طوفان الأقصى… الموقف اليوم الثلاثاء

شبكة الهدهد
عبد الله أمين الخبير الأمني والاستراتيجي
أولاً: الموقف:
في صفحة العدو القتالية؛ لا يزال العدو منذ بدئ مناورته البرية في ي: 27 10 2023 س: 2200 يحاول تثبيت قواته على مساحات جغرافية في منطقة الجهد الرئيسي للعمليات من خلال العمل على أربعة محاور جهد رئيسية:
- المحاور الشمالي الغربي: دوغيت بيت لاهيا جباليا الصفطاوي الشيخ رضوان.
- المحور الشمالي الشرقي: سيدروت بيت حانون.
- المحور الشرقي: مفساليم المقبرة الريس الكاشف جباليا التفاح.
- المحور الجنوبي الشرقي: كارني الزيتون تل الإسلام شارع الرشيد.
- محور الساحل البحري لمدينة غزة: حيث تشارك القطاعات البحرية للعدو في عمليات القصف التمهيدي لقواته أو الإشغالي والتثبتي للقوات الصديقة المنتشرة على الحافة الغربية لمدنية غزة، كحرس مقدمات وقوات حاجب بحري صديق.
ففي المحور الشمالي الغربي ـ محور الجهد الرئيسي في منطقة العمليات الشمالية ـ: شهد هذا المحور عمليات قصف عنيفة نهار وليلة أمس، كغطاء ناري لتقدم قوات العدو في المناطق الداخلية لبقعة العمليات في منطقة العطاطرة والسودانية وجباليا ومخيم الشاطئ وحيي الصفطاوي والشيخ رضوان. ولتأمين اندفاعه داخل منطقة العمليات هذه فقد استخدم العدو:
- من الغرب: شارع أحمد عرابي جنوباً باتجاه شارع المشتل فمخيم الشاطئ فمبنى السفينة.
- من الوسط: شارع ” التوام ” جنوباً حتى شارع ” النصر ” الموصل إلى حيي الصفطاوي والشيخ رضوان.
حيث دارت، وما زالت تدور هناك اشتباكات عنيفة بين دفاعات المقاومة في منطقة المسؤولية، وقوات العدو العاملة في منطقة العمليات هذه.
- أما في المحور الشمالي الشرقي ـ محور جهد ثانوي في منطقة العمليات الشمالية ـ: فما زال العدو يتعرض على المنطقة من ثلاثة محاور فرعية:
- شمالي غربي: ايرز صلاح الدين تل الزعتر.
- شمالي شرقي: سدروت الحافة الأمامية للمناطق السكنية في الشمال الشرقي من بيت حانون.
- الجنوب الشرقي: مفساليم الحافة الأمامية للمناطق السكنية في الجنوب الشرقي من بيت حانون.
حيث ما زالت العمليات على هذا المحور دائرة بين تشكيلات العدو ودفاعات المقاومة المنتشرة هناك، حيث يتعرض المقاومون على العدو بالغارات والكمائن، التي أوقعت فيه خسائر بشرية ومادية. ولم يُسجل أي تطور لموقف العدو في محاور القتال هذه.
أما في المحور الشرقي ـ محور جهد ثانوي في منطقة العمليات الشمالية ـ: ” مفساليم ” المقبرة الريس الكاشف جباليا التفاح؛ فلا زال موقف العدو في هذه المحور لم يتغير عما كان عليه بالأمس، حيث تدور اشتباكات بين تشكيلات المقاومة وقوات العدو العاملة عليه.
أما في المحور الجنوبي الشرقي ـ محور جهد رئيسي في منطقة العمليات الشمالية ـ: كارني صلاح الدين الزيتون تل الإسلام جنوب الشيخ عجلين؛ فقد سُجل بالأمس تطور لافت لموقف العدو على هذا المحور، حيث حاول العدو، و ما زال يحاول التقدم داخل الأحياء الجنوبية ـ الشجاعية، حي الزيتون، تل الإسلام، الشيخ عجلين ـ، حيث حرك قواته بشكل متزامن للضغط على دفاعات المقاومة المنتشرة في هذه المناطق، مركزاً جهده على حيي “تل الإسلام / الهوا ” و ” الشيخ عجلين ” المحاذيين لمنطقة الساحل، حيث نقطة ارتكازه العملياتية التي أقامها على شارع الرشيد الذي تموضع عليه منذ يومين. حيث خاضت دفعات المقاومة قتالاً عنيفاً مع العدو على هذه المحاور الفرعية الموصلة إلى عمق الجهاز الدفاعي للمقاومة في هذه المناطق.
أما في محور الساحل البحري: لم تسجل بالأمس أي عمليات إبرار على سواحل غزة، مع بقاء الجهد الناري من البحر، كجهد إسناد وتغطية لقوات العدو العاملة على البر، حيث قُصفت مناطق في مخيم الشاطئ و خان يونس ورفح انطلقاً من القطع البحرية الإسرائيلية.
أما في محاور الجهد الثانوي: حيث مناطق المحافظات الوسطى والجنوبية الواقعة جنوب وادي غزة؛ فلا زال العدو يحتك، بالنار والمناورة، مع تشكيلات المقاومة المنتشرة على الحافة الأمامية ـ جحر الديك، القرارة، البريج، خان يونس، عبسان، رفح ـ للمناطق السكنية في منطقة العمليات هذه، بهدف إشغال وتثبيت ومنع هذه المناطق من توفير التعزيزات والاسناد لتشكيلات المقاومة العاملة في منطقة الجهد الرئيسي الواقعة شمال وادي غزة.
هذا وقد بقي العدو في الـ 24 ساعة الماضية يمارس ضغطه على البيئة الحاضنة للمقاومة، مستهدفاً المنازل والمراكز الصحية والخدمية ومراكز إيواء النازحين، حيث طال قصفه معظم أحياء ومخيمات مدنية غزة خصوصاً، وباقي مدن محافظات القطاع عموماً.
وفي صفحة موقف المقاومة؛ لا زالت المقاومة تتصدى للعدو على جميع محاور الجهد الرئيسي في منطقة شمال قطاع غزة، وتتعرض عليه بعمليات التسلل والغارات، والالتحام من مسافات قريبة مستخدمة عبوات “العمل الفدائي ” وقذائف الياسين الترادفية؛ كما تصدت له على محور بيت لاهيا، ومتفرعاته في التوام والعطاطرة وأبراج الكرامة. هذا وقد بقيت المقاومة مشتبكة مع العدو على المحاور الثلاثة التي يحاول من خلالها التقدم لاحتلال بيت حانون في الشمال الشرقي لقطاع غزة، ملحقة به خسائر في الأرواح والآليات. كما منعت المقاومة العدو حتى الآن من التقدم على محور المقبرة الكاشف. أما في المحور الجنوبي الشرقي / حي الزيتون تل الإسلام الشيخ عجلين؛ فإن المقاومة تتصدى لقوات العدو وتتعرض عليه بالنار وبغارات المشاة وأسلحة م. د، حيث منعته من إحراز أي تقدم مهم في عمق هذه المناطق. كما بقيت المقاومة تصد محاولات تقدم العدو باتجاه المراكز الرئيسية في المحافظات الوسطى والجنوبية: دير البلح، البريج، خان يونس، رفح، حيث قصفت مناطق حشده، وقواته المتقدمة على بعض المعابر في ” جحر الديك ” و ” معبر صوفا “. كما واصلت المقاومة قصفها بالصواريخ والمدفعية مدننا المحتلة في الداخل الفلسطيني: ” تل الربيع ” و ” عسقلان ” و “أسدود “، ومواقع حشد العدو وتجمعه على غلاف غزة. وفي السياق؛ فقد استهدفت المقاومة العراقية قاعدة ” عين الأسد ” الأمريكية في الأنبار، كما أطلقت صاروخاً من نوع ” أقصى 1 ” على قواعد أمريكية في سوريا والعراق. كما أعلن عن اطلاق مجموعة من الطائرات المسيرة من اليمن باتجاه أهداف في فلسطين المحتلة. أما في جبهة الجنوب اللبناني؛ فقد استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان ” حزب الله ” موقعي المالكية وجل الدير بالأسلحة الصاروخية، كما تم استهداف التجهيزات الفنية في موقع الراهب المعادي، هذا وقد قصفت كتائب عز الدين القسام من لبنان مغتصبة نهاريا بـ 16 صاروخاً.
وفي الضفة الغربية؛ بقي العدو يبادر بعمليات الاقتحام والمداهمة، واعتقال النشطاء، ومنع المشاركة الحقيقية والفعلية التي من شأنها أن تخفف الضغط عن أهلنا في قطاع غزة، حيث اقتحم العدو مدينة طول كرم، التي ارتقى فيها بالأمس 4 شهداء في عملية اغتيال طالت نشطاء من الفصائل المسلحة العاملة في هذا المنطقة، كما دمر العدو البنية التحتية في مخيمها. هذا وقد سُجل بأمس ـ س: 0930 ـ مقتل مجندة في عملية طعن في مدنية القدس، كما ارتقى شهيداً في مدينة حلحول. وفي سياق عمليات قمع العدو لأهلنا في الضفة الغربية؛ فقد اقتحم مخيمي الأمعري وشعفاط، وعناتا والسموع ويعبد جنين ـ صباح هذا اليوم ـ، يذكر أن عدد شهداء الضفة الغربية بأمس بلغ 8 شهداء.
وفي الدعم الشعبي للمقاومة؛ فقد استمرت التظاهرات الحاشدة تخرج مؤيدة للمقاومة، وداعمة لشعبنا في معظم عواصم العالم العربي والإسلامي وبعض العواصم الغربية، مطالبة بوقف الحرب، وتوقف دعم آلية القتل الصهيونية.
وفي الجهود السياسية؛ لم يسجل شيء جديد يذكر في الموقف السياسي منذ أمس، ينعكس إيجاباً على أهلنا المحاصرين في غزة؛ حيث ما زال الحديث يدور عن هدن إنسانية لتوفير ظروف مناسبة لإطلاق سراح بعض الأسرى لدواعي إنسانية، أو إخراج مزدوجي الجنسية من قطاع غزة. وفي هذا السياق فقد وصل ” وليام بيرنز ” مدير المخابرات المركزية الأمريكية إلى الكيان المؤقت لبحث زيادة التنسيق المعلوماتي بين إدارته وأجهزة أمن دولة الاحتلال. كما صرح وزير الدفاع الأمريكي ” اوستن ” أن إدارته ملزمة بردع أي جهة تبادر الى التصعيد في المنطقة، وفي سياق الدعم الأمريكي غير المحدود للعدو؛ فقد صرح مسؤولٌ في البيت الأبيض بالأمس أن إدارته تريد من ( إسرائيل ) أن تكون عمليتها ضد ” حماس ” سريعة وحاسمة ومميته ! كما بدأ بالأمس الحديث عن إمكانية عمل وقفات قتالية قصيرة، قال البيت الأبيض أن “بادين” ناقشها مع ” نتن ياهو “.
ثانيا: التقدير والتحليل:
ذكرنا بالأمس أن عمليات القتال الميداني قد أخذت طابع القتل الروتيني لأي معركة تطول أيامها؛ فقد تحولت العمليات اليومية وعلى كافة محاور القتال إلى عمليات:
- قصف ناري معادي من مختلف صنوف الأسلحة، وأنواع الذخائر، يستهدف الحافة الأمامية للمناطق السكنية في مناطق العمليات؛ وعلى كافة محاور مسرح عمليات قطاع غزة، قصفاً لا يستثني عمق دفاعات المقاومة، وحاضنتها الشعبية وما فيها من بنى تحتية ومقرات خدمية. إلا أن اللافت بالأمس هو الضغط الشديد للعدو على الحافة الجنوبية لمدينة غزة ـ الشجاعة، الزيتون، تل الإسلام، الشيخ عجلين ـ، حيث يستميت العدو لتحقيق خرقاً انطلاقاً من رأس الجسر الذي أقامه في ” نتساريم “، مندفعاً باتجاه الشمال عبر الشوارع العمودية على شارع 10 جنوب مدنية غزة، وكذلك شارع الرشيد انطلاقاً من جنوب الشيخ عجلين. كما يدفع العدو بكل قوته لتحقيق تقدم انطلاقاً من محور الجهد الرئيسي في شمال غرب غزة، حيث تضغط قواته للوصول إلى عمق المناطق السكنية في مخيم الشاطئ والصفطاوي وحي الرضوان والكرامة، مستخدماً الطرق الرئيسية ـ التوام، النصر ـ في محاولة لتثبيت نقاط ارتكاز عملياتية في هذه الحواضر المدنية، تخدم تطوير عملياته المستقبلية.
- محاولات تحقيق خرق أو تقدم على محاور العمل، وتحقيق نقاط ارتكاز أو رؤوس جسور تخدم العدو في تطور عملياته واندفاعه إلى عمق المناطق السكنية التي تحوي أصولاً بشرية أو مادية للمقاومة، في مختلف مناطق مسرح عمليات قطاع غزة.
- تصدي دفاعات المقاومة في عمليات كر وفر لقوات العدو العاملة على محاور القتال ومعابر الوصول البرية أو البحرية باتجاه عمق دفاعاتها، وبمختف تكتيكات عمل العصابات.
إن مراقبة جهود العدو النارية، وتحركاته الميدانية، تشير بأن العدو يريد أن يصل إلى ما يعتقد أنه مركز ثقل المقاومة المعنوي والتعبوي ـ مستشفى الشفاء ـ ليحقق صورة نصر يستطيع معه أن يقدم للمستوى السياسي ما يمكن أن يُصرّفه في المفاوضات. كما أن ما يَرد من أخبار عن مفاوضات غير مباشرة بين المقاومة والعدو ( الأمريصهيوني ) تدل على أن العدو من خلال قصفه ومحاولات تقدمه الأرضية؛ بالإضافة إلى محاولة تحقيق إنجاز جغرافي؛ فإنه يُشَغل روفع ضغط ميدانية تساعده في هذا المفاوضات السياسية.
وعليه وأمام هذه المعطيات، فإننا نعتقد أن الـ 24 ساعة القادمة سوف تشهد التطورات التالية:
- إدامة العدو عمليات قصفه وتدميره للبنى التحتية والمؤسسات الخدمية في كافة مناطق قطاع غزة، خاصة تلك التي تقع في مدينة غزة.
- محاولة العدو الوصول إلى مناطق ساحلية غرب مجمع الشفاء، حيث تشير محاولات العدو الضغط على منطقة تل الإسلام جنوباً ومخيم الشاطئ شمالاً أن العدو يحاول الوصل إلى نقطة الحاق بين قواته الشمالية والجنوبية، تقع بمحاذاة ميناء الصيادين غرب مدينة غزة، قد تكون بالقرب من فندق الديرة. الأمر الذي يتطلب منع العدو من الوصول لها أو تحقيق الحاق لقواته عليها. وهنا يجب الانتباه إلى أن وصول العدو إلى هذه المنطقة واحتلالها يُمكّنه من إقامة رأس جسر مفتوح على البحر، يستطيع إدامته وإمداده بشكل آمن بحيث يتحول إلى مقر عمليات ميداني، يمكن من خلاله الوصل إلى مجمع الشفاء عبر شارعي ” عمر المختار ” و ” عمر بن عبد العزيز “، الأمر الذي يفرض على دفاعات المقامة في هذه المناطق العمل على:
- منع العدو من إدامة زخم عملياته على محور الشمالي الجنوبي انطلاقاً من شارع البستان أو مبنى السفينة فشارع أحمد عرابي حتى ملتقى شارع الرشيد، منعه باستخدام الجهود الهندسية والعمليات التعرضية.
- منع العدو من إدامة زخم عملياته على محور الجنوبي الشمالي انطلاقاً من الشيخ عجلين أو تل الإسلام، شارع الرشيد، فندق الديرة، منعه باستخدام الجهود الهندسية والعمليات التعرضية.
- منع العدو من أي عمليات إبرار بحري بهدف احتلال ميناء الصيادين غرب مدنية غزة، أو النزول في المناطق القريبة منه، باستخدام نار المدفعية والعمليات التعرضية.
- منع العدو من تحقيق خروق انطلاقاً من شارع 10، تهدد عمق دفاعات المقاومة في الشمال ـ الصفطاوي الشيخ روضوان، أو في الجنوب ـ الشجاعية، الزيتون، تل الإسلام، الشيخ عجلين ـ، منعه باستخدام الجهود الهندسية والعمليات التعرضية.
- استخدام الجهود الهندسية في صد عمليات تقدم العدو على الطرق الأفقية ـ شرق غرب أو العكس ـ الواصلة بين مناطق ساحل مدينة غزة وعمق المناطق السكنية، خاصة الشوارع ذات الاتجاهين الموصلة إلى محيط مشفى الشفاء الطبي، بالخصوص شارعي ” عمر المختار ” و “عمر بن عبد العزيز “.
- ضرب خطوط إمداد العدو الواصلة من المناطق الشرقية أو الشمالية إلى عمق مسرح عمليات قطاع غزة، خصوصاً تلك الموصلة إلى منطقة العمليات الواقعة في شمال وادي غزة، عبر جهود مدفعية محضرة مسبقاً، أو هندسية آنية، أو تعرضية ظرفية.
- سوف يبقى العدو يحاول تحقيق خرقاً أرضياً في منطقة عمليات الجهد الثانوي جنوب وادي غزة، الأمر الذي يجب التنبه له، ومنع العدو من تحقيقه، عبر تخصيص الكافي من القدرات، ثم بحث تعزيز منطقة عمليات الجهد الرئيسي في شمال وادي غزة، بفائض النار المتاح لدى دفاعات المقاومة في جنوب وادي غزة.
- سوف تبقى المقاومة في شمال فلسطين، وفي الساحات الخارجية مشتبكة مع العدو بمختلف وسائط النار المتاحة، الأمر الذي نعتقد أن زيادة تأثيره وفاعليته، سوف يولد ضغطاً على صاحب قرار هذه الحرب ( الأمريصهيونية )؛ ( أصيلاً / الأمريكي ) كان أم ( وكيل / يهود ).
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
عبد الله أمين
07 11 2023
Facebook Comments