أخبار

طوفان الأقصى … قلي كيف ينتشر لأتوقع لك كيف سيقاتل

أولاً: مقدمة:

تعد المعلومات عصب ” تقدير الموقف المعلوماتي” والذي يبنى عليه ” التقدير العملياتي ” والذي تبنى عليه ” خطط العمليات ” و ” أفكار المناورات ” و” أوامر القوات ” و ” الدليل التخطيطي ” و ” التدابير القيادية ” التي تعطى للتشكيلات، والذي على ضوئها يتم تحديد ” أمر العمليات ” وما يتضمنه ذلك من ” أوامر للقوات “، وكل ما ذكر من ( طلاسم ) يعرفها أهل الاختصاص ، ويبنوا على كل مفردة منها مقتضاه . وبالرجوع إلى بداية الفقرة أعلاه؛ فإن قاعدة البحث، والأصل الذي تبنى عليه كل هذه المنظومة النظرية التي تتحول إلى إجراءات عملية هي: المعلومات، وفي ظل ثورة المعلومات وعالم السوشل ميديا، وتحول كل حامل جهاز اتصال ذكي إلى مرسل ـ مدني أو حربي ـ، فإن أهم ما يجب أن يعرفه القائد؛ ليس ما يريد من معلومات في خضم هذا السيل المتدفق على طاولته من تقارير وإرساليات، ولكن ما يجب عليه معرفة؛ ما لا يريده من هذا الكم الهائل، و(الطوفان) الهادر. لذلك فإن القائد العسكري عندما يريد أن يخطط أو يقدر موقفه أو موقف عدوه القتالي، يسأل مجموعة من الأسئلة المترابطة والبسيطة (بدون لعي وطولة سيرة) لـ ” ركن معلوماته / ركن الاستخبارات ” وهي:

  1. أين العدو؟ في الجو؟ في البحر؟ في البر؟ أمتموضعٌ هو في سهل؟ أم جبل؟ أم في صحراء قاحلة؟ أو غابات؛ شجرية كانت أم عمرانية؟
  2. ما هو شكل انتشاره؟ ما هو شكل تموضعه؟ كيف يرتب قواته حيث شوهد؟
  3. زمنُ وجوده؟ في أي زمن هذا الانتشار الذي تتحدث عنه؟
  4. ما هو استعداده؟ ما هي القدرات البشرية والمادية التي ينشرها العدو في المنطقة المسؤول عنها؟
  5. ما هي النشاطات التي يقوم بها؟ سابقاً، وحال إعداد المعلومة أو تقديم التقرير.

هذا باختصار وبدون الدخول في تفاصيل فنية ومهنية، قد تثقل على القارئ، قلي أين العدو؟ وكيف ينتشر؟ وأي ساعة شوهد فيها؟ وما هو حجمه ونوع قدراته؟ وماذا كانوا يفعلون سابقاً، والآن؟ لأتوقع لك كيف سيقاتل. وهذا ما ستحاول هذه الورقة الإجابة عليه، توقعاً لنمط عمل من أعمال العدو؛ بعد كثرة الحديث عن تأخير المناورة البرية ، وحساسيتها ، وطول زمنها ، وإمكانية بقاء القوات في غلاف غزة لمدة طويلة .

ثانيا ً: انشار العدو :

وحتى لا نطيل الحديث، ونعيد تكرار ما قلناه سابقاً عن مناورات العدو المتوقعة ، وأهداف كل مناورة من هذه المناورات ، نذهب مباشرة إلى الحديث عن أهم وأخطر انشار للعدو في غلاف غزة ، بعد أن نشر في غلافها ما يوازي 3 فرق قتالية مع ما يدعمها من تشكيلات إسناد نارية وإدارية ، حيث ينشر العدو ما يقارب 30 تشكيل قتالي بين ناري وإداري في مقابل المنطقة الوسطى من قطاع غزة ، مكونة الصنوف التالية :

  1. ما يقارب من لوائي مشاة .
  2. ما يقارب من لواء معزز قوات خاصة ـ قوات تنفيذ مهام خاصة مختلفة التبعية والمهم ـ .
  3. تشكيل مدفعي .
  4. تشكيل هندسي .

ثانياً : توقع أحد طرق العمل المعادية  :

وبعد مراجعة تصريحات قادة العدو ؛ العسكريين منهم قبل السياسيين ، ولِما رأيناه من سلوك ـ الاستطلاع القتالي ـ  العدو الذي بدأ يحاول القيام به في الجنوب والوسط ، ولتحول الأعمال القتالي المعادية إلى نمط يومي روتيني ـ تقريباً ـ  يكرر نفسه ، من قصف واستهداف للمدنيين والعمارات والأبراج ، واستناداً لطبيعة الانتشار المشار له سابقاً ؛ فإننا يمكن أن نتوقع أحد أنماط العمليات  التي يمكن أن يقوم بها العدو في الأيام القادمة بعد أن يطول انتظاره واستقراره في منطقة الحشد في غلاف غزة ، والتي ـ طريقة العمل ـ يمكن أن تكون على النحو الآتي :

  1. التقدم البري تحت نار الاسناد الدقيقة ـ يسمح له نوع القوات المنتشرة بتنفيذ هذا النوع من الإسناد ـ لتشكيلات قتالية خفيفة .
  2. محاولة عمل رأس جسر في منطقة العمليات قادر على حمايته وإمداده ، وتحويله إلى مقر عمليات متقدم .
  3. تثبيت هذه القوات في رأس الجسر المذكور ، وفتح خط إمداد آمن لها مع مؤخرتها ، مع محاول توسيع وضعيته فيه إذا استدعى الموقف القتالي ذلك .
  4. عمليات استطلاع تحت نار الإسناد الدقيقة ، بهدف : جمع معلومات ، التأكد من معلومات ، كشف انشار قوات .
  5. عمليات إغارة تحت نار الاسناد الدقيق بهدف : تدمير قدرات ، أخذ أسرى ، تحرير أسرى.
  6. عمل كمائن متقدمة بهدف : منع خروج عمليات الإغارة والاستطلاع من قبل قوى المقاومة ، وتكبيده ـ العدو ـ خسائر أو جمع معلومات .

وفي هذا السياق ؛ فإن انتشار العدو في شمال قطاع غزة وشمال شرقها ، وجنوبها ، وما حشد فيها من صنوف القوات ؛ تمكنه من ممارسة ضغط عسكري “ثانوي ” أو “خداعي” يساعد في تنفيذ طريقة العمل المشار لها علاه .

وعليه وللحؤول دون العدو ونجاحه في مثل طرق العمل هذه فننا نقترح تكتيكات المواجهة الآتية :

  1. ضرب مناطق حشد العدو ؛ خاصة في المنطقة الوسطى ، ودفعه إلى سحبها إلى الخلف.
  2. إجراء عمليات استطلاع قتالي لمعرف رد فعل العدو ، خاصة إجراء وزمن رفع نار الإسناد ـ القريب أو البعيد ـ عن منطقة الاشتباك أو الاحتكاك بين القوات .
  3. دفع المقاومة لكمائن متقدمة أمام الحافة الأمامية للمناطق السكنية .

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

عبد الله أمين

23 10 2023

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي