أخبار

طوفان الأقصى…راقب من الأرض وأطبق من السماء

شبكة الهدهد
✍️⁩ عبد الله أمين – الخبير الأمني والاستراتيجي

أولا ً : توطئة :

كثر الحديث في الأيام السابقة عن طريقة العمل التي سيتخذها العدو في تعامله مع المقاومة المتحصنة في قطاع غزة ، كما كثر الحديث عن نماذج عمل قد يختار العدو أحدها ، كما قيل أن العدو الأمريكي نصحه بالعمل وفق نموذج ” الموصل ” ، وليس نموذج “الفلوجة” أو ” الحسكة ” حيث عمد الأمريكي في تعامله مع المقاومة العراقية في الفلوجة إلى القصف الجوي المدمر الذي أتى على أخضر المدينة ويابسها ، أما فيما يخص الموصل ، فقد حاصر العدو الأمريكي المدينة ، ثم بدأ بتضيق الحصار عليها ، و(خنق) كل من فيها ، مع قيامه بجهود تعرضية ، أفضت إلى خروج المسلحين منها ، ثم دخول قوات الأمن والجيش العراقي إلى مدينة ، معلناً تحريرها من المسلحين ، وعودة مؤسسات الدولة لها ـ هذا بحث قد نرجع له لا حقاً لنستخلص منه العبر ـ .

وحيث أن مستشاري العدو الإسرائيلي الحاضرين معه الآن في غرف العمليات ، قيل أنهم قادمون من ساحات تشبه ساحة غزة  ، فإننا نعتقد أن آرائهم ستنعكس على طرق عمل العدو في مواجهة المقاومة المتحصنة في غزة .

وبعد مراقبة سلوك العدو في عمليتيه التعرضيتين ، في 25 10 و 26 10 2023 والتي  قام بهما بتشكيل مدرع ، حقق التماس مع الحافة الأمامية للمناطق السكنية في “البريج ” و ” خان يونس ” و ” بيت حانون ” ،وعند مراجعة ما نُشر من أفلام التقطتها الطائرات المسيرة المعادية المواكبة لقوات المناورة ؛ فننا نستطيع تحديد تكتيك العدو في مناورته ، والهدف منها ، وإجراءاته التي يقوم بها للتعامل مع الأهداف التي تظهر له في منطقة العمليات ، كما يمكن اقتراح بعض الإجراءات الوقائية التي يمكن أن تُستخدم في مواجهة إجراء العدو . وهذا ما ستتطرق له هذه الورقة بشكل سريع.

ثانياً: التكتيك:

يقوم العدو بتشكيل قوة نار من المشاة الآلية، والدروع، مصحوبة بغطاء جوي لرصد ساحة العملية، وتأمين الإسناد القريب لقوة المناورة، مع بقاء قوة المناورة على تماس مع قواعد نار العدو في منطقة الحشد، لطلب الإسناد، أو لضرب أهداف. ثم تقوم القوة بالحركة بالتجاه الحافة الأمامية للجبهة الصديق، فتحقق معها التماس بالرؤية أو النار .

ثالثاً : هدف المناورة :

  1. تحقيق تماس مع العدو ( المقاومة ) بالنار أو النظر .
  2. جمع معلومات أو التحقق من معلومات وتثبيتها .
  3. التعرف على ردة فعل المقاومة في مواجهة إجراءه ـ إجراء العدو ـ ومناورته .
  4. كشف استعداد وانتشار المقاومة للتعرف على شكل جهازها الدفاعي في منطقة العمل .
  5. القيام بجهد هندسي للقضاء على أصول بشرية أو مادية منشورة للمقاومة في منطقة العمل.
  6. تليين خطوط دفاع العدو ( المقاومة ) .

 

ربعاً: الإجراء المعادي:

بعد مراجعة ما نشر من أفلام مسجلة من كمرات السيطرة الجوية للعدو ، فإننا نلاحظ أن العدو وبمجر أن يقوم بالتحقق من تموضع هدف أو قاعدة نار للمقاومة ، وبغض النظر عن الوسائط القتالية المنشورة في هذه القواعد أو محمولة مع تلك الأهداف البشرية ، فإنه يقوم بالإطباق على الهدف من الجو ، عبر توجيه الصواريخ الموجهة المحمولة على الطائرات المسيرة المرافقة لقوات المناورة ، أو عبر استدعاء نار قوسية من منطقة الحشد وتموضع بطاريات المدفعية ، فتطبق على الهدف بشكل سريع وتدمره بالكامل ، بصرف النظر أكان الهدف قاعدة نار معزولة ، أو متموضعة في بناء أو مسكن .

خامسا ً: إجراء الوقاية:

وعليه وأمام هذا النوع من المناورات فإن الإجراء الأكثر أمناً، والذي يحرم العدو من نجاحه في تحقيق ما أرد من أهداف، القيام بهذه الإجراءات، بعضها أو كلها:

  1. رعاية إجراءات سلامة التمويه والاختفاء ـ الدفاع السلبي ـ أثناء التموضع للأفراد أو الأدوات ووسائط النار المختلفة.
  2. عدم الاستجابة لاستفزازات العدو، وكشف أماكن التموضع وقواعد النار في منطقة المسؤولية.
  3. ضرب مناطق حشد العدو ومنعه من تنظيم قواته للخروج في مناورات داخل منطقة المسؤولية.
  4. ضرب تنظيم العدو القتالي بمجرد دخوله إلى منطقة المسؤولية في حال نجح في عمليات الاستعداد والدخول إلى مناطقنا ، بعد وصوله إلى مسافة المدى القاتل لوسائطنا النارية .
  5. الاشتباك مع العدو من أكثر من قاعدة نار في نفس الوقت، مع تأمين غطاء جوي ـ ما أمكن ـ مناسب لتحييد طيران العدو المسير أثناء عمليات الاشتباك معه .
  6. المحافظة على المرونة والحركية أثناء الانتشار والتموضع في منطقة المسؤولية، تحضراً للاشتباك مع العدو.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

عبد الله أمين

27 10 2023

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي