اطلالة الهدهدترجمات

الوعي يلعب دوراً مركزيا في حرب غزة.. هل فشلت “الهسبارا”..؟

ترجمة الهدهد
أتيلا سوم فالفي – يديعوت أحرونوت بالانجليزية
سرعان ما سيطرت الرواية الفلسطينية واكتسبت قدراً أكبر من تعاطف الجماهير العالمية مقارنة بما حصل في السابع من أكتوبر؛ هل هذا يعني أن “الهاسبرا” قد فشلت؟
قد لا تكون هذه الحرب الأولى في العالم التي يلعب فيها الوعي دوراً مركزياً، لكن يمكن بالتأكيد اعتبار “حرب غزة” أول صراع منظم في العالم يلعب فيها الإدراك والوعي دوراً مركزياً حتى قبل إطلاقها.
على مدار الساعة، يعمل خبراء من مختلف وحدات العمليات النفسية التابعة لجيش العدو (PsyOps) في مخبأ القيادة، ويراقبون عن كثب المزاج السائد والخطاب العام ويتفاعلون وفقًا لذلك للتأثير على مستوى الوعي، والأهم من ذلك، التأثير على وجهات النظر العالمية لملايين الأشخاص.
في بعض الأحيان تنجح وحدات الجيش، والاعتقاد السائد في المؤسسة الأمنية للعدو أن هذه الساحة لا يمكن تركها دون رد ومعالجة سليمة ومستمرة.
وهي رؤية يعمل لأجلها وحدات كاملة في الجيش منها المتحدث باسم جيش العدو، ويتم توظيف جنود لمهمة التأثير على الوعي.
لكن هذا لا يعني أن الكيان الدولة التي صاغت مصطلح “الهسبارا” (الدعاية أو العلاقات العامة)، لا تفشل أحياناً في مهمات التأثير وتشكيل الوعي.
ومن الواضح أن تأثر الخطاب العام العالمي في بداية الحرب، لم يكن مصدره جيش العدو “الإسرائيلي”، ولا وزارة الخارجية، ولا وكالات الاستخبارات، وإنما توثيق من كاميرات المقاتلين الذين دخلوا إلى الكيبوتسات والمستوطنات في غلاف غزة، والمقاطع التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات تيليجرام، وأصبحت متاحة لأي شخص لمشاهدتها.
وهذه مفارقة، خاصة عند دراسة الموضوع من منظور العمليات النفسية والتأثير، فإذا لم تكن مصدر الرواية، فما فائدة كل الوحدات والخبراء؟ ومن هي القوة التي تسيطر على الخطاب العام؟ وهل يمكن التأثير عليه أو تغييره أصلا بعد أن بدأ دون موافقتك؟
وتزداد المفارقة حدة، عندما تجد أن آلاف “الإسرائيليين” ساهموا بذلك، عندما قرروا المشاركة في التأثير العالمي ونفذوا حملات لنشر صور من داخل الكيبوتسات والمستوطنات، وبالتالي لم يبق أمام جهات الدعاية الرسمية في “إسرائيل” سوى ركوب الموجة والاستمتاع ببضعة أيام من التأثير على أذهان الجمهور العالمي.
لكن التأثير تلاشى بسرعة، إما بسبب غارات العدو المكثفة على غزة وصور الدمار الشديد التي انتشرت من هناك، إلى جانب صرخات اليأس لسكان غزة الذين يواجهون الأزمة الإنسانية التي ولدت بسرعة بسبب قرار العدو بقطع الكهرباء والماء، وربما بسبب قصر الذاكرة البشرية.
دراسات استقصائية أجريت في الولايات المتحدة على حسابات X ووسائل التواصل الاجتماعي التي تضم عشرات الملايين من المتابعين كشفت أن الرواية الفلسطينية سيطرت بسرعة واكتسبت تعاطفًا أكبر من الجمهور مقارنة بما كان عليه الوضع في بداية حدث السابع من أكتوبر.
وهو ما يجعلنا نتساءل، هل هذا يعني أن “الهسبارا” فشلت؟ هل كان من الممكن القيام بذلك بشكل مختلف؟ هل الكيان لم تكن مستعد حتى لأكبر “حدث توعوي” في تاريخه؟ يجب فحص هذه الأسئلة بعد الحرب، مع وجوب القول أن القدرة على التأثير في الخطاب العالمي منخفضة نسبيا.
ويضاف إلى ذلك أن محاولات التأثير في الخطاب العام، وصلت إلى الجبهة الداخلية للعدو “الإسرائيلي”، ويبدو أن الإيرانيين ودول أخرى (روسيا على الأرجح) تدخلوا لإشعال النار داخل الكيان، وتبين زرع رسائل تهدف لضرب الاستقرار، منها مثلا نشر أخبار بتلقي إشارات قبل الهجوم لم تؤخذ بالحسبان، ومنها نشر صور لرئيس وزراء العدو الأسبق ايهود باراك بأنه يهرب من مطار بن غورويون، كدليل على فشل الكيان.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي