أخبار

بيبي وترامب قوة المحتالين

نحاميا شترسلر

      

من المدهش اكتشاف أنه من بين 48 مليون من سكان الولايات المتحدة، نحجت الدولة العظمى في العالم أن تطرح مرشحان غير مناسبانلمنصب الرئيس: أحدهما محتال والثاني مشوش عقلياً. كيف يعقل أنه لا يوجد لديهم هناك، في المنظومة السياسية، مرشحان أفضل ولديهماتجربة، واللذان يمكنهما أن يقودا بنجاح وبمسؤولية العالم الغربي كله؟ في علامة المطاف يمكن أن تموت قلقاً عندما تعرف أنه على الزرالأحمر الذي يفعل السلاح النووي، يجلس إما محتال سخيف، عديم المسؤولية والذي يكذب بدون حساب، أو شخص هزمه العمر وهوضعيف، هش ومتلعثم.

في مواجهة بين الاثنين، والذي جرت الجولة الأولى منها في الأسبوع الماضي، فاز المحتال، دونالد ترامب كذب بدون نهاية اخترع وقائع، ولكن في العالم الجديد الذي نعيش فيه، لا يوجد معنى للحقيقة، يمكن خلق عالم بديل لم يكن موجوداً مطلقاً، وأن تخرج منتصراً، ترامب كذببشأن عمليات الإجهاض، وكذب بشأن العجز، وكذب بشأن الصين وإيران، وواصل الادعاء بأن انتخابات 2022 زيفت، وأنه كان الفائز.

بايدن بالمقابل هو إنسان مستقيم نواياه جيدة، هو قال الحقيقة ولكن يبدو أنه متعب، هو تشوش، تلعثم، سعل، تحدث ببطء وبحشرجةبالصوت. وأحياناً وجد صعوبة في إكمال جملة، عندما سؤل بعد المواجهة، هل كان لديه صعوبة، أجاب “لا ولكن يصعب أن تواجه كذاباً”،هذا صحيح، بالأساس عندما يكون هذا الكذاب هو شخص محتال يحمل شهادات في الاحتيال.

يصعب على شخص عادي أن يهزم محتالاً، يصعب الوقوف أمام شلال الأكاذيب، وهذا بالضبط أيضاً قوة بنيامين نتنياهو. أيضاً هو محتال،وكذلك أيضاً يعمل ضد الديموقراطية، ويحرض ضد وسائل الإعلام وضد المحاكم، والسلك الأكاديمي، واليسار، لهذا فإن نتنياهو معني بفوزترامب، المشكلة هي أن ترامب هو محتال أكبر منه، هو شخص غير متوقع، مختل عقلياً، والذي في أحد الأيام سيرمي نتنياهو الكيان تحت عجلات الحافلة دون أن يرف له جفن.

لا يوجد لبيبي، مثل ترامب أي مشكلة في أن يقول شيئاً وعكسه، قبيل انتخابات 2009 قال: “نحن سندمر سلطة الإرهاب لحماس”.

ولكن عندما انتخب لرئاسة الحكومة، فعل بالضبط العكس، هو عزز حماس واهتم بأن يحول لهذا التنظيم القاتل مئات الملايين من الدولارات والتي استخدمت لحفر الأنفاق وشراء السلاح الذي وجه ضدنا.

في الأسبوع الماضي طلب بتأجيل شهادته في محاكمته حتى آذار 2025 بذريعة أن لديه حرباً يديرها، ولكن في أيار 2020 ادعى بأنهيمكنه أن يعمل يصورة  كاملة كرئيس للحكومة حتى خلال إدارة محاكمته، والمحكمة العليا (بإجماع الـ 11 قاضياً) قبل ذلك لشديد الأسف،وهذا يمثل خطراً تاريخياً.

في الأسبوع الماضي أرسلت لجنة التحقيق الحكومية بشأن شراء الغواصات رسالة تحذير خطيرة لنتنياهو وفيها كتبت بأنه أضر ببنية القوة لجيش العدو الاسرائيلي، “وعرض للخطر أمن الدولة وأضر بالعلاقات الخارجية والمصالح الاقتصادية للكيان”. هذا اتهام شديد جدا، وغيرمسبوق، إلى درجة أنه يقتضي استقالة فورية.

لقد حان أيضاً الوقت للتحقيق وتوضيح عدة شبهات كما يبدو: لماذا ضغط نتنياهو لتنفيذ صفقة الغواصات، بالتحديد مع حوض بناء السفن“تسنكروف” الألماني، ولماذا قال أن اسرائيل لا تعارض أن تبيع “تسنكروف” غواصات متطورة أيضاً لمصر، وهي عملية أخفاها عن وزيرالجيش وعن رئيس الأركان؟ لماذا اشترى أسهم بالتحديد في شركة ابن عمه ناتان ميلوكوفسكي، والذي زودت شركة تسنكروف بصفائحفولاذ، وكيف باع هذه الأسهم بربح غير معقول يبلغ 13 مليون شيكل.

نتنياهو لم يذهب إلى بيته بسبب كارثة الكرمل، هو لم يعزل في أعقاب كارثة ميرو، أيضاً لم يستقيل في أعقاب رسالة التحذير في قضيةالغواصات. إذاً لماذا سيذهب لبيته في أعقاب الكارثة الأكبر في السابع من أكتوبر؟ في نهاية المطاف المحتالون أمثاله وأمثال ترامب، لن يستقيلوا في يوم من الأيام، هم لا يتحملون المسؤولية، هم يكذبون دون توقف ومن الصعب جداً هزيمتهم في مواجهة تلفزيونية، وحتى فيانتخابات حقيقية.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي