أخبارأخبار رئيسية

 هل يصفّي بايدن «الحرّ» الحساب مع نتنياهو؟


شبكة الهدهد
نداف ايال/يديعوت أحرونوت

هذه المرة سيكون الأمر مختلفاً، يقولون في القدس. خطاب بنيامين نتنياهو لن يهاجم، ولا حتى بالتلميح، الإدارة الأميركية.
وهو لن يكون لحظة ذروة في حالة انتخابات في إسرائيل – لكن دركاً أسفل غير مسبوق في العلاقات بين الدولتين.
لن يفهم من أقوال رئيس الوزراء نقد حاد لرئيس ديمقراطي داعم لإسرائيل، يشعر مؤيدوه بإهانة وغضب يذكران لسنوات طويلة.
بكلمات أخرى: خطاب 2024 لن يكون تكراراً لذاك الحدث البائس إياه مع إدارة أوباما. يهود في الولايات المتحدة، بمن فيهم أولئك المقربون من ترامب أيضاً، حذروا نتنياهو ورجاله: لا تظهروا وكأنكم تتدخلون في الانتخابات. مجرد وصولكم خطير في هذا الوقت. ابتعدوا عن المياه السامة للسياسة الأميركية العاصفة. ضعوا لأنفسكم هدفاً: أن تعودوا إلى الديار بسلام.
حار ورطب الآن في واشنطن. أمس مرت بضع سحب سريعة في سمائها. آخر ما يهم العاصمة في هذه اللحظة هو الشرق الأوسط. الحقيقة، آخر ما يهمها هي أوكرنيا، لكن الشرق الأوسط ملتصق تماماً بها.
يحاول الحزب الديمقراطي تهدئة نتيجة الانقلاب الداخلي ضد الرئيس بايدن وإعطاء إحساس بالوحدة.
تضميد جراح حرب أهلية قصيرة ووحشية في نهايتها ينسحب رئيس قائم من السباق – بعد أن كان فاز في الانتخابات التمهيدية.
حدث غير مسبوق. الجمهوريون يبذلون كل جهد مستطاع للمس بفرص كمالا هاريس إن لم يكن شطبها تماماً حتى قبل أن تبدأ في أن تروي أي قصة جديدة عن انتخابات 2024. للميكروفونات، يقول ترامب إن هاريس هي مرشحة أسوأ من بايدن (الذي هو “الرئيس الأسوأ في التاريخ”).
لكن من خلف الكواليس قيادة ترامب قلقة. الطريق التي مست بها المحكمة العليا بحقوق النساء في أجسادهن في موضوع الإجهاض يمكنها أن تؤدي إلى جرف في صالح مرشحة امرأة خطت على علمها حقوق النساء.
حملة بايدن صفت نفسها في المواجهة. أما هاريس فلا تزال كاملة ويمكنها أن تحاول توحيد الحزب من خلفها.
لا حاجة للمبالغة في القلق الجمهوري: فنائبة الرئيس لا تعتبر سياسية مميزة حتى الآن، في منصبها الحالي. وهذا على أقل تقدير. في كل الاستطلاعات، ترامب هو المفضل للنصر. صورته بعد الاغتيال هي صورة منتصر.
يصل نتنياهو إلى هذا المعمعان، مع سؤال خفي ومركزي واحد: ما هو معنى قرار بايدن للأشهر القريبة القادمة.
إسرائيل تعمل بضعة أيام إلى الأمام، أسابيع في الحد الأقصى. والأشهر القادمة، حتى أداء الرئيس أو الرئيسة الجديدين اليمين القانونية حرج لمصير الحرب في غزة، الوضع في الشمال، صفقة المخطوفين، التطبيع والتصدي لإيران.
الخوف في حكومة نتنياهو هو أن الرئيس بايدن، بعد أن تحرر الآن من كل حساب سياسي، محوط بطاقم ذي حساب طويل مع الحكومة الحالية، سيتطلع لأن يقرر حقائق حادة: من جهة دعم حل سياسي وأعمال على نمط أوباما في نهاية ولايته، ومن جهة أخرى ضربات ضد اليمين المتطرف اليهودي، بشكل يكون غير مسبوق. هذه المسيرة بدأت منذ الآن.
الأمل ليس معاكساً تماماً: في ضوء الإحساس الأساس لبايدن الرجل الذي يعلن عن نفسه كصهيوني، أن يركز من الآن فصاعداً على إرث اتفاقات سلام، تحقيق التطبيع مع السعودية ويضع جانباً كل الحسابات السياسية والغمز للجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي – الذي يوجه انتقاداً لاذعاً للغاية لنتنياهو وللحرب.
أمس، قبل لحظة من صعوده إلى الطائرة، وعد نتنياهو بأنه سيشكر بايدن على ما فعله من أجل إسرائيل على مدى السنين.
يوجد ما يمكن الشكر عليه. إلى جانب الوقفة الاستثنائية للرئيس الأميركي إلى جانب الإسرائيليين بعد 7 أكتوبر، بما في ذلك إرسال حاملات الطائرات، فإن بايدن ورجاله هم الذين أصدروا إلى النور المقترح الإسرائيلي لحماس. فقد اتخذوا خطوة استثنائية، غير دبلوماسية على نحو ظاهر، ورفعوا مبادرة نتنياهو إلى الوعي العام – الشرق أوسطي والعالمي.
فهموا أنهم هكذا يثبتون حكومة إسرائيل بالمقترح الذي صاغته هي نفسها. عانقوا، عانقوا بقوة، وهنؤوا رئيس وزراء إسرائيل على مبادرته غير المسبوقة.
بالتوازي اتخذ الأميركيون سياسة ثابتة، منذ شهرين، تلقي المسؤولية الكاملة على حماس.
لو لم يناور البيت الأبيض بايدن بهذا الشكل لكان مشكوكاً بأننا كنا سنصل إلى اللحظة شبه المتفائلة الحالية: صفقة على جدول الأعمال، صفقة يمكنها أن تعيد المخطوفات والمخطوفين الذي يذوون، يقتلون ويموتون في أسر حماس.
هذا أهم من كل خطاب أو لقاء في واشنطن.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي