أخبارشؤون فلسطينية

برعاية حماس..

“طولكرم” تشكل صداعًا مؤلمًا للمنظومة الأمنية في الكيان

ترجمة الهدهد

بينما كانوا في الكيان يوجهون أنظارهم نحو مخيم جنين للاجئين، على بعد نحو ساعة بالسيارة، في طولكرم، فإن أرضًا خصبًة للمقاومة تتنامى وتثير قلق المنظومة الأمنية في الكيان بالقدر نفسه، لقد أصيب خمسة من جنود جيش العدو الذين تحركوا صباح الخميس لاعتقال مطلوبين، وتم إنقاذهم تحت إطلاق النار، وهذا هو ما يحدث في مكان أصبح بمثابة صداع حقيقي.

بعد ساعات قليلة من العملية التي وقعت في مستوطنة أفني حيفتس، أعلن الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليته رسمياً عن العملية، وأكد أنها رد “على العدوان المستمر”.

ونشرت كتائب عز الدين القسام صور الشهيدين وهما مسلحان وعلى جباههما عصبة حماس وهما حذيفة فارس (28 عامًا) وعبد الرحمن عطا (23 عامًا).

الفراغ نشأ وتأسست المقاومة في طولكرم..

 يعيش في منطقة طولكرم شمال غرب الضفة الغربية، أكثر من 310 آلاف نسمة، يعيش معظمهم (94 ألف فلسطيني) في المدينة والبقية في مخيمات اللاجئين، ويبلغ عدد سكان مخيم طولكرم 15 ألف نسمة، ومخيم نور شمس للاجئين أكثر من 14 ألف فلسطيني.

كلما فقدت السلطة الفلسطينية المزيد من قوتها، كلما زاد الفراغ الذي نشأ في جنين ونابلس، واستطاع أن يمتد إلى أريحا، وامتد غربًا أيضًا، إلى مدينة طولكرم، حيث تنمو “أعشاش الدبابير” حيث تؤسس وجودها في المنطقة، وتبلغ نسبة البطالة في المنطقة 20%، أما في مخيمي طولكرم ونور شمس فإن الرقم أعلى وبحسب التقديرات في كل منهما، هناك حوالي 30% بطالة.

 “ظاهرة مقلقة، نحن نخوض 50 حرب استنزاف”..

 وفي مقابلة نشرت الأسبوع الماضي في مجلة القناة 12، قال رئيس مديرية التنسيق والارتباط في مستوطنة “أفرايم”، المقدم “أفيتار أشكنازي”، إن “ما حدث في العام الماضي في المنطقة هو نتاج لما نراه في أماكن أخرى أيضًا، الأموال والأسلحة والمساعدات التي تأتي من الخارج، تؤثر أيضًا على مخيم نور شمس.

وحول محاولة مسلحي طولكرم الاستلهام مما يحدث في جنين ونقل هذا النموذج لديهم، قال المقدم “أشكنازي”: “هذه ظاهرة مزعجة، لكن يجب أن تؤخذ في نصابها الصحيح، نحن نخوض حرب مع المقاومة الفلسطينية لا هوادة فيها، ولكن هناك أيضًا نوع من النظام هنا وهو الوعي أحيانًا ويجب ألا نسقط هناك، نحن لسنا في أبعاد ما يحدث في جنين، نحن نبذل قصارى جهدنا حتى لا نصل إلى هناك”.

أيضا العملية التي جرت في نهاية شهر أيلول/سبتمبر في منطقة طولكرم، والتي استشهد فيها مقاومان، أظهرت أيضًا مدى خطورة الوضع في هذه المنطقة، خلال العملية، ألقى المقاومون الفلسطينيون متفجرات وأطلقوا النار على قوات جيش العدو، التي دمرت غرفة عمليات مزودة بكاميرات وشاشات، وكشفت عن عشرات العبوات الناسفة.

هل هناك تغيير في الاتجاه من جانب السلطة الفلسطينية؟

على الرغم من الانفجار في طولكرم، يشهد المسؤولون الفلسطينيون الذين تحدثوا مع القناة 12، أنه خلال الشهرين الأخيرين حدث تغيير في نمط النشاط وطبيعته وكثافته، في القضايا الجنائية والأمنية على حد سواء.

وفي الشهر الماضي، نفذت قوات الأمن الفلسطينية نشاطًا كبيرًا، أزالت من خلاله عبوات ناسفة زرعها مقاومون عند مدخل مخيم طولكرم للاجئين، بالإضافة إلى الحواجز التي تم وضعها في محاولة لمنع دخول قوات جيش العدو، وقال أحد المصادر: “إننا نرى نتائج النشاط وهو تغير الوضع وزيادة الدافعية.

في الآونة الأخيرة، تلاحظ المنظومة الأمنية في الكيان ​​تغيرًا في أنماط المقاومة نحو الأسوأ في جميع أنحاء الضفة الغربية، وهذا يتطلب منها أن تكون أكثر استعدادًا سواء في الجهد العملياتي أو من خلال استخدام الأدوات المدنية المتاحة لها، ومع ذلك، فإن المقاومة ليس ملكاً لمنطقة طولكرم وحدها، حيث تجري المزيد والمزيد من الأحداث التي تثير المخاوف وتتطلب المراقبة عن قرب.

المصدر: أخبار ١٢

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي