أخبار

طوفان الأقصى … المناورة جنوباً توقع سلوك العدو

شبكة الهدهد

 أولا: توطئة:

منذ بدء معركة “طوفان الأقصى” في 07 10 2023  ، واستيعاب العدو للصدمة ، ومن ثم إعادة تعبئة وحشد وتنظيم قدراته ، والتي تقدر بـ 4 فرق قتالية بكامل قدراتها النارية والإدارية ، قام العدو بعد تلك الإجراءات ، بتحديد منطقة الجهد الرئيسي لعملياته العسكرية ، والتي ضمت مناطق شمال وادي غزة ، أما جهد عملياته الثانوي فقد كان في مناطق جنوب وادي غزة ـ البريج ،  دير البلح ، خان يونس ، رفح ـ ، وحيث أن العدو ـ  وفق تقديراته ـ  قد سيطر على مدينة غزة ، وأطبق حصاره عليها من جهاتها الأربع تقريباً ، ويشتبك مع المقاومين فيها في قتال مدن ، وعلى القشرة الخارجية للأحياء الكبرى ، دون التوغل داخل تلك الحواضر السكنية لإجراء عمليات (تطهير) للمباني ، تجنباً للخسائر ، وحيث أن أحد أهم أهداف العدو كما أعلن عنها هو تحرير الرهائن ، الذين لم يجد لهم حتى الآن أثراً في مدينة غزة ، فإنه ـ العدو ـ بدأ بنقل جهوده النارية باتجاه الجنوب ، والذي تعد محافظة خان يونس هي مركز ثقلها العمراني والبشري ؛ خاصة بعد ما أصبحت هي مأوى النازحين القادمين من شمال قطاع غزة ، وحيث أن الموقف كما ذكرنا سابقاً ؛ فإن هذه الورقة تأتي لتقدير سلوك العدو ومناورته في المنطقة الجنوبية  ، بمركزية مدينة خان يونس .

ثانياً: دوافع العدو للتوجه جنوباً:

  1. تقدير العدو حول وجود مراكز ثقل بشرية ومادية وعسكرية للمقاومة في هذه المنطقة.
  2. تقدير العدو أن المقاومة تحتفظ بالأسرى في هذه المنطقة.
  3. ممارسة ضغط على الوسطاء ـ المحليين والخارجين ـ عبر استخدام ورقة النازحين في هذه المنطقة.

ثالثاً: نقاط ضعف المنطقة:

  1. الكثافة البشرية المتمركزة فيها بعد تحولها لمقر للنازحين.
  2. سهولة عزلها عن محيطها الجغرافي، من الشمال والجنوب.
  3. وجود مساحات خالية شرق المدينة وغربها، تُسهل مناورة العدو، وتتيح له تشغيل قدرات وصنوف قوات غير تلك الموجودة حالياً، وبطرق عمل مختلفة ـ قوات مجوقلة مثلاً ـ.
  4. سهولة عمليات الإبرار البحري على سواحلها.

رابعأً: سلوك العدو المتوقع :

  1. عزل مدينة خان يونس عن محيطها الجغرافي، من الشمال عبر دفع قوات على محور صلاح الدين والتموضع على مفترق الشهداء، ومن الجنوب عبر جهد ناري يفصل جنوب المدينة عن شمال محافظة رفح.
  2. عزل غرب مدينة خان يونس عن الحافة الشرقة للمناطق السكنية الساحلية الواقعة غرب المدينة.
  3. دفع تشكيل قتالي عبر محور صلاح الدين بالتجاه الجنوب حتى مفترق الشهداء شمال المدينة.
  4. فتح التشكيل القتالي الموجود الآن شرق المدينة بحيث، يندفع منه جزء باتجاه الشمال الغربي للمدينة ليلتحق بقواته على محور صلاح الدين عند مفترق الشهداء. وإبقاء جزء من تشكليه متوضعاً شرق المدينة، ليثبت تشكيلات المقاومة وجهازها الدفاعي العامل في الشرق، ومنعه من تعزيز أو إسناد القوات الصديقة في عمق المدينة، حال تطلب الموقف ذلك.
  5. تندفع التشكيلات الملتحقة عند مفرق الشهداء باتجاه الجنوب الغربي للمدينة بحيث تنفتح غرب المدينة، لتطبق الحصار عليها من الغرب.
  6. بدء عمليات التضييق على المدنية من الغرب، والضغط على جهازها الدفاعي، باستخدام مختلف صنوف النار والمناورات البرية.
  7. محاولة (قضم) أجزاء من كموطئ قدم يبدأ منه عمليات الحصاد الداخلي للأحياء والحارات الداخلية.
  8. بدء عمليات التفتيش والبحث عن أصول المقاومة البشرية والمادية والعسكرية، وتحييد ما يمكن منها.
  9. البحث عن أدلة وقرائن تساعده في الوصول إلى أسرى في حوزة المقاومة، يعتقد ـ العدو ـ أنهم في منطقة العمليات هذه.

خامساً: مقترحات وقائية:

  1. إزعاج وإرهاق العدو بكافة طرق العمل، ووسائط النار، أثناء التحرك على المحاور والاتجاهات سابقة الذكر.
  2. تَخيّر نوع الدفاع ـ صد، تراجعي، تأخيري ـ بما يناسب الجغرافيا، ويحافظ على أصل الهدف منه ـ من الدفاع ـ في منطقة المسؤولية.
  3. اعتماد أصل الدفاع المرن، وعدم خوض اشتباكات حاسمة مع العدو؛ إلّا حيث يتطلب الموقف ذلك.
  4. منع العدو من إقامة رؤوس جسور شمال وغرب منطقة المسؤولية، عبر استخدام كافة وسائط النار وطرق العمل الممكنة لمنعه من تحقيق هذا الهدف.
  5. استخدام الجهود الهندسية في منع العدو من تحقيق أهدافه ـ إقامة رؤوس جسور، التموضع في نقاط ارتكاز عملياتية، منع عمليات الإبرار والإنزال ـ في منطقة المسؤولية.
  6. استخدام فائض النار في منطقة دير البلح والمناطق القريبة من منطقة المسؤولية هذه في تقوية وتعزيز دفاعات وإجراءات الصديق.
  7. ( تلويث) منطقة الساحل بمختلف وسائط النار وإجراءات الدفاع الساحلي ، بحيث يُمنع العدو من الإبرار في هذه السواحل .
  8. تحضير الجهود الهندسية المناسبة لمنع العدو من الاستفادة من الطرق الرأسية والأفقية في منطقة المسؤولية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن العدو قد يعمد إلى عدم استخدام هذه الطرق، الأمر الذي يجب التحسب له وتحضير ما يناسبه من إجراءات وقدرات، بشرية ونارية.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

أسامة خالد

عبد الله أمين

18 11 2023

تحميل المادة بصيغة PDF

طوفان الأقصى … المناورة جنوباً 18 11 2023

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي