
ترجمة الهدهد
تسارع المنظومة الأمنية للعدو في فحص ومعانيه ظروف التطبيع مع المملكة العربية السعودية، ورغم الفرصة الهائلة التي يتضمنها الاتفاق، يبدو من التفاصيل المعروفة الآن أن أحد بنوده هو توريد أسلحة متطورة للسعوديين، وهذا من شأنه أن يقوض التغول النوعي الذي يتمتع به الكيان، والأسوأ من ذلك أنه قد يضر بـ “عقيدة بيغن”، أي السماح لدولة في المنطقة بوضع يديها على أسلحة نووية.
من ناحية، فإن فوائد الصفقة هائلة، كما أن السياق الإيراني للصفقة مثير، لدى “إسرائيل” مصلحة واضحة في خلق جبهة مع دول المنطقة (المملكة العربية السعودية بشكل رئيسي) ضد البرنامج النووي الإيراني، علاوة على ذلك، يتضمن الاتفاق تحالفاً دفاعياً أمريكياً مع المملكة العربية السعودية، ومن المتوقع أن تزيد الولايات المتحدة في إطاره (من جديد) تدخلها في المنطقة.
ومن ناحية أخرى، يطالب السعوديون بالسماح بتنفيذ برنامج نووي للأغراض المدنية، لكنهم يعلنون أنه إذا امتلكت إيران سلاحاً نووياً عسكرياً، فإنها سوف تمتلكه أيضاً.
لن توافق “إسرائيل” على السماح للسعودية بوضع يديها على برنامج نووي، لأن هذه الخطوة ستؤدي إلى بدء سباق تسلح نووي في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
قال مسؤولون كبار في المنظومة الأمنية للعدو في الأيام الأخيرة إنه بالرغم من القلق الشديد، وبالنظر إلى الفوائد والفرص الهائلة التي يتضمنها التطبيع مع المملكة العربية السعودية، فإن هناك حاجة على الأقل إلى فحص شامل وأساسي، الهدف هو محاولة تحديد وإحاطة المخاطر وإيجاد صيغة لا تسمح للسعودية بالتحرك نحو النووي من جهة، وتعطيها الشعور بأنها في طريقها إلى ذلك، ولكن في الحقيقة لا.
خلافاً لـ “اتفاقات أبراهام “التي صاغها “نتنياهو” من دون إشراك المنظومة الأمنية، فإن المنظومة الأمنية تأمل هذه المرة أن يكون للموقف الأمني وزن ثقيل.
لكن هناك مصادر في المنظومة تخشى ألا تحظى التوصية بالوزن الذي تستحقه، كون “نتنياهو” يعلق آمالاً كبيرة على الاتفاق مع السعودية، إلى حد إخراجه من المستنقع العميق الذي غرق فيه منذ أن بدأت حكومته تحاول تمرير التعديلات القضائية، ويكمن الخوف في أن القرارات التي سيتم اتخاذها لن تكون موضوعية بحتة.
وبعد أشهر منع فيها “نتنياهو” وزير جيشه “يوآف غالانت” من اللقاء بكبار المسؤولين الحكوميين الأميركيين في واشنطن، سيغادر “غالانت” بعد نحو أسبوعين إلى واشنطن للقاء وزير الدفاع الأميركي “لويد أوستن”، ومن المتوقع أن يكون الاتفاق مع المملكة العربية السعودية أحد المواضيع الرئيسية في المحادثات، إلى جانب البرنامج النووي الإيراني.
تدرك واشنطن المخاوف بشأن الاتفاق لدى الرأي العام الأمريكي وتأمل في تهدئة الأجواء من خلال موافقة خارجية من “حكومة نتنياهو”
وتعول “إدارة بايدن” على “نتنياهو” لتوفير الختم الشرعي في الكونجرس وإضفاء الشرعية على الصفقة أيضاً في نظر الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، ومن المرجح أن تمارس “إدارة بايدن” ضغوطاً شديدة على “إسرائيل” لإضفاء الشرعية على الصفقة.
ولا يسعنا إلا أن نأمل أن يعطي “نتنياهو” لموقف المنظومة الأمنية الوزن المناسب، وأن يتخذ قراراته على أساس الاعتبارات الموضوعية فقط، وللتطبيع مع المملكة العربية السعودية أيضاً أهمية أمنية، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على مستقبلها وحتى على وجود “إسرائيل” في الشرق الأوسط.
المصدر: “إسرائيل اليوم”
Facebook Comments