تـجـنـيـد الـحـريـديـيـن يَـعِـد بالمزيد من «نيتسح يهودا»
شبكة الهدهد
يغيل ليفي/ هآرتس
حتى قبل أن تخفت قضية العقوبات التي كانت الإدارة الأميركية تنوي فرضها على كتيبة «نيتسح يهودا»، قام الجيش الإسرائيلي بمضاعفتها، وفي الواقع ضاعف ثلاث مرات الأخطار نفسها.
هو ينوي، كما قيل، إقامة لواء من الجنود الحريديين، يشمل ثلاث كتائب. لنضع جانباً مسألة هل توجد احتمالية لتجنيد حوالى 3 آلاف حريدي؟ الخوف الذي يظهر هنا هو أن تنجح هذه الخطوة.
تستند الدعوات لحل كتيبة «نيتسح يهودا» إلى الافتراض البسيط بأن كتيبة تقوم على تجانس ديني، التي جنودها ترعرعوا على نظريات قومية متطرفة، وفي المقابل يشعرون بأنه تم إقصاؤهم إلى هامش المجتمع، سينمي ثقافة تنظيمية تشجع على العنف ضد العرب، من خلال الاستثناء من المعايير التي تبلورت بشكل كبير في الجيش. ولكن بدلاً من حل هذه الكتيبة يقومون بتشكيل لواء كامل بتركيبة مشابهة.
سيتطور اللواء الحريدي كنموذج، الذي سيكون الجميع ملزماً بنجاحه.
في نهاية المطاف الحرب لم تعزز قدرة مساومة الجيش أمام الحريديين، بل العكس، تم الادعاء بأن من يريد تجنيدهم يجب عليه تلبية شروطهم.
يساوم الجيش بشكل خاص من موقف ضعيف، كجهاز يخشى من المواجهة مع المجموعات الاجتماعية التي يأتي منها جنوده.
كادر القيادة في هذا اللواء سيكون متديناً جداً، وهو شرط لم يتحقق في «نيتسح يهودا». فمستوى «روحانية» الحريديين الذين يخدمون اعتبر من قبل الجنرال دافيد زيني، المشارك في إقامة اللواء، قيمة مهمة.
سيتم تطبيق قواعد هذا الجيب الجندري بشكل حازم، وهكذا سيزداد التعقيم الذي سيبقي المجالات العسكرية التي ستنتشر فيها وحدات هذا اللواء «نقية» من النساء.
ستصعب هذه العملية أكثر على القدرة على دمج النساء في الجيش بصورة متساوية.
وإذا انتشرت هذه الكتائب في قطاع معين فإنها ستتطور مرة أخرى، مثلما حدث في «نيتسح يهودا» ظاهرة التآكل، التي تتم ترجمتها إلى عنف ضد الفلسطينيين.
سيجذب التشدد الديني للواء شباباً متدينين من غير الحريديين، الذين سيفضلونه على الوحدات المختلطة، وستتطور المنافسة بين الوحدات حول التشدد الديني، وسيزداد تدخل حاخامات الحريديين.
مشكوك فيه إذا كانوا سيكتفون مثلما اكتفوا في السابق فقط بمرافقة دينية، ولن تتطور دافعية للتأثير على صورة الجيش كما يفعل بنجاح المتدينون القوميون.
مشكلة لا تقل عن ذلك أهمية هي الاهتمام الذي يظهره الجيش بالوضع الاجتماعي للجنود الحريديين في مجتمعاتهم.
وكما تعلمنا تجربة «نيتسح يهودا» فإن الحالة الاجتماعية يتم تحقيقها بوساطة الإنجازات العسكرية، أي استخدام العنف ضد الفلسطينيين، لا سيما عندما يدور الحديث عن جيش أساس عمله هو السيطرة على سكان مدنيين.
هكذا سيتم تطوير مكانة الذين يريدون الإثبات لمحيطهم، الذي هو في الأصل مليء بالقيم القومية المتطرفة، بأن التجنيد كان يستحق. الكتائب ستكون دفيئة للعنف.
الادعاءات حول القادة العنيفين في «نيتسح يهودا» (التي سلط الضوء عليها تقرير «سي.ان.ان» مؤخراً) يجب قراءتها أيضاً بشكل معاكس – ليس فقط أن القادة يغضون النظر عن عنف جنودهم، بل ربما هم أيضاً ينجرون خلفهم، وحتى ربما ينجذبون لمثل هذه الوحدات.
ومن أجل ضمان أن يتحقق هذا السيناريو قام الجيش بتعيين العقيد أفينوعم أمونة كقائد للواء، وهو المقرب من إيتمار بن غفير الذي تم توثيقه وهو يحرض جنوده في غزة: «اقتلوهم (رجال حماس) وهم يهربون».
يجدر وقف هذه المبادرة في بدايتها، وحتى تخفيف هذا الاندفاع نحو تجنيد الحريديين بكل ثمن.
Facebook Comments