أخبارأخبار رئيسية

عصف في المظاهرات، فرح في لبنان


شبكة الهدهد
نير شوكي كوهن

في الأسبوع القادم، كما يعدوننا، الاحتجاج سيتصاعد، الاضراب الأكبر سيشل الدولة. سيناريو الشوارع المشتعلة لقادة الاحتجاج الذي اجل في اعقاب الحرب وسحب الإصلاح، يعود وبقوة.

معظم الأشخاص الذين يشاركون في الاحتجاج ضد الحكومة هم إسرائيليون عاديون إسرائيل عزيزة عليهم. هم يأتون انطلاقا من إحساس رهيب بالالحاح. قلقون حقا. تجدونهم في المظاهرات مع علم وقميص المخطوفين، ملح الأرض. لكن ليس فقط هم هناك. النواة الصلبة لمنظمات الاحتجاج قررت في الأسابيع الأخيرة اجتياز الحدود. في الأسبوع الماضي اعتقل متظاهر بدل قفل بوابة مجاورة لبيت نتنياهو في قيساريا، نشيط احتجاج آخر اعتقل وهو يصور البيت عن كثب، الهتافات اكثر حدة من أي وقت مضى. تُذكر بايام ظلماء. دكتاتور، طاغية، خائن.

ينبغي القول ان هذه الحكومة ورئيسها فعلا كل شيء كي يضعضعا ثقة الجمهور باصحاب القرار. نتنياهو هو رئيس حكومة ينشغل بالسياسة أكثر مما ينشغل بالمخطوفين. يضيع ساعات في احاديث مع نواب كي يضمن استقرار الائتلاف. يتيح إجازة قوانين فاسدة. فكك بكلتي يديه حكومة الوحدة. جلس في الأسبوع الماضي في مقابلة حصرية في استديو تلفزيوني وتحدث بشكل صاف الى القاعدة. رئيس حكومة مسؤول عن الإخفاق الأكبر في تاريخها. رئيس حكومة يجب أن يرحل.

باستثناء ان في هذه الاثناء يجلس على الحدود الشمالية العدو الأكثر تطورا ووحشية الذي تلتقيه إسرائيل ابدا ويشاهدنا ونحن نتقاتل. يمكن ان نقول كل شيء عن حسن نصرالله، أما إمعة فهو لا. ولا اسياده في ايران أيضا ممن يركضون نحو القنبلة. “إسرائيل لا تعنى بالقنبلة الإيرانية”، قال لي هذا الأسبوع احد قادة جهاز الامن سابقا، خبير عالمي في الموضوع. “الساحة الإيرانية مهجورة تماما. ايران تقيم 1400 جهاز طرد مركزي إضافي، وكالة الطاقة الذرية لم يعد يمكنها اصدار اخطار حين يقرر نظام آيات الله اقتحام القنبلة”. إسرائيل، كما يدعي، فقدت الانتباه.

يؤمن الاحتجاج بانه اذا لم يسقط “الطاغية”، ذهبت الدولة، اما نتنياهو فيؤمن ان بدونه لا توجد دولة. نهاية هذه المعادلة المتعذرة أن تنتهي بصدام إسرائيلي محتم. مثل مشاهدة قطارين يندفعان الواحد نحو الاخر. في الاحتجاج سيغضبون من التشبيه، من ناحيتهم الخطر هو على حياة المتظاهرين وليس على حياة رئيس الوزراء. باستثناء ان هذا لا يغير في الامر من شيء حقا مثلما لا يغير فيه من شيء من بدأ. في هذه الاثناء اعداؤنا ينظرون الينا بسرور عظيم، يستمتعون بكل لحظة بالانشقاق الإسرائيلي. ينتظرون مرة أخرى اللحظة المناسبة. بوضوح جلي يبدو أننا لم نتعلم شيئا. على الاحتجاج أن يواصل العمل في مسارات شرعية الا يحطم الاواني وان يحترم القانون. اغلاق الطرق لن يسقط الحكومة، كما لا ينبغي احراقها. أيام التشويش والاضراب في زمن الحرب زائدة، اقوال ضد نتنياهو بأسلوب “بانتظارك مع حبل المشنقة”، ستجعله يفقد الشرعية الجماهيرية.

رئيس الوزراء من جهته ملزم بان يتوقف عن الشقاق وان يوجه كل اعماله في صالح الحرب والدولة. حكومته مطالبة بان تتوقف عن المناكفات وان تعود لتنشغل على نحو حصري بالحرب وبالحياة نفسها وان تبدي مسؤولية وطنية. ينبغي الامل في الا يكون القطار خرج من المحطة وان الصدام لا يزال ممكنا منعه، والا فان نتنياهو والاحتجاج ضده سيحرقان المحصول معا.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي