أخبارأخبار رئيسية

هذا هو وقت الحرب – ضد لبنان، وليس ضد حزب الله فقط

شبكة الهدهد

يائير رافيد-يديعوت: شغل يائير رافيد منصب قائد المنطقة الشمالية للوحدة 504 وفي قسم تفعيل العملاء بالموساد، وشغل منصب رئيس فرع عمليات الموساد في بيروت

من يظن أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله بدأت في 7 أكتوبر 2023 مخطئ، ومن يعتقد أن هذه الحرب ستنتهي باتفاق وتفاهم بضمانة أميركية أو فرنسية أو عربية، فهو مخطئ.

بدأت الحرب عام 1982، عندما أنشأ الإيرانيون حزب الله لمحاربة دولة إسرائيل التي احتلت بيروت، وضد القوات الأجنبية -معظمها الأميركيون والفرنسيون- التي أرسلت قوات لإثبات وجودها وسط الفوضى التي عمت بيروت في لبنان في تلك الأيام.

ومن بين الأهداف الأخرى التي سعى لها الإيرانيون في تأسيس حزب الله، كان هدف إنهاك دولة إسرائيل واستنزاف دماءها، ويكون بمثابة رادع يمكن استخدامه بكامل قوته إذا هاجمت إسرائيل منشآتها النووية.

كل هؤلاء الإسرائيليين الذين أيدوا بشدة الدعوة إلى “إعادة الأطفال من لبنان”، وحتى صفقوا وهللوا عندما سحب باراك قوات الدفاع الإسرائيلية من جنوب لبنان، لم يفهموا أن حزب الله لن يخفف من ضغوطه العسكرية على إسرائيل، وأن الاتفاقيات المشبوهة مثل قرار الأمم المتحدة رقم 1701 أو اتفاقية الغاز الغامضة لا تملك القدرة على دفعه إلى ما وراء نهر الليطاني.

لقد مرت ثمانية أشهر منذ أن تخلت دولة إسرائيل عن المستوطنات الشمالية وطردت سكانها من منازلهم، ومع مرور كل يوم، يزيد حزب الله الضغط العسكري على إسرائيل، ويلحق بها أضرارا في الأرواح والممتلكات، ويكتسب الخبرة والثقة بالنفس.

لكن أي هجوم عسكري في لبنان لا ينبغي أن يكون موجهاً ضد حزب الله فقط، فالضرر يجب أن يلحق بكامل الكيان الذي كان ذات يوم دولة لبنان.

ويعيش في لبنان العديد من المواطنين، ومن بينهم أبناء الطائفة الشيعية، الذين لا يتفقون مع حزب الله وأهدافه، ولا يتعاطفون مع أنشطته ضد إسرائيل، وهذا الموقف لا ينبع من حب صهيون وحب إسرائيل، بل يأتي من فهم أن حزب الله لا يعمل لمصلحة لبنان، وأن الخدمة التي يقدمها التنظيم للمصالح الأجنبية تضر بهم وببلدهم.

إن فرصة حدوث تغيير في لبنان، ويؤدي إلى قيام معارضة تحارب حزب الله، لا يمكن أن تأتي إلا من داخل المجتمع الشيعي، فلا المسيحيون ولا السنة ولا الدروز قادرون على سلب القوة منهم، والتي من شأنها أن تشكل ثقلاً موازناً لحزب الله، ومع ذلك، من أجل إثارة مثل هذه المعارضة، يجب على إسرائيل أن تلحق أضرارا جسيمة بجميع البنية التحتية اللبنانية، وتعيد هذا البلد عقودا إلى الوراء: محطات توليد الطاقة والمصافي والبنوك والموانئ والمطار كل هذه يجب تدميره.

سترتكب إسرائيل خطأً فادحاً إذا بدأت هذه الحرب بمهاجمة مواقع عسكرية والقرى الشيعية في جنوب لبنان، لقد بنى حزب الله قدرة عسكرية هائلة على مدى سنوات عديدة، مما سيسمح له بصد أي هجوم من قبل الجيش الإسرائيلي.

إن مثل هذا الهجوم سيكلفنا خسائر فادحة، وقبل أن يحقق حتى المكاسب الجزئية، سيتم إيقاف الهجوم من قبل الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية “المحبة للسلام”، وهذا التوقف سترافقه بالطبع ضمانات أميركية وغيرها، لا تساوي الورق الذي سيتم التوقيع عليه، فالاتفاق الذي من شأنه أن يدفع حزب الله إلى الانسحاب إلى ما بعد الليطاني سيتم انتهاكه في غضون أيام قليلة – مثل قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي لم يصمد حتى ولو ليوم واحد.

الهجوم الإسرائيلي يجب أن يبدأ بشكل واسع في شمال لبنان والعاصمة بيروت، وفي الوقت نفسه يضرب مستودعات الأسلحة ومواقع الإطلاق المعروفة للمخابرات الإسرائيلية، وعندها فقط يهاجم مواقع حزب الله والقرى الشيعية في جنوب لبنان.

لا شك أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستتضرر بشدة في هذه الحرب، وسوف تتضرر المستوطنات ومرافق البنية التحتية، ومع ذلك، لا ينبغي مقارنة قوة التدمير في أيدي إسرائيل بالقوة التي في أيدي حزب الله – ومن ليس على استعداد لاستيعابها، فمن الأفضل له أن يحزم أمتعته وينتقل للعيش في بلدان أخرى.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي