التغيير الممكن لقواعد اللعب في الشرق الأوسط
شبكة الهدهد
يسرائيل هيوم
د. يوآف هيلر مؤرخ، رئيس حركة “الربع الرابع”
يوجد احتمال حقيقي للوصول إلى توقيع مع السعودية. هكذا قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الأسبوع الماضي، في مقابلة مع مجلة “كومفليكت” الأميركية بعد لحظة من إعلانه بأنه صهيوني ويؤمن بحق شعب إسرائيل على ارض إسرائيل.
لئن كان اتفاق كهذا مع السعودية موضوعا حقا في هذا الوقت على الطاولة، فالحديث يدور عن تحول استراتيجي ذي معانٍ بعيدة الأثر على دولة إسرائيل. عشية الحرب كان هذا يحصل، والآن، مرة أخرى، يعلن الرئيس الأميركي عن استعداد ملموس من جانب السعودية لأن تعترف بشكل كامل بدولة إسرائيل وتعقد حلف دفاع مع الولايات المتحدة.
يشار إلى أن السعودية تطالب في إطار الاتفاق بسلاح وإقامة مشروع نووي مدني.
نحن ملزمون بأن نفهم شيئا وهو: حلف دفاع إقليمي متواصل من إسرائيل وحتى دول الخليج. تفضلوا بإعطائي مكرمة بأنفسكم بفتح خريطة والنظر إليها. تواصل جغرافي سياسي يمتد 3 آلاف كيلومتر من البحر المتوسط وحتى بحر العرب فلئن كنا شعرنا في اتفاقات أبراهام بعظمة التغيير التاريخي فقد بات الحديث هنا يدور عن الخطوة الاستراتيجية الأهم التي وصلت إلى أعتابنا في العشرين سنة الأخيرة، وهذا دون الحديث عن المعاني الاقتصادية.
هذا هو الطريق الوحيد للانتصار على محور الإبادة الذي ايران هي رأس حربته. فنحن نشعر بهذا المحور في إطار عمله منذ تسعة اشهر على جلدتنا حقا، ولهذا السبب بالذات فإن هذا هو الوقت للتذكير بأنه في الحرب ينتصر الناس في ميدان المعركة، ويستحسن ساعة مبكرة اكثر لكن التاريخ يثبت أن الانتصارات الحقيقية لا تتحقق إلا بدمج الدبلوماسية والتحالفات الاستراتيجية التي تسمح بنصر دائم على مدى الزمن. هذا ثبت في اتفاقات أبراهام التي جلبها نتنياهو مع دول الخليج وسيثبت بقوة اكبر إذا ما اتسعت الخطوة بشكل كبير ودراماتيكي في دولة مثل السعودية.
صحيح أن الحديث عن التطبيع مع السعودية ليس جديدا، لكن حقيقة انه يتجدد مرة أخرى الآن بالذات في الوقت الذي تشهد فيها الحرب على احتمال اتفاق كهذا بوساطة أميركية.
في إسرائيل، حسب استطلاع أجريناه عن “الربع الرابع”، فإن 75% من الجمهور يؤيدون مثل هذا الاتفاق. يمكن الحديث عن رحلات إلى الرياض، إبحار في خليج إيلات، لكن القصة هنا اكثر أهمية وحرجا بكثير. السعودية – مكان ولادة الإسلام، الدولة الكبيرة في شبه الجزيرة العربية، مصدرة النفط الأكبر في العالم وإحدى الدول ذات السيولة النقدية الأكبر في العالم – ناضجة للاعتراف بدولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية وإقامة حلف إقليمي جغرافي سياسي بدعم كامل من الولايات المتحدة.
من المهم أن نفهم شيئا إضافيا – ولي العهد محمد بن سلمان آل سعود، مع زعماء آخرين في دول الخليج والمغرب، يعرض نموذجا واحدا من الإسلام المعتدل يمد اليد لباقي العالم. هذا صحيح، إن في هذا النموذج تكمن أيضا مصالح، لكن لا يزال يدور الحديث عن مسيرة عميقة وواسعة. والدليل، يكفي الانتباه لحقيقة انه أجريت في السنوات الأخيرة تغييرات في مناهج التعليم وفي جهاز التعليم في هذه الدولة باتجاه ليبرالي ومفتوح كي نفهم الاتجاه الذي تسعى لأن تسير فيه.
جزء من انتصارنا على محور الإبادة الإيرانية سيكون الخروج من هذه الحرب مع اتفاق إقليمي برئاسة السعودية والدعم الأميركي.
هذا مغير لقواعد اللعب في الشرق الأوسط بكل معنى الكلمة.
Facebook Comments