أخبار

طوفان الأقصى …امتلاك زمام المبادرة

 شبكة الهدهد

توطئة: يخلط الكثيرون بين المفاجأة ، وامتلاك زمام المبادرة أو المبادأة ؛ فالأولى ـ المفاجأة هي : أن تضبط عدوك في الزمان والمكان المناسبين لك وغير المناسبين له ، بحيث لا يستطيع أن يقوم بأي رد فعل مقابل الفعل الذي فاجأته به . أما المبادرة أو المبادأة فهي : لازمة الأولى ، ونتيجتها الحتمية ، وما خُطّط للأولى إلّا لامتلاك الثانية . المبادرة أو المبادأة في العمليات القتالية هي أن تبقى تسدد لعدوك الضربات تلو الضربات ، بحيث لا تسمح له أن يسدد لك لكمات مقابل ما كلته له من الصفعات ، المبادرة أن تجعل عدوك دائماً في مربع رد الفعل والأزمة ، التي تفقده ميزة التفكير المنظم المطلوب لإدارة المواقف القتالية .

وهنا لا بد من الإشارة إلى أنك قد تفاجئ العدو ، وتمتلك زمام المبادرة حتى حين ؛ ولكن إن أتيحت لعدوك فرصة أخذ ( نَفس) ومعاودة حشد وتنظيم قدراته ، فأنه قد يُحسّن من موقفه القتالي ، ثم يبادر إلى تسديد ضربة لك ، تعيد له زمام المبادرة والمبادأة ، وهذا أمرٌ ـ امتلاك زمام المبادرة ثم فقدانه ثم معاودة امتلاكه ـ يَصدُق في حق العدو و الصديق ، وما يساعد في استعادة امتلاك زمام المبادرة أمور من أهمها : تمالك الأعصاب والسيطرة على الموقف والعواطف وامتصاص ضربة العدو واحتوائها. الاستعداد النفسي والثقة بالذات والقدرات .

الاستعداد لتحمل المخاطر .

الكفاءة العالية والمرونة القتالية .

وأمام المشهد الذي وصل له الموقف في مسرح عمليات غزة ، وأمام بدء عملية العدو البرية ، وصولاً إلى مرحلة عمليات حرب المدن ، والقتال من شارع إلى شارع ، وأمام تثبيت العدو لجبهات قتال ومحاور تقدم ، بهدف التعامل مع أخرى ، ثم العودة لما ثبته سابقاً للتعامل معه لاحقاً ، وأمام حالة الحصار الذي أطبقه العدو على منطقة شمال قطاع غزة ـ مدينة غزة ـ والتي تُشكل مركز الثقل البشري والسياسي والعسكري للمقاومة ، وأمام ما نراه من طبيعة انتشار العدو في منطقة الجهد الرئيسي في معركته والتي أسماها ” السيوف الحديدية ” ، حيث نشر العدو في شمال وشرق وجنوب وغرب مدينة غزة ما لا يقل عن فرقتين قتاليتين تملكان ما لا يقل عن 980 آلية ـ قتالية وإدارية ـ في مناطق الحشد وبقع العمليات ، أمام هذا الموقف ، فإننا نعتقد وحتى نعود لامتلاك زمام المبادرة لا بد من مجموعة من الإجراءات ، تشترك فيها مجموعة من الساحات ، وتنفذ بشكل متزامن ـ ما أمكن ـ ومتفق عليه بين مختلف الجهات المشتبكة مع هذا العدو ، خاصة من هم في مسرح عمليات غزة ، بحيث تولد ضغطاً خارجياً على العدو ، يقابله ضغط داخلي ـ من داخل منطقة عمليات مدينة غزة ـ يفضي إلى معاودة امتلاك زمام المبادرة ، وتحسين الموقف القتالي ، إلى حين توفر الظروف السياسية التي تساعد على وقف هذه العملية القتالية .

الإجراءات :

أولاً : على مستوى مسرح عمليات غزة :

شن هجومات شاملة ومتزامنة على رؤوس جسور العدو ونقاط ارتكاز عملياته على كامل مسرح العمليات ، وبمختلف طرق العمل الفدائي والتعرضي . شن هجومات وضربات نارية ثقيلة على نقاط حشد وتجمع العدو في وقت واحد وموحد انطلاقاً من مناطق وسط وجنوب ـ منطقة الجهد الثانوي المعادي ـ قطاع غزة . ضرب الجبهة الداخلية للعدو بشكل ثقيل وكثيف ومؤلم . ضرب خطوط إمداد وإدامة قوات العدو الواصلة بين مؤخرة العدو ومحاور وجبهات عمله في مسرح عمليات غزة .

ثانياً: على مستوى ساحات الداخل الفلسطيني ـ الضفة الغربية / مناطق 48 ـ :

شن عمليات عسكرية إيذائية على العدو في عموم الضفة الغربية . الخروج عن سيطرة سلطة التنسيق الأمني وتشغيل ما يمكن من قدرات نارية متوفرة لدى الفصائل والعوائل . تفعيل المقاومة الشعبية في عموم مناطق الضفة الغربية ومناطق الـ 48 . منع السير واستخدام طرق المواصلات المعادية التي تمر من مناطقنا خاصة الواصلة من الشمال إلى الجنوب ، وبمختلف طرق عمل المقاومة ؛ الشعبية والعسكرية . ثالثاً : على مستوى ساحات خارج فلسطين : ضرب مراكز ثقل عسكرية وأمنية للعدو الأمريصهيوني . هجمات سيبرانية تسقط وتشوش منظومات القيادة والسيطرة العسكرية والإدارة المدنية للعدو . تزخيم الضربات العسكرية انطلاقاً من الجبهة الشمالية . تشغيل وتحريك خطوط الدعم والإسناد ـ صحي ، معاشي ، طاقة ، معدات اخلاء وإنقاذ ـ من الدول الصديقة الداعمة للمقاومة ، والمحمية بفرض الأمر الواقع ، التي تساهم في صمود أهلنا وشعبنا في قطاع غزة .

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

أسامة خالد

عبد الله أمين

11 11 2023

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي