طوفان الأقصى.. امتلاك زمام المبادرة

شبكة الهدهد
عبد الله أمين
أسامة خالد
توطئة:
يخلط الكثيرون بين المفاجأة، وامتلاك زمام المبادرة أو المبادأة؛ فالأولى ـ المفاجأة هي: أن تضبط عدوك في الزمان والمكان المناسبين لك وغير المناسبين له، بحيث لا يستطيع أن يقوم بأي رد فعل مقابل الفعل الذي فاجأته به. أما المبادرة أو المبادأة فهي: لازمة الأولى، ونتيجتها الحتمية، وما خُطّط للأولى إلّا لامتلاك الثانية. المبادرة أو المبادأة في العمليات القتالية هي أن تبقى تسدد لعدوك الضربات تلو الضربات، بحيث لا تسمح له أن يسدد لك لكمات مقابل ما كلته له من الصفعات، المبادرة أن تجعل عدوك دائماً في مربع رد الفعل والأزمة، التي تفقده ميزة التفكير المنظم المطلوب لإدارة المواقف القتالية. وهنا لا بد من الإشارة إلى أنك قد تفاجئ العدو، وتمتلك زمام المبادرة حتى حين؛ ولكن إن أتيحت لعدوك فرصة أخذ ( نَفس) ومعاودة حشد وتنظيم قدراته، فأنه قد يُحسّن من موقفه القتالي، ثم يبادر إلى تسديد ضربة لك، تعيد له زمام المبادرة والمبادأة، وهذا أمرٌ ـ امتلاك زمام المبادرة ثم فقدانه ثم معاودة امتلاكه ـ يَصدُق في حق العدو و الصديق، وما يساعد في استعادة امتلاك زمام المبادرة أمور من أهمها:
- تمالك الأعصاب والسيطرة على الموقف والعواطف وامتصاص ضربة العدو واحتوائها.
- الاستعداد النفسي والثقة بالذات والقدرات.
- الاستعداد لتحمل المخاطر.
- الكفاءة العالية والمرونة القتالية.
وأمام المشهد الذي وصل له الموقف في مسرح عمليات غزة، وأمام بدء عملية العدو البرية، وصولاً إلى مرحلة عمليات حرب المدن، والقتال من شارع إلى شارع، وأمام تثبيت العدو لجبهات قتال ومحاور تقدم، بهدف التعامل مع أخرى، ثم العودة لما ثبته سابقاً للتعامل معه لاحقاً، وأمام حالة الحصار الذي أطبقه العدو على منطقة شمال قطاع غزة ـ مدينة غزة ـ والتي تُشكل مركز الثقل البشري والسياسي والعسكري للمقاومة، وأمام ما نراه من طبيعة انتشار العدو في منطقة الجهد الرئيسي في معركته والتي أسماها ” السيوف الحديدية “، حيث نشر العدو في شمال وشرق وجنوب وغرب مدينة غزة ما لا يقل عن فرقتين قتاليتين تملكان ما لا يقل عن 980 آلية ـ قتالية وإدارية ـ في مناطق الحشد وبقع العمليات، أمام هذا الموقف، فإننا نعتقد وحتى نعود لامتلاك زمام المبادرة لا بد من مجموعة من الإجراءات، تشترك فيها مجموعة من الساحات، وتنفذ بشكل متزامن ـ ما أمكن ـ ومتفق عليه بين مختلف الجهات المشتبكة مع هذا العدو، خاصة من هم في مسرح عمليات غزة، بحيث تولد ضغطاً خارجياً على العدو، يقابله ضغط داخلي ـ من داخل منطقة عمليات مدينة غزة ـ يفضي إلى معاودة امتلاك زمام المبادرة، وتحسين الموقف القتالي، إلى حين توفر الظروف السياسية التي تساعد على وقف هذه العملية القتالية.
الإجراءات:
أولاً: على مستوى مسرح عمليات غزة:
- شن هجومات شاملة ومتزامنة على رؤوس جسور العدو ونقاط ارتكاز عملياته على كامل مسرح العمليات، وبمختلف طرق العمل الفدائي والتعرضي.
- شن هجومات وضربات نارية ثقيلة على نقاط حشد وتجمع العدو في وقت واحد وموحد انطلاقاً من مناطق وسط وجنوب ـ منطقة الجهد الثانوي المعادي ـ قطاع غزة.
- ضرب الجبهة الداخلية للعدو بشكل ثقيل وكثيف ومؤلم.
- ضرب خطوط إمداد وإدامة قوات العدو الواصلة بين مؤخرة العدو ومحاور وجبهات عمله في مسرح عمليات غزة.
ثانياً: على مستوى ساحات الداخل الفلسطيني ـ الضفة الغربية / مناطق 48 ـ:
- شن عمليات عسكرية إيذائية على العدو في عموم الضفة الغربية.
- الخروج عن سيطرة سلطة التنسيق الأمني وتشغيل ما يمكن من قدرات نارية متوفرة لدى الفصائل والعوائل.
- تفعيل المقاومة الشعبية في عموم مناطق الضفة الغربية ومناطق الـ 48.
- منع السير واستخدام طرق المواصلات المعادية التي تمر من مناطقنا خاصة الواصلة من الشمال إلى الجنوب، وبمختلف طرق عمل المقاومة؛ الشعبية والعسكرية.
ثالثاً: على مستوى ساحات خارج فلسطين:
- ضرب مراكز ثقل عسكرية وأمنية للعدو الأمريصهيوني.
- هجمات سيبرانية تسقط وتشوش منظومات القيادة والسيطرة العسكرية والإدارة المدنية للعدو.
- تزخيم الضربات العسكرية انطلاقاً من الجبهة الشمالية.
- تشغيل وتحريك خطوط الدعم والإسناد ـ صحي، معاشي، طاقة، معدات اخلاء وإنقاذ ـ من الدول الصديقة الداعمة للمقاومة، والمحمية بفرض الأمر الواقع، التي تساهم في صمود أهلنا وشعبنا في قطاع غزة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
Facebook Comments