أخبار

خلاف موضع خلاف

 رون بن يشاي

  نُشر في “نيويورك تايمز” أمس تقرير يحاول إعطاء صورة وضع وتقديرات حول الحرب التي تخوضها الكيان في قطاع غزة وفي الشمال،من الواجب أن نضع بعض الأمور في وضعها الدقيق استنادا إلى طلعات متواترة أجريتها إلى مناطق القتال وإلى لقاءات كانت لي مؤخرامع كبار رجالات جيش العدو الإسرائيلي وجهاز الأمن على أعلى المستويات، حتى قادة الالوية والكتائب.

  

زعم أنه توجد رغبة في قيادة جيش العدو الإسرائيلي للوصول إلى وقف نار، حتى لو بقيت حماس حاليا في الحكم، هذه الحقيقة صحيحةجزئيا فقط. استنادا إلى المحادثات التي أجريتها، واضح لي أن قيادة الجيش وجهاز الأمن، من وزير الدفاع ودونه، لا تريد الوصول إلىوقف نار في قطاع غزة، لكن في ضوء الإنجازات في القتال حتى الآن، أبلغ رئيس الأركان والجنرالات رئيس الوزراء بأنهم مستعدون للموافقةعلى وقف نار إذا ما أتاح الآمر صفقة لتحرير الأسرى الأحياء والأموات. وقال مسؤولو الجيش صراحة لنتنياهو إنهم يريدون إنهاء حكمحماس في القطاع ولن يتخلوا عن هدف تقويض حماس عسكريا وسلطويا، لكن تحرير الأسرى الآن يسبق كل شيء ولا حاجة للتطلع إلىأن يجري تقويض حماس وتحرير الأسرى بالتوازي بالذات. ونتنياهو بالذات يقبل هذا الموقف الذي يتطابق و “مقترح الرئيس بايدن، الذي هوفي واقع الأمر مقترح إسرائيلي أصلي، بالفعل يوجد شرخ بين نتنياهو وكبار مسؤولي الجيش ووزير الجيش، لكن ليس بسبب رفض نتنياهوإنهاء الحرب، لأجل تحرير الأسرى بل بسبب ثلاثة مواضيع أخرى، الأولمحاولة نتنياهو ووزراء في الحكومة إلقاء المسؤولية الحصرية عنإخفاق 7 أكتوبر على الجيش وعلى أسرة الاستخبارات، الموضوع الثاني هو رفض نتنياهو إقرار تفعيل خطة حوكمة بديلة لحماس في قطاعغزة، هذه الخطة التي تتحدث عن خلق “فقاعات إنسانية” تكون بسيطرة محافل غزية ليست حماس، جاهزة في جهاز الأمن للتفعيل، لكننتنياهو، بسبب الخوف من ردود فعل وزراء في حكومته، لا يقر تفعيلها وليس مستعدا لان يشرك السلطة الفلسطينية في ما يسمى “اليومالتالي”.

  

نقطة الخلاف الثالثة هي أن رئيس الوزراء لا يعطي اسنادا في جلسات الكابنت والحكومة للخطوات الإنسانية التي يتخذها جهاز الأمن كييزيد الشرعية الأمريكية والدولية لاستمرار القتال، في جلسات مغلقة يقر نتنياهو هذه الخطوات الإنسانية، ويأخذ الضباط الانطباع بأنه يفهمجيدا الحاجة لاتخاذها. لكن عندما يتيح الجيش ومنسق الأعمال في المناطق خط كهرباء لتشغيل منشأة تحلية المياه في منطقة إيواءالنازحين واللاجئين الغزيين، نتنياهو لا يساند الجيش عندما ينشر الموضوع ويدعي في الغالب بإنه لم يكن في سر الموضوع.

  

صحيحة حقيقة أن كبار رجالات الجيش يعتقدون بأن وقف نار في القطاع، إذا ما كانت صفقة الأسرى كفيلة بان تسهل أيضا تحقيق اتفاقدبلوماسي في الشمال مع حزب الله والحكومة اللبنانية. في هذا الموضوع أيضا لا يوجد أي شرخ بين نتنياهو ووزير الجيش . رئيس الأركانوجنرالات الجيش، كلهم يتفقون في هذا الموضوع، مع ذلك، ليس صحيحا أن للجيش نقص في الذخيرة وقطع الغيار، للدبابات وللجرافاتالتي تشارك في القتال. كما أن وقف إرسال القنابل الثقيلة من الولايات المتحدة لا يخلق نقصا، لكن الجيش بالتأكيد يوفر الآن بالذخائرالثقيلة والدقيقة وكذا في قذائف الدبابات لأنه يستعد لحرب في الشمال تكون قوية، مكثفة وربما طويلة.

  

بالنسبة للادعاء بغياب الدافع في أوساط المقاتلين وأساسا في منظومة الاحتياطكل من التقى بالمقاتلين في قطاع غزة او في الشماليتبين بنفسه بأن الدوافع للقتال عالية جدا، صحيح أنه يوجد انخفاض في معدلات الامتثال للخدمة لكن هذا معدل متدن جدا.

  

بالنسبة للادعاء بانه في أوساط جنرالات هيئة الأركان وقيادة جهاز الامن يوجد تخوف من مواجهة واسعة من حزب الله. بقدر ما يمكنني اناحكم على الأمور، ليس لهذا أساس في الواقع. من يعرف ما يقال في الجلسات المغلقة، بما في ذلك مع رئيس الوزراء هو أن الضابطيةالعليا في الجيش تدفع رئيس الوزراء لتسريع عملية تسمح بإعادة المخلين في الشمال الى بيوتهم؛ في البداية يجب إعطاء فرصة لتسويةدبلوماسية بوساطة أمريكية ودول أخرى، لكن اذا هذا لم ينجح فان قيادة الجيش توصي بما لا لبس فيه المستوى السياسي بالخروج الىحرب.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي