طوفان الأقصى … الموقف اليوم السبت

أولاً: الموقف:
وفي اليوم ” الحادي والعشرون ” من معركة ” طوفان الأقصى ” بدأ العدو مساء ي: 27 10 2023 س : 2200 مناورته البرية ، حيث تقدمت قواته عبر المحاور تالية :
- “إيرز ” ” القرية البدوية ” “بيت حانون ” شمالا، مستخدماً في تقدمه شارع ” صلاح الدين ” / تشكيل مدرع مصحوب بجهد هندسي.
- ” مفساليم ” ” تل الزعتر ” ” أبراج زايد ” شرقاً / تشكيل مدرع مصحوب بجهد هندسي.
- ” رعيم ” البريج ” شرقاً / تشكيل مدرع مصحوب بجهد هندسي.
- ساحل رفح ” مدينة ” رفح ” غرباً / تشكيل بحري، زوارق بحرية .
حيث تحركت تشكيلات العدو في الساعة صفر لبدء المناورة ـ 2200 ـ ، بعد أن قام بجهد الكتروني قطع من خلاله كافة خطوط شبكة النت عن كامل قطاع غزة ، كما قطع التيار الكهربائي ، ثم تحركت تشكيلات مناورة العدو وقوات الواجب تحت غطاء ناري من الجو والبر والبحر ، طال الحافة الأمامية لجبهة القوات الصديقة على الواجهات الشرقية والشمالية و الغربية ، حيث قُصفت مناطق مخيم الشاطئ ” و ” مناطق شمال غرب القطاع و ” أبراج الكرامة ” في حي ” الشيخ رضوان ” و ” السودانية ” و ” أم النصر ” . هذا وقد تصدت قوات المقاومة المنتشرة على الحافة الأمامية لهذه الجبهة ، تصدت للعدو بنيران مضادات الدروع ، ووسائط النار المناسبة ، ودارت بين القوات المدافعة وقوات العدو عمليات كر وفر حتى ي : 28 10 2023 س : 0002 ، كما بقيت أصوات غارات العدو تسمع حتى فجر هذا اليوم 28 10 2023 ، هذا وقد أسفر تقدم العدو عن تموضع قواته داخل المناطق الشرقية ل “بيت حانون ” و” البريج ” ضمن مسافات لم يتسن لنا ، وبسبب ظروف الميدان التحقق من عمقها حتى الآن ، لكن أغلب الأخبار المستقاة من المصادر المفتوحة تقول أنها مسافات ليست كبيرة . كما بقي العدو يُغير بالطيران المأهول والمسير، وبنيران المدفعية على كافة مدن ومخيمات القطاع، حيث ركز قصفه على ” بيت لاهيا ” وشرق ” جباليا ” و ” تل الزعتر “.
وفي السياق؛ بقي العدو حتى صباح هذا اليوم ـ س : 0700 ـ يقصف بالمدفعية مناطق عدة قرب السياج الأمني شرقي قطاع غزة . كما أعلن العدو عن استشهاد الأخ ” عصام أبو ركبة / أبو صلاح ” قائد المنظومة الجوية ـ الطائرات المسيرة، المظلات الشراعية، أنظمة الاستطلاع الجوي، الدفاع الجوي ـ في كتائب ” عز الدين القسام ” .
كما صرح الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية ” جون كيربي ” وأثناء توغل القوات المعادية ، صرح أن ” ( الكيان ) ممتنة لتقديم وجهات نظرنا والدروس التي تعلمناها في العراق وأفغانستان ” .
وفي صفحة حرب المقاومة؛ فقد بقيت مشتبكة مع العدو على جبهة غزة بالنار، فقصفت في الـ 24 ساعة الماضية ” تل الربيع ” عدة مرات، و” عسقلان ” و تجمعات حشد العدو في ” رعيم ” و ” سدروت ” و ” نتيف هعسرة ” ـ س : 0020 ـ وباقي مغتصبات العدو في غلاف غزة . أما على جبهة شمال فلسطين؛ فقد قصفت المقاومة الإسلامية ” حزب الله ” مراكز العدو في مغتصبة ” مسكاف عام ” ـ س : 1600 ـ و مغتصبة ” أفوفيم ” ـ س : 1600 ـ ، كما قصفت ـ س : 1620 ـ قوات موالية لإيران قواعد للجيش الأمريكي في حقل العمر السوري ، رداً على قصف القوات الأمريكية مقرات تابعة لهذه الفصائل في صباح 27 10 2023 ، هذا وقد أطلقت ـ س : 2351 ـ رشقة وصواريخ باتجاه الجولان المحتل ، كما تمت مهاجمة قاعدة ” التنف ” بمسيرتين انتحاريتين . هذا وقد بلغ عدد شهدائنا حتى كتابة هذا الموقف 7326 شهيداً ، وما يفوق الـ 18000 جريح ، وما لا يقل عن 1000 مفقود ما زالت جثثهم حت الأنقاض .
أما في ” الضفة الغربية ” ؛ فقد بقي العدو محكماً قبضته الأمنية على كافة مدنها وقراها ، حيث اقتحم ـ س : 2330 ـ قرى ” مادما ” و ” أودلا ” في جنوب نابلس ، كما اشتبك ـ س : 2330 ـ المقاومون مع برج عسكري للعدو قرب قرية ” خرسا ” في مدينة الخليل المحتلة ، كما أًطلقت النار على مغتصبة ” بسغوت ” في البيرة المحتلة . وفي مناطقنا المحتلة في الثمانية والأربعين، لا جديد يذكر أو يضاف ؛ فقد بقيت على حال سكونها جراء القبضة الأمنية الخانقة التي يفرضها العدو على أهلنا في هذه المناطق .
كما خرجت الجماهير الشعبية المؤيدة لفلسطين ومقاومتها في عشرات المدن والعواصم العربية والإسلامية والغربية، خرجت في مظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة ، تؤيد وتساند المقاومة وخياراتها .
وفي الجهد السياسي؛ لا جديد يذكر، سوى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة غير الملزم والذي قدمته الأردن، الداعي لوقف إطلاق نار فوري، حيث أيدت القرار 120 دولة، ورفضته 14 ، وامتنعت عن التصويت له 45 دولة .
أما عن أهم سمات الموقف في الـ 24 ساعة الماضية:
- إدامة العدو قصف كافة مدن ومخيمات قطاع غزة.
- قطع شبكات النت والاتصالات والكهرباء عن كامل قطاع غزة.
- بقاء المقاومة في جبهة غزة مشتبكة مع العدو بالنار، في مناطق غلاف القطاع، وفي العمق الفلسطيني.
- بقاء المقاومة في لبنان والعراق وسوريا، مشتبكة مع العدو الأمريكي بالنار، ولكن بشكل محدود، ومسيطر عليه.
- الساعة 1415 قصف ” تل الربيع ” بالصواريخ، الأمر الذي عاد وتكرر أكثر من مرة.
- الساعة 1500 استهداف مغتصبة ” مسكاف عام ” الحدودية مع لبنان بالصواريخ.
- الساعة 1620 قصف أحد الفصائل العراقية لقواعد العدو الأمريكي في سوريا.
- الساعة 2020 قصف عسقلان برشقة صواريخ.
- الساعة 2200 بدء التوغل البري في شمال وشرق قطاع غزة.
- الساعة 0020 قصف مغتصبة ” نتيف هعسيرة ” على غلاف غزة بالصواريخ.
ثانياً: التحليل والتقدير :
لقد أظهرت الـ 24 ساعة الماضية مدى الخلاف في وجهات النظر بين المستويين السياسي والعسكري فيما يخص المسؤولية عن اخفاق السابع من إيار ، ومن الذي يتحمله هذه (الهزيمة ) ، كما أن إعلان المستوى السياسي أنه قد وفر للقادة العسكريين كل ما يطلبونه ـ قرار سياسي ، قدرات مادية وبشرية ، غطاء وتفهم دولي خاصة أمريكي ، دعم مادي أمريكي مفتوح ـ لبدء العلم العمل البري ، والتصريحات الأمريكية التي قالت أن هدنة إنسانية لا بد من البدء بالتفكير بإقرارها ، كل هذه المعطيات ، وضعت القيادة العسكرية الـ (أمريصهيونية ) تحت ضغط تحقيق إنجاز قبل أن تقفل نافذة الفرص أمام أي عمل عسكري بري ؛ الأمر الذي نعتقد أنه أجبر القيادة العسكرية على بدء مناورتها البرية ، بعد أن عزلت قطاع غزة عن العالم عبر قطع خطوط الشبكة الدولية ” الانترنيت ” والكهرباء ، حيث اندفع بتشكلات مدرعة ، يرافقها جهد هندسي إلى الحواف الشمالية و الشمالية الشرقية لـ ” بيت حانون ” ومنطقة ” البريج ” في الوسط ، وعلى الساحل الغربي لمدينة ” رفح ” ، محاولاً تحقيق تماس مع المناطق السكنة لقطاع غزة ، حيث بدى من طبيعة القصف ونوع الاشتباكات وزخمها أن محاور الجهد الرئيسي للعدو هي المحاور الشمالية ، والشمالية الشرقة ، حيث بيت حانون ، وأما المحور الثانوي لجهد العدو العسكري فقد كان محور ” رعيم ” ” البريج ” ، مصحوباً بجهد خداعي اشغالي انطلق من الساحل الغربي لمدنية ” رفح ” . وفي التدقيق في مناورة العدو البرية وحركتها ، يمكن الاستنتاج أن هدف العدو كان العمل على فصل ” بيت حانون ” في الشمال الشرقي للقطاع ، عبر شن هجوم منسق من المحورين الشمالي والشرقي ، بحيث تلتحق القوات ببعضها البعض جنوب ” بيت حانون ” ليحقق العدو الأهداف التالية :
- عزل ” بيت حانون ” عن باقي قطاع غزة .
- تدمير ما في المدينة من قدرات قتالية بشرية ومادية للمقاومة .
- جعل هذه المدينة رأس جسر ومنصة انطلاق، لتوسيع وضعيته وتطوير موقفه القتالي، إذا استدعى الموقف الميداني أو المتطلب السياسي مثل هذا التطوير.
- استخدام هذه المنطقة عبر احتلالها أو محاصرتها كورقة ضغط يمكن أن تستثمر في المفاوضات السياسية القادمة.
وحيث أن العدو وفق أغلب الأخبار والمعلومات الواردة من بعض المصادر الخاصة، والمستقاة من المصادر المفتوحة، تقول بأنه ـ العدو ـ لم يحقق تطويقاً للمنطقة ” بيت حانون” ، ولم يستطيع عزلها عن مدن وأحياء شمال غزة ، فإننا نعتقد أن الـ 24 ساعة القادمة ستشهد التطورات التالية :
- إدامة العدو قصفه لمدن ومخيمات قطاع غزة .
- بقاء المقاومة في جبهات غزة و شمال فلسطين، والساحتين السورية والعراقية مشتبكة مع العدو بمختلف الوسائط النارية .
- محاولة العدو ضرب الأصول البشرية للمقاومة، خاصة الصف الثاني من قياداتها، وتدمير ما يصل له من قدراتها المادية وتجهيزاتها عسكرية في بقعة العمليات الحالية.
- محاول العدو تثبيت قواته، وتأمين رؤوس الجسور التي تموضع عليها الآن، وتعزيز ما فيها من قدرات، تمهيداً لمحاولة تطوير موقفه القتالي عبر توسيع وضعيته الحالية، بحثاً عن (صورة) نصر تقدم للمستوى السياسي، لاستثماره في المفاوضات السياسية القادمة. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
عبد الله أمين
28 10 2023
Facebook Comments