طوفان الأقصى… الموقف اليوم

شبكة الهدهد
أولاً: الموقف:
لليلة الثانية على التوالي منذ أعلن العدو عن بدء مناورته البرية ـ ي: 27 10 2023 س: 2200 ـ يحاول العدو تطوير موقفه وتوسيع وضعيته، حيث بقيت نار وسائطه القتالية تركز قصفها البري والبحري والجوي ـ المأهول والمسير ـ على مناطق شمال غرب و شمال، وشرق قطاع غزة، حيث حاول منذ ظهر أمس توسيع وضعيته في منطقة الشمال الغربي لمنطق ” بيت لاهيا ” حيث حقق تقدم بسيط في هذه المنطقة، حال قطع الاتصالات من التحقق من مدى هذا التقدم، إلا أن ساعات الصباح الأولى من يوم 29 10 2023 قام العدو بدفع قوة مدرعة مصحوبة بجهد هندسي على محور ” مفساليم ” المقبرة ” شرق جباليا ” حيث ثبت قوة قتالية لا تتجاوز السرية، محققاً رأس جسر في هذه المنطقة. كما بقي حتى صباح هذا اليوم يركز نيران وسائطه القتالية على الحافة الأمامية لجبهة المقاومة؛ على شكل قوس نار يمتد من: شمال غرب القطاع، شمال القطاع، شرق القطاع من ” بيت حانون وحتى “الشجاعية “. كما أنه لم يوقف قصفه على مناطق عمق قطاع غزة، وباقي مدنها ومخيماتها، بلا استثناء، كما بدأت وسائط ناره المدفعية صباح هذا اليوم بقصف مناطق شرق المحافظات الوسطى: “البريج ” و ” المغازي ” و ” دير البلح “. حيث سقط عدد كبير من الشهداء والجرحى من جراء قصف العدو للمناطق المأهولة والسكنية. كما أبقى العدو على قطعه لشبكات الانترنيت، والطاقة الكهربائية عن السكان في قطاع، مما أوجد صعوبة في عمليات الاتصال والتواصل وتبادل المعلومات.
كما بقيت المقاومة في غزة مشتبكة مع العدو حيث تصدت له عندما حاول توسيع وضعيته في شمال غرب ” بيت لاهيا ” ـ س: 1440 ـ كما اشتبكت معه بوسائط نار م. د حيث دُمرت له ناقلة جنود من نوع ” نمر ” شرق مدينة ” الشجاعية “، هذا وقد تصدى المقاومون لقوة مشاة دخلت من معبر ” صوفا ” جنوب القطاع، حيث دارت بين القوة المتقدمة والمقاومون اشتباكات دامت لمدة 3 ساعات، انسحب العدو على أثرها من المكان. كما قُصفت مواقع تجمع العدو وحشده في ” زكيم ” ـ س: 1200 ـ و ” إيريز ” و ” مفتاحيم” ـ س: 1330 ـ ” وعسقلان ” س: 1307 ـ و ” تل الربيع ” التي قصفت أكثر من مرة، و “بئر السبع ” و ” محيط ديمونا “. كما قَصفت المقاومة الإسلامية في لبنان ” حزب الله ” مواقع العدو في ” مسكاف عام ” ـ س: 1435 ـ و ” الجراح ” و ” العباد ” و ” ريشا ” و “المرج “. وفي السياق لم تسجل خلال الـ 24 الساعة الماضية أي عمليات استهداف للقواعد الأمريكية في العراق أو سوريا. هذا وقد خرج الناطق باسم كتائب ” عز الدين القسام ” مساء 28 10 2023 معلناً استعداد الحركة للمضي بإتمام صفقة تبادل أسرى؛ جزئية أو شاملة مع العدو، معلنا ً أن ثمن هذه الصفقة يعرفه العدو، وهو ـ الثمن ـ تبيض كامل السجون من الأسرى والمعتقلين.
وفي الضفة الغربية؛ أبقى العدو على عمليات اقتحامه لمدنها وقراها، فاقتحمت قواته مدن: نابلس وطمون وبيت ريما وجنين، حيث ارتقى 3 شهداء وسقط 10 جرحى في عمليات الاقتحام هذه. كما بقيت قطعان المستوطنين تمارس التضييق على أهلنا في مدن الضفة الغربية، حيث ترك سكان منطقة ” مسافر يطا ” جنوب مدينة الخليل أماكن سكنهم من جراء تعرضهم لمضايقات المستوطنين المدعومين بقوات من الجيش.
وفي الجهود السياسية؛ مازالت هذه الجهود منصبة على معرفة مصير الاسرى، ومحاولة إطلاق سراح ما يمكن منهم لدواعي إنسانية، مع محاولة توسيع عمليات ادخال المعونات الإنسانية والصحية والوقود إلى قطاع غزة، والذي ما زالت المساعي السياسية لم تؤمن فتحاً مستداماً له ـ معبر رفح ـ أو تدفقاً سلساً كافياً للمعونات عبره.
أما في الدعم الشعبي للمقاومة؛ فقد بقيت الجماهير تخرج في مظاهرات واعتصامات في معظم دول وعواصم العالم ومدنه، من واشطن في أقصى الغرب، وحتى ماليزيا في أقصى الشرق، مروراً بإسطنبول في الوسط.
أما عن أهم سمات الموقف ذات الدلالة في الـ 24 ساعة الماضية فقد كانت على الشكل الآتي:
- إبقاء العدو على قصفه للحافة الشمالية الغربية والشمالية والشرقية لقطاع غزة، بتركيز ناري على الشمال الغربي والشمال الشرقي لمدينة غزة.
- بقاء المقاومة مشتبكة مع العدو بمختلف وسائط النار، القريبة والبعدية، وإدامة تصديها لتوغلاته في مناطق الجهد الرئيسي للعدو ـ شمال غرب وشمال وشرق مدينة غزة ـ كما تصدى المقاومون في مناطق جنوب القطاع لمحاولات العدو التقدم وخرق خطوط دفعاتهم.
- بقاء ” حزب الله ” مشتبكاً بالنار المناسبة ـ صواريخ موجهة، مدفعية قوسية ـ مع مواقع العدو وتحصيناته على حدود فلسطين الشمالية.
- الساعة 1400 قصف ” تل الربيع ” عدة مرات بصليات صواريخ أوقعت خسائر مادية في محيط سقوطها.
- الساعة 1440 قصف نقاط حشد العدو في منطقة ” إيراز ” بقذائف الهاون.
- الساعة 1440 التصدي لقوات العدو التي حاولت توسيع وضعيتها في منطقة شمال غرب ” بيت لاهيا “.
- الساعة 1440 استهداف موقعي ” الجرداح ” و ” العباد ” بالصواريخ الموجهة.
- الساعة 1700 قصف محيط مفاعل ديمونا في صحراء ” بئر السبع ” الفلسطينية.
ثانياً: التحليل والتقييم:
لا يزال العدو يحاول عمل خروق جغرافية ذات قيمة عملياتية، بحيث تشكل تهديداً فعلياً على الجهاز الدفاعي للمقاومة المنتشر على الحافة الأمامية لمناطق القتال في قطاع غزة، مركزاً جهوده على بقع العمليات في الشمال الغربي / بيت لاهيا، والشمال الشرق / بيت حانون، وفي الشرق / جباليا، حيث حقق العدو خرقاً بعمق 1 كلم تقريباً على محور”مفساليم” “المقبرة ” شرق جباليا. كما يحاول العدو تحقيق إنجازات تعبوية في وسط قطاع غزة في مقابل المحافظات الوسطى، حيث دير البلح وخان يونس، وجنوباً حيث مدينة رفح ومعبرها.
كما تحاول دفاعات المقاومة المنتشرة في عمق منطقة العمليات، وعلى الحافة الأمامية لمدن ومخيمات قطاع غزة من أقصى شمالها الغربي مروراً بالحد الشمالي، وعلى طول الواجهة الشرقية لقطاع غزة، تحاول التصدي للعدو ورد صولاته المتكررة ومحاولات توغله في هذه المناطق وتثبيت رؤوس جسور فيها، الأمر الذي نجحت ـ المقاومة ـ فيه إلى الآن بشكل يشير إلى أنها ما زالت تملك من القدرات البشرية والنارية، ما يمكّنها من إبطاء العدو في أمكان / شمال ” بيت حانون “، ورده في أماكن أخرى / المناطق الوسطى والجنوبية، ومنعه من النزول على الأرض / المناطق الساحلية.
وعليه وأمام هذه المعطيات والمستجدات الميدانية والسياسية فإننا نعتقد أن الـ 24 ساعة القادمة سوف تشهد التطورات التالية:
- إدامة العدو قصفه على مدن ومخيمات قطاع غزة، وبناه التحتية والخدمية.
- بقاء المقاومة في غزة مشتبكة مع العدو بالنار في عمق مناطقنا الفلسطينية المحتلة، وعلى غلاف غزة والمواقع المنتشرة حوله.
- بقاء المقاومة اللبنانية مشاغلة للعدو على الحد الشمالي لفلسطين، بحيث تحول دونه وتحريك أي قطعات قتالية ذات مصداقية باتجاه جبهة غزة.
- سيحاول العدو الذي ثبت رأس جسر له في منطقة ” المقبرة ” شرق جباليا؛ سيحاول إدامة وتقوية رأس الجسر هذا بحيث يتم حشد قوات قتالية قادرة على توسيع وضعية العدو باتجاه الغرب محاولاً الوصول إلى مرتفعات ” الريس ” شمال منطقة ” التفاح ” و مرتفع “الكاشف ” جنوب شرق ” جباليا ” و ” تل الزعتر ” شرق جباليا، فإن تمكن من الوصول إلى هذه المناطق والاستقرار فيها، فإنه سيشكل تهديداً ذا مصداقية على الجهاز الدفاعي للمقاومة المنتشر في منطقة المسؤولية تلك، الأمر الذي يجب التنبه له، ومنع العدو من الاستقرار أو تقوية رأس جسر ” المقبرة “، وإجراء الترتيبات الدفاعية والهجومية من قبل المقاومة والتي تحول دون العدو والتقدم باتجاه المرتفعين السابق ذكرهما.
- كما نعتقد أن العدو سيبقى يحاول عمل رؤوس جسور على كامل الحافة الأمامية لمنطقة العمليات الشمالية في بقع تخدم مناورته البرية، ومن أخطر المناطق التي سيحاول العدو عمل رؤوس جسور فيها: شرق الشجاعية، شرق جباليا، شرق بيت حانون، شمال بيت حانون، شمال القرية البدوية، وصولاً الى رأس الجسر الحالي في شمال غرب بيت لاهيا. فإن تمكن العدو من تحقيق رؤوس الجسور هذه ـ كلها أو بعضها ـ فإنه سيقوم في المرحلة التالية بالوصل بينها، محققاً بناء جهد هجومي خطير يمكن أن تُشغّل القوات المجتمعة فيه في عمليات هجوم منسق يتحرك بتناغم، ضاغطاً على الجهاز الدفاعي للمقاومة المنتشرة في هذه المناطق، الأمر الذي يجب التنبه له، ومنع العدو من تحقيقه أو الوصل بين رؤوس الجسور المتصور إقدامه ـ العدو ـ على محاولة تحقيقها في منطقة العمليات المشار لها.
- كما نعتقد أن العدو سوف يقوم بعمليات تعرضية؛ إشغالية أو خداعية، والاحتكاك مع قوات المقاومة في أكثر من نقطة بهدف، منعها من تعزيز أو إسناد مناطق الجهد الرئيسي المعادي، الأمر الذي يجب التنبه له، والتعامل مع الموقف بقدره، وعدم الوقوع في مصائد العدو وخدعه.
- كما أننا نعتقد أن العدو سيبقى يحتك مع بعض نقاط دفاع المقاومة المنتشرة في منطقة العمليات بهدف كشف انتشارها واستعدادها وطرق عملها، ثم يقطع ـ العدو ـ الاشتباك والتماس معها، مُخلياً المجال لوسائطه النارية من مختلف الصنوف، للتعامل مع تشكيلات المقاومة الدفاعية، فيوقع بها خسائر بشرية ومادية، الأمر الذي يجب لتحوط له، والتمييز بين ما هو عمل خداعي وجر إلى مربع قتل، وما هو تعرض حقيقي الهدف منه الوصول على جغرافية معينة أو هدف بعينه.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
Facebook Comments