أخبارأخبار رئيسية

الانتخابات في فرنسا: رافعة لتحقيق صفقة

شبكة الهدهد

كليب مايرس

 

في منتصف كانون الثاني بدأت تتدفق تقارير عن ان قطر وفرنسا بادرتا الى خطوة لادخال الادوية الى قطاع غزة من اجل المخطوفين. لاحقا جرت المحادثات على منحى صفقة لتحرير المخطوفين في فرنسا بل وتوجت “بنجاح”. في وسائل الاعلام الدولية كسبت الدولتان علاقات عامة ممتازة، بخاصة قطر التي بادرت بنفسها، الى جانب دولة تعتبر احدى الدول التي أسست الديمقراطية الليبرالية في العالم، خطوة إنسانية للمخطوفين – خطوة لم تتحقق بسلام إذ كما هو معروف، وصلت ارسالية الادوية للغزيين واغلب الظن أيضا لمخربي حماس، لكن لا يوجد دليل على وصول الادوية الى المخطوفين.

هذا الحد “الصغير” هو تعبير عن فن التمويه الذي نجحت قطر في خلقه في الدول الغربية. دولة تمول الإرهاب العالمي ضد إسرائيل والغرب نجحت في أن تخلق لنفسها بشكل عبثي صورة المتبرع الإنساني في العالم.

في الاستعدادات للوفد الى واشنطن مع عائلات المخطوفين تعرفنا – الطاقم الإسرائيلي وكذا الطاقم الأمريكي – على حقيقة أن قطر الداعمة لحماس استثنيت من قانون منع تمويل الإرهاب في الولايات المتحدة كون الإدارة اعترفت بها كـ “أنبوب انساني” لحماس. وجاء الاستثناء في القانون الأمريكي بموافقة حكومة إسرائيل التي ايدت ادخال المال القطري الى قطاع غزة، استثناء يحاول اصدقاؤنا المسيحيون – الصهيونيون في الكونغرس الأمريكي الغاءه الان.

نعود الى فرنسا. نتائج الانتخابات في الدولة والتي وضعت حزب “لا بين” بالرأس مع 33 في المئة تأييد تخلق فزعا هائلا في العائلة المالكة في قطر. إذ ان استثمارات بالمليارات بالاقتصاد الفرنسي، شراء الراي العام الفرنسي عبر الرعاية للفريق باريس سان جيرمان وتنفيذ مشاريع خيرية على مدى اكثر من عقدين كفيلة بان تضيع هباء. الفزع كبير لدرجة انهم بعثوا بطليعتهم المركزي نجم منتخب كرة القدم الفرنسي كليان امبافا الذي نال مبالغ طائلة من الصندوق القطري الذي يمول باريس سانجرمان حيث لعب من سن 18 وحتى مؤخرا لاجل تحذير الناخبين من إعطاء القوة “للمتطرفين”.

في قطر يفهمون بان في حزب “لا بين” يوجد متنفذون اجندتهم منع النفوذ القطري في فرنسا وفي أوروبا. احداهم هي باتريشيا شانيون، عضو البرلمان الأوروبي، كاتبة كتاب “قطر غيت – فضيحة البرلمان الأوروبي المتوقعة مسبقا”. هي مسيحية صهيونية أعلنت امام عائلات المخطوفين: “انا مستعدة لان اضحي بنفسي من اجل شعب إسرائيل”.

الوضع الحساس الذي توجد فيه قطر يلزمها بان تتخذ اعمالا دولية تبقي على مظهرها الإنساني، اتخاذ موقف واضح واختيار الجانب الذي تقف معه – الغرب أو حماس والإرهاب العالمي. ان الموقف الحساس الذي توجد فيه قطر يلزمنا على أن نركز جزءا هاما من الجهود الدولية للضغط على قطر وفرنسا لاتخاذ موقف متشدد تجاه منظمة حماس وخلق فرصة لتنفيذ صفقة لتحرير المخطوفين في المدى الزمني الفوري

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي