرة أخرى في ظل موجة عالميةتطالب بإقامة دولة فلسطينية كحل للصراع الفلسطينيالإسرائيلي، وأن إمكانية تقدم هذا الطرح في ظل البيئة العالمية الداعمة للشعبالفلسطيني أصبحت ممكنة.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي