الاحتياط ودوره في المعارك

شبكة الهدهد
عبد الله أمين الخبير الأمني والاستراتيجي
أولا: توطئة:
لا نريد الخوض في تعريف مصطلح الاحتياط ودلالاته، فالكل ـ المدني قبل العسكري ـ يعرف أنه لا بد من أن يدخر المرء شيء مما يملك، من ماء أو غذاء أو مال أو فائض علاقات وصداقات، أن يدخر شيء من هذا كله ليستخدمه أو يستدعيه عند الحاجة، فَمَثلُ آبائنا وأجدادنا القائل: ” ظب قرشك الأبيض ليومك الأسود ” هو خلاصة وجهور وعين ومقتضى مصطلح ” الاحتياط ” وما يترتب عليه. في هذه العجالة سوف نتحدث باختصار شديد يفهمه أهل الاختصاص، كما يفهمه عوام الناس عن ” الاحتياط ” العسكري، دلالاته ومقتضياته، علّنا بذلك نسهم ولو بالقليل في تحسين التعرف على هذا المصطلح، والعمل بمقتضى دلالاته.
ثانيا: تعريف الاحتياط العسكري:
الاحتياط في المدلول العسكري هو عبارة عن قدرات بشرية أو مادية أو نارية أو إدارية يتم الاحتفاظ بها، مركزياً أو مناطقياً أو تشكيلاتياً، في أمكان آمنة نسبياً، بعيدة عن الخطر، قريبة من ساحات الفعل، ولا تُشغّل إلّا في الوقت أو الظرف الذي يصل فيه الموقف العسكري إلى المساحات والهوامش المتفق عليها أصولاً بين مختلف مستويات القيادة ـ الركنية أو التعبوية ـ على أنها تستدعي تشغيل هذه الاحتياطات لتغير المسارات، ورسم المواقف والمعادلات، هذا باختصار شديد، ودون الخوض في تفاصل فنية تعقد الموقف أكثر مما هو معقد.
ثالثا: أنواع الاحتياط ودوره:
- الاحتياط الاستراتيجي: هو عبارة عن قدرات بشرية أو مادية ـ إدارية أو نارية ـ ومن مختلف الصنوف القتالية، توضع تحت تصرف أعلى مستوى قيادي للحرب، يدفع به في المكان المناسب والوقت المناسب، بحيث يغير مسار معركة حاسمة، أو يحرك موقفاً متأزماً على المستوى الاستراتيجي للحرب، بحيث ينهي بهذا التدخل موقفاً، أو ينتقل بالحرب من مستوً إلى آخر، أو من سيناريو، إلى آخر معد ومتفق عليه مسبقاً.
دور الاحتياط الاستراتيجي ومهامه:
- تغير المسار العام للحرب.
- تغيير في الجهود العسكرية ـ اتجاهات، قدرات ـ على مستوى مسرح العمليات.
- استثمار النصر على مستوى مسرح العمليات.
- حماية أصول ومراكز ثقل الدولة أو البلد.
- سد ثغرات على في الجهاز الدفاعي على مستوى مسرح العمليات.
- تعويض الخسائر الكلية المهددة لتحقيق أصل الأهداف السياسية من الحرب.
- تعزيز أو إسناد مسارح أو مسرح عمليات أخرى.
- تحقيق مفاجأة على المستوى الإستراتيجي.
- الاحتياط التعبوي: هو عبارة عن قدرات بشرية أو مادية ـ نارية أو إدارية ـ مكون من صنوف القوات المسلحة العاملة على اتجاه قتالي معين، بغض النظر أكان جهد رئيسي أو ثانوي أو خداعي، يحركه ويناور به ـ بالاحتياط ـ قائد المحور أو المهمة العسكرية على هذا الاتجاه بالطريقة والزمان والمكان الذي يجعل موقفه القتالي أفضل من موقف خصمه، ولا يرجع القائد إلى المستوى الأعلى منه عند أخذ قرار تشغيل هذا الاحتياط أو المناورة به.
دور الاحتياط التعبوي ومهامه:
- اسناد وتعزيز قوات تقاتل على محور رئيسي من محاور القتال.
- تعويض الخسائر البشرية والمادية التي تصيب تشكيل المناورة العاملة في منطقة المسؤولية أو العمليات.
- إراحة قوات الواجب الرئيسي واستثمار ما حققته من نصر أو إنجازات.
- تعزيز أو إسناد قوات صديقة مجاورة، يؤثر إخفاقها على أصل مهمة التشكيل صحاب الاحتياط.
- القيام بالعمليات الإيذائية أو الخداعية.
- الاحتياط التكتيكي: هو عبارة عن احتياط على مستوى أصغر تشكيل مناور، يدفعه القائد في الزمان والمكان المناسب من أجل:
- تعويض الخسائر البشرية أو المادية التي لحقت بالتشكيل أثناء المناورة.
- إدامة زخم الهجوم.
- استثمار النصر أو المطاردة.
- تطوير العمليات وتحسين الموقف.
- تأمين القوات أثناء إعادة التنظيم على الهدف.
- تعزيز أو إسناد تشكيل عضوي، أو صديق مجاور.
رابعاً: أهم الملاحظات فيما يخص الاحتياط:
- يجب المحافظة على جاهزيته واستعداده البشري والمادي للقتال، قبل وأثناء وبعد المعارك.
- يجب الدفع به في المكان والزمان المناسبين، وإلا فقد قيمته.
- لا يجب من أجل الاقتصاد بالقوة، التمنع عن تشغيل الاحتياط في الوقت والمكان المناسب.
- معرفة أفراد الاحتياط بأصل الهدف من العملية العسكرية، أو المناورة الميدانية.
- الاحتفاظ به في مكان آمن وقريب من منطقة العمليات أو المسؤولية، بحيث تتم تعبئته ونشره في أقصر وقت ممكن بعد تلقي أمر التشغيل.
- تحرك الاحتياط خلف القوات ضمن مسافات تؤمن له القدرة على التدخل الفاعل والسريع عند الحاجة.
هذا في عجالة دور وتعريف الاحتياط وأقسامه، والهدف منه وأدواره في المعركة، إنه ( قرشك الأبيض ليومك الأسود ) فلا تبخل به، فقد يفقد قيمته الشرائية، وآثاره القتالية !!!!
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعملون.
Facebook Comments