أخبارتقدير موقف

طوفان الأقصى… الموقف اليوم الجمعة

شبكة الهدهد
✍️⁩ عبد الله أمين الخبير الأمني والاستراتيجي

أولاً: الموقف:

في صفحة العدو القتالية؛ لا يزال العدو منذ بدئ مناورته البرية في ي: 27 10 2023 س: 2200 يحاول تثبيت قواته على مساحات جغرافية في منطقة الجهود الرئيسية والثانوية للعمليات من خلال العمل عبر المحاور التالية:

المحور الأول: المحور الشمالي الغربي ـ محور الجهد الرئيسي في منطقة العمليات الشمالية ـ: حيث تضم بقعة العمليات هذه: شمال غرب بيت لاهيا، السلاطين، العطاطرة، مخيم الشاطئ، شمال حيي الصفطاوي الشيخ رضوان منطقة الكرامة، حيث شهدت هذه المناطق قصفاً عنيفاً نهار وليلة أمس، كغطاء ناري لتقدم قوات العدو في المناطق الداخلية لبقعة العمليات في منطقة العطاطرة والسودانية وبيت لاهيا ومخيم الشاطئ وحيي الصفطاوي والشيخ رضوان والكرامة. ولتأمين اندفاعه داخل منطقة العمليات هذه فقد استخدم العدو:

  1. من الغرب: شارع أحمد عرابي جنوباً باتجاه شارع المشتل فمخيم الشاطئ فمبنى السفينة، حيث اندفع العدو على هذا المحور محققاً الحقاً مع قواته القدمة من الجنوب ـ الشيخ عجلين الشهداء ـ حقق الحقاً لقواته في مجمع أنصار غرب مدينة غزة بالقرب من ميناء الصيادين.
  2. من الوسط: شارع ” التوام ” جنوباً حتى شارع ” النصر ” الموصل إلى شمال حي الصفطاوي وشمال حي الشيخ رضوان، حيث تدور اشتباكات مع العدو بالقرب من دوار ” التوام ” على مشارف حي الصفطاوي.

المحور الثاني: الشمالي الشرقي ـ محور جهد ثانوي في منطقة العمليات الشمالية ـ: حيث ما زال العدو يتعرض على المنطقة من ثلاث اتجاهات فرعية:

  1. شمالي غربي: إيرز صلاح الدين تل الزعتر، حيث قصف العدو محيط المستشفى الاندونيسي في هذه المنطقة، محاولاً التقدم باتجاه تل الزعتر.
  2. شمالي شرقي: سدروت الحافة الأمامية للمناطق السكنية في الشمال الشرقي من بيت حانون.
  3. الجنوب الشرقي: مفساليم الحافة الأمامية للمناطق السكنية في الجنوب الشرقي من بيت حانون.

حيث ما زالت عمليات الكر والفر على هذا المحور دائرة بين تشكيلات العدو ودفاعات المقاومة المنتشرة هناك، كما يتعرض المقاومون في هذا الاتجاه على العدو بالغارات والكمائن، التي أوقعت فيه خسائر بشرية ومادية. هذا وقد أفادت المعلومات أن العدو قد حقق خروقاً ميدانية على اتجاهي العمليات الشمالي، والشمال الشرقي من جهة إيرز وسيدورت.

المحور الثالث: الشرقي ـ محور جهد ثانوي في منطقة العمليات الشمالية ـ: ” مفساليم ” المقبرة الريس الكاشف جباليا التفاح؛ حيث لا زال موقف العدو في هذه المحور لم يتغير عما كان عليه بالأمس، حيث تدور اشتباكات وكر وفر بين تشكيلات المقاومة وقوات العدو العاملة هناك.

المحور الرابع: الجنوبي الشرقي ـ محور جهد رئيسي في منطقة العمليات الشمالية ـ: كارني صلاح الدين الزيتون تل الإسلام جنوب الشيخ عجلين؛ ما زال العدو يحاول التقدم داخل الأحياء الجنوبية ـ الشجاعية، حي الزيتون، تل الإسلام، الشيخ عجلين ـ، حيث يحرك العدو قواته بشكل متزامن للضغط على دفاعات المقاومة المنتشرة في هذه المناطق، مركزاً جهده على حيي “تل الإسلام / الهوا ” و “الشيخ عجلين ” المحاذيين لمنطقة الساحل، حيث حقق العدو تقدماً ملحوظاً تمثل بوصول طلائع قواته إلى مجمع أنصار غرب مدينة غزة بالقرب من ميناء الصيادين، لتلتحق مع قواته القدمة من الشمال الغربي / محور مخيم الشاطئ شارع أحمد عرابي الرشيد.

المحور الرابع: محور الجهد الثانوي في مسرح العمليات: حيث مناطق المحافظات الوسطى والجنوبية الواقعة جنوب وادي غزة؛ فلا زال العدو يحتك، بالنار والمناورة، مع تشكيلات المقاومة المنتشرة على الحافة الأمامية ـ جحر الديك، القرارة، البريج، خان يونس، عبسان، رفح ـ للمناطق السكنية في منطقة العمليات هذه، بهدف إشغال وتثبيت ومنع هذه المناطق من توفير التعزيزات والاسناد لتشكيلات المقاومة العاملة في منطقة الجهد الرئيسي الواقعة شمال وادي غزة.

المحور الخامس: الساحل البحري: لم تسجل بالأمس أي عمليات إبرار على سواحل غزة، مع بقاء الجهد الناري من البحر، كجهد إسناد وتغطية لقوات العدو العاملة على البر، خاصة الجناح اليسار لقوات العدو العاملة على اتجاه ” زكيم ” مخيم الشاطئ، والجناح اليمين لقواته العالمة على اتجاه الشيخ عجلين فندق الديرة بالقرب من ميناء الصيادين غرب مدينة غزة، كما بقيت القطع البحرية للعدو تقصف مناطق مخيم الشاطئ و خان يونس ورفح.

هذا وقد بقي العدو في الـ 24 ساعة الماضية يمارس ضغطه على البيئة الحاضنة للمقاومة، مستهدفاً المنازل حيث تركز قصفه بالأمس على المشافي والمركز الصحية؛ فقد قصف محيط المستشفى الأندونيسي في تل الزعتر، ومستشفى الرنتيسي للأطفال، وقسم الولادة في مستشفى الشفاء. كما أفيد عن قيام العدو بقصف محيط مدينة دمشق رداً على قصف طال مدنية ” أم الرشراش” في جنوب فلسطين المحتلة، كما قصف منشآت ونقاط تتبع لـ ” حزب الله ” في الجنوب اللبناني.

وفي صفحة موقف المقاومة؛ لا تزال المقاومة تتصدى للعدو على جميع محاور الجهد الرئيسي في منطقة شمال قطاع غزة، وتتعرض عليه بعمليات التسلل والغارات، والالتحام من مسافات قريبة مستخدمة عبوات “العمل الفدائي ” وقذائف الياسين الترادفية، حيث أفيد عن تدمير المقاومة عدداً من آليات للعدو بالقرب من مخيم الشاطئ في شمال غرب مدينة غزة ومنطقة التوام وحي الشيخ رضوان؛ كما تصدت له على محور بيت لاهيا، ومتفرعاته في التوام والعطاطرة وأبراج الكرامة ودوار النابلسي. هذا وقد بقيت المقاومة مشتبكة مع العدو على المحاور الثلاثة التي يحاول من خلالها التقدم لاحتلال بيت حانون في الشمال الشرقي لقطاع غزة، ملحقة به خسائر في الأرواح والآليات، خاصة في مناطق الخرق في الشمال والشمال الشرقي من مدينة بين حانون. كما منعت المقاومة العدو حتى الآن من التقدم على محور المقبرة الكاشف. أما في المحور الجنوبي الشرقي / حي الزيتون تل الإسلام الشيخ عجلين؛ فإن المقاومة تتصدى لقوات العدو وتتعرض عليه بالنار وبغارات المشاة وأسلحة م. د؛ خاصة في منطق الخرق غرب مدينة غزة بالقرب من جمع أنصار الحكومي. كما بقيت المقاومة تصد محاولات تقدم العدو باتجاه المراكز الرئيسية في المحافظات الوسطى والجنوبية: دير البلح، البريج، خان يونس، رفح، حيث قصفت مناطق حشده، وقواته المتقدمة على بعض المعابر في ” جحر الديك ” و ” معبر صوفا “. كما واصلت المقاومة قصفها بالصواريخ والمدفعية مدننا المحتلة ـ النقب،اسدود، تل الربيع ـ في الداخل الفلسطيني ومواقع حشد العدو وتجمعاته على غلاف قطاع غزة. وفي سياق متصل؛ فقد استهدفت المقاومة العراقية قواعد العدو الأمريكي في كل من: ” الحرير / أربيل ” و ” عين الأسد / الأنبار ” بالطائرات المسيرة وصواريخ أرض ـ أرض. كما أفيد عن إطلاق ” أنصار الله ” من اليمن صواريخاً بالستية باتجاه مدينة ” أم الرشراش ” في جنوب فلسطين المحتلة. هذا وقد إعترف العدو بأن الطائرة المسيرة التي وصلت ـ س: 1520 ـ مدينة “أم الرشراش ” قد انطلقت من سوريا، حيث ألحقت خسائر مادية بأحد المباني الخدمية. أما في جبهة الجنوب اللبناني؛ فقد استهدف ” حزب الله ” قواعد العدو في كل من: شتولا، والمطلة، ودفيف، و طبريخا، و أدميت.

وفي الضفة الغربية؛ بقي العدو يبادر بعمليات الاقتحام والمداهمة، واعتقال النشطاء، ومنع المشاركة الحقيقية والفعلية التي من شأنها أن تخفف الضغط عن أهلنا في قطاع غزة، حيث دارت بالأمس مواجهات عنيفة بين المقاومين وقوات العدو المتوغلة في مدينة جنين ومخيمها حيث ارتقى 14 شهيداً من جراء قصف الطائرات المسيرة لهم أثناء تصديهم للعدو. كما اقتحم العدو مخيمات الأمعري / رام الله، وبلاطة وعسكر / نابلس، والجلزون / رام الله، كما أفيد عن إطلاق نار طال مغتصبه ” تسوفيم ” شرق قلقيلية، هذا وقد بلغت حصيلة شهداء الضفة الغربية بالأمس 18 شهيداً من ضمنهم 14 شهيداً في مدينة جنين.

وفي الدعم الشعبي للمقاومة؛ فقد استمرت التظاهرات الحاشدة تخرج مؤيدة للمقاومة، وداعمة لشعبنا في معظم عواصم العالم العربي والإسلامي وبعض العواصم الغربية، مطالبة بوقف الحرب، وتوقف دعم آلية القتل الصهيونية.

وفي الجهود السياسية؛ لم يسجل شيء جديد يذكر في الموقف السياسي منذ أمس، ينعكس إيجاباً على أهلنا المحاصرين في غزة؛ حيث ما زال الحديث يدور عن هدن إنسانية لتوفير ظروف مناسبة لإطلاق سراح بعض الأسرى لدواعي إنسانية، أو إخراج مزدوجي الجنسية من قطاع غزة، حيث أفادت الإدارة الأمريكية أنها توصلت لاتفاق وقف إطلاق نار يومي بمعدل 4 ساعات، الأمر الذي نفاه رئيس الوزراء الإسرائيلي، والذي صرح بدوره أنهم ليسوا في صدد إعادة احتلال قطاع غزة، وأنهم سيعملون على نقل السلطات بعد إتمام مهمتهم إلى سلطة مدنية تدير شؤون غزة وأهلها. وعلى صلة؛ فقد أفيد بالأمس عن وصول وفد قيادة حركة ” حماس ” برئاسة الأخ إسماعيل هنية إلى مصر لبحث تطورات العدوان على غزة.

ثانيا: التقدير والتحليل:

بدى واضحاً أن العدو يستخدم تكتيك الحديث عن هدن إنسانية، أو وقف إطلاق نار مؤقت، أو أنهم ليسوا في صدد إعادة احتلال القطاع، لتوفير هوامش زمنية لتحقق من خلالها قواتهم تقدماً في الجغرافيا، بحيث يمتلكون أوراق قوة يمكن أن تستخدم لاحقاً، في حال أقر وقف لإطلاق النار، دائماً أو مؤقتاً، وفي هذا السياق، فقد سُجل في الـ 24 ساعة الماضية تطو مهم تمثل في تحقيق العدو الحاقاً لقواته غرب مدينة غزة بالقرب من مجمع أنصار، بين تلك العاملة على اتجاه العمليات الشمالي الغربي / مخيم الشاطئ أحمد عرابي الرشيد، والمندفعة على اتجاه العمليات الجنوبي الغربي / الشيخ عجلين الرشيد مجمع أنصار. الأمر الذي يُمكّن العدو من إطباق الحصار على مدينة غزة بشكل فعلي، ومن جميع الجهات، كما أن بقاء العدو متوغلاً على اتجاه العمليات في الوسط / العطاطرة السلاطين الصفطاوي التوام، سوف يشكل تهديداً على دفاعات المقاومة في مدنية غزة، الأمر الذي يتطلب من المقاومة، تخصيص جهود قتالية بحيث:

  1. يُحرم العدو من الاستقرار في رأس الجسر الحالي في مجمع أنصار، عبر قصف تجمعاته وآلياته بصنوف النار المناسبة.
  2. التعرض على خطوط مواصلات رأس جسر مجمع أنصار الواصلة من الشمال إلى الجنوب، ومن الجنوب إلى الشمال، بمختلف تكتيكات العمل ـ كمائن، غارات، جهود هندسية، نار مدفعية ـ.
  3. تلويث منطقة ميناء الصيادين بمختلف أنواع النار، بحيث يحرم العدو من احتلال هذا المرفأ، أو الاستفادة منه في عمليات إمداد وإدامة قواته في رأس جسر مجمع أنصار.
  4. منع العدو من تحقيق تشكيل نقاط ارتكاز عملياته في الحافة الأمامية للمنطق السكنية القريبة من رأس جسر مجمع أنصار، باستخدام مختلف الجهود النارية والهندسية والعمليات التعرضية.

وعليه وأمام هذه المعطيات، فإننا نعتقد أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي:

  1. إدامة العدو عمليات قصفه وتدميره للبنى التحتية والمؤسسات الخدمية في كافة مناطق قطاع غزة، خاصة تلك التي تقع في مدينة غزة والتي تقدم خدمات صحية أو اجتماعية للموطنين، دفعاً لهم ـ للمواطنين ـ لإخلاء هذه المناطق لتوسيع هامش مناورته وناره ضد المقاومين المتحصنين في عمق مدنية غزة.
  2. محاولة العدو تقوية رأس جسره الحالي في مجمع أنصار، وتحويله إلى مقر عمليات متقدم، يدير من خلاله عمليات ( القضم ) الجغرافي لمناطق في شمال وجنوب مدينة غزة.
  3. محاولة العدو التقدم باتجاه الهيئات الحاكمة في شرق مدينة غزة ـ تل الزعتر، الكاشف، الريس ـ لما توفره له هذه المناطق من سيطرة نارية وبصرية على عمق دفاعات المقاومة في مدينة غزة، كما أن هذه المحاولة إن نجحت، سوف تُثبّت قدرات للمقاومة في شرق منطقة عمليات مدينة غزة، هي ـ المقاومة ـ بحاجة لها للتصدي للعدو الموجود في غرب المدنية حالياً.
  4. سوف يحاول العدو أن ( يقضم ) كامل منطقة الشيخ عجلين أو تل الإسلام، عبر دفع تشكيلات قتالية من جنوب شرق هذه المناطق باتجاه رأس جسر مجمع أنصار.
  5. سوف يحاول العدو تعميق خرقه في اتجاه العمليات الأوسط / السودانية الصفطاوي الشيخ رضوان، ليشكل ضغطاً على الجهاز الدفاعي للمقاومة في كامل منطقة عمليات مدنية غزة، لشتيت قدارتها، ومنعها من المناورة بالنار أو العديد، تعزيزاً وإسناداً لبقع عمليات هي بحاجة للتعزيز أو إسناد.

لذلك لا بد من العمل على:

  • تخصيص جهود قتالية بحيث يُمنع العدو من أي عمليات إبرار بحري تهدف إلى احتلال ميناء الصيادين غرب مدينة غزة، أو إدامة وإمداد قواته في غرب غزة عن طريق البحر.
  • استخدام الجهود الهندسية في صد عمليات تقدم العدو على الطرق الأفقية ـ شرق غرب أو العكس ـ الواصلة بين مناطق ساحل مدينة غزة وعمق المناطق السكنية، كما يجب العمل عبر جهود الهندسة على منع العدو من استخدام خطوط الموصلات الرأسية ـ شمال جنوب والعكس ـ في منطقة عمليات مدينة غزة.
  • ضرب خطوط إمداد العدو الواصلة من المناطق الشرقية أو الشمالية إلى عمق مسرح عمليات قطاع غزة، خصوصاً تلك الموصلة إلى منطقة العمليات الواقعة في شمال وادي غزة، عبر جهود مدفعية محضرة مسبقاً، أو هندسية آنية، أو تعرضية ظرفية.
  1. سوف يبقى العدو يحاول تحقيق خرق أرضي في منطقة عمليات الجهد الثانوي جنوب وادي غزة، الأمر الذي يجب التنبه له، ومنع العدو من تحقيقه، لما يمكن أن يشكله من خطر مستقبلي على تشكيلات المقاومة العاملة في هذه المنطقة.
  2. في حال أقرت هدنة إنسانية غير متفق على شروطها؛ قد يعمد العدو إلى استغلالها في تحييد بعض كوادر المقاومة في حال خرجهم إلى العلن، أو تحركهم في الأماكن الخطرة، عبر نار القناصة أو نار المسيرات الجوية، الأمر الذي يجب التحوط له، والرد على أي خرق في هذا المجال، لتثبيت معادلة: عدم استغلال فترات الهدوء في تحقيق أهداف لا يمكن تحقيقها أثناء القتال.
  3. سوف تبقى المقاومة في شمال فلسطين، وفي الساحات الخارجية مشتبكة مع العدو بمختلف وسائط النار المتاحة، الأمر الذي نعتقد أن زيادة تأثيره وفاعليته وزخمه، سوف يولد ضغطاً على صاحب قرار هذه الحرب ( الأمريصهيونية )؛ ( أصيلاً / الأمريكي ) كان أم ( وكيل / يهود ).

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي