أخبارأصداء الشارع "الإسرائيلي"ترجماتمقالات

رأي | الخيار الأخير والوحيد.. “إسرائيل” على وشك الحسم

#ترجمة_الهدهد

في “عيد العرش” هذا، يشتد السعي من أجل طريق الكيان وصورته ومستقبله، المشاعر ملتهبة، نحن نقترب من قرارات حاسمة، “المحكمة العليا” تصير القرارات حول “سبب المعقولية” وتناقش قانون العجز، “نتنياهو” ووزراؤه يوضحون أنهم قد لا ينصاعون لقرارات “المحكمة العليا”؛ وفي ظل زيارة شبه مذلة للولايات المتحدة، وتطور توقعات لانفراجة مع السعودية؛ ومواجهات بين منظمة “الرأس اليهودي” ومتظاهرين بسبب صلاة منفصلة في الأماكن العامة، مجرم كبير في أوروبا يتحدث بصوته، من زنزانته، عن فساد “بنيامين نتنياهو”، في إنجلترا وألمانيا والدول الاسكندنافية، كان من الممكن أن يؤدي ذلك على الفور إلى استقالته، أما لدينا فهذا يذوب في تيار الأحداث؛ جرائم القتل في الداخل ترتفع إلى ذروات جديدة، حكومة مقيدة وفاشلة تدفع بالكيان نحو الهاوية، وعلى طول الطريق، تدمر الاقتصاد والأمن والعلاقات مع الولايات المتحدة، والتماسك الداخلي الذي “أنقذنا” قبل 50 عامًا وتدمر كل شيء يمنعها من فعل ما تريد.

سأحاول إلقاء الضوء على ثلاث نقاط مهمة مطروحة على الجدول:

رفض الانصياع للمحكمة العليا..

يجب ألا نقع في الأوهام، فالانقلاب يتقدم، إن رفض الانصياع للمحكمة العليا هو بمثابة طلقة في رأس الديمقراطية، وإذا قبلنا ذلك، فإن الكيان سيصبح “دولة من دول العالم الثالث”، حيث ستكون القاعدة ليست سيادة القانون بل القوي هو من سيكسب، وهذا هو هدف “نتنياهو” ويجب أن نمنع تحقيقه، إن النية المعلنة بعدم الانصياع للمحكمة العليا تجعل قرار المحكمة العليا بشأن “سبب المعقولية” والعجز ولجنة اختيار القضاة مصيرية، إما انتصار الحرية والتحرر أو هزيمتهما.

 يعتقد “نتنياهو” وعصابته أنهم إذا توقفوا عن الانصياع للمحكمة العليا ولم يكن هناك رد فعل فوري، فإن الجميع سوف يعتادون على هذا التشويه، وان المواطنون ووسائل الإعلام، الذين يخطئون اليوم بالفعل في واجبهم بعدم المشاركة في النضال، سوف يعتادون، ويعتاد حراس العتبة ومن بعدهم سوف “تعتاد المحكمة العليا” حتماً، وهي كما يقول المثل، “لا تملك سيفا ولا مالا “، ليس لديها سوى نحن، المحتجين، الذين نناضل من أجل استقلالها، ولذلك سيقال صراحة: إن رئيس الوزراء والحكومة التي لا تنصاع الى المحكمة العليا هما “حكومة متمردة” هي وزعيمها غير شرعيين ويضعان نفسيهما فوق القانون، وبالتالي، ستحلق فوق أفعالهم راية سوداء من عدم الشرعية الواضحة.

نحن “ديمقراطية دفاعية” ويجب علينا الآن أن نتصرف بقوة، بحكم حقنا في “الدفاع عن النفس”، أنا مقتنع بأن الواجب الأسمى لكل قاض في المحكمة العليا، ولكل مسؤول كبير في مكتب المدعي العام، ولكل “حارس عتبة ” في قيادة الجيش، و الشاباك، والشرطة والموساد، ورئيس الدولة و رؤساء المعارضة؛ ومن واجب كل مواطن أيضاً أن يتحرك بشجاعة وبأي طريقة قانونية لإحباط هذا الانقلاب، بالنسبة لنا، وللجمهور بأكمله، فإن العصيان المدني السلمي هو الطريق الصحيح وهذا هو الوقت المناسب له، لن يتمكن أي شخص شريف من الادعاء في المستقبل بأن انطلاق الدكتاتورية لم يكن واضحا عشية “عيد العرش”، إذا لم نعود إلى رشدنا ونتصرف على الفور، فلن يتمكن أي شخص من إعفاء نفسه من المسؤولية عن النتيجة في المستقبل.

“يوم الغفران في تل أبيب”..

إن “الصلاة” بشكل منفصل بين الرجال والنساء في الأماكن العامة في “تل أبيب” والمدن “العلمانية” (على عكس الصلاة في المعابد اليهودية)، كانت بمثابة استفزاز متعمد لانتهاك قرار “المحكمة العليا”، بادرت إليه منظمة “الرأس اليهودي” التي تسعى إلى الفوضى في طريقها لتطبيق دولة الشريعة “الهلاخا”، الشرطة في سابقة خطيرة لم تطبق قرار المحكمة العليا ونقلت المسؤولية إلى البلدية. وفي غياب التحرك من قبل أولئك المخولين بالتحرك بموجب القانون، فإن عمل مواطني المدينة لإزالة حواجز الفصل هو عمل من أعمال الدفاع عن النفس، من أجل سيادة القانون في الفضاء العام الذي يعيشون فيه.

وحتى دموع التماسيح بشأن “اليساريين الذين يهاجمون اليهود في العيد المقدس”، بحسب رواية “نتنياهو”، هي تحريض مع سبق الإصرار، لا أحد يحب القتال، خاصة في يوم الغفران، لكن المسؤولين عما يحدث هم منظمة “الرأس اليهودي ” وقادتها وليس المتظاهرين، والذين أزالوا الحواجز ليسوا أقل يهودية من المبادرين بالاستفزاز، وبالتأكيد أكثر وطنية منهم، حتى الرسالة التي وقعها بعض قادة الاحتجاج، والتي فُهمت على أنها تستنكر تصرفات المتظاهرين، كانت، في رأيي المتواضع غير ضرورية، لكن علينا نحن أهل الاحتجاج أن نعود ونتذكر أن رأيي ليس أهم من رأي الموقعين على الرسالة، ورأيهم أيضاً ليس أهم من رأي من عمل، وعن حق في نظري، لإحباط الاستفزاز.

المملكة العربية السعودية

التطبيع مع المملكة العربية السعودية مهم للكيان، باعتباره فرصة للاعتراف بها من الدول الإسلامية الأخرى وفرصة اقتصادية مثيرة للاهتمام، ليست قريبة، والطريق إليها متعرج ومعقد وليس هناك يقين بأنه سيتم الوصول إليها، ومن المشكوك فيه للغاية ما إذا كان من الممكن في عام انتخابي الوصول إلى الأغلبية اللازمة في مجلس الشيوخ للموافقة على “التحالف الدفاعي”، كما يطالب السعوديون.

هناك أيضًا شك كبير فيما إذا كانت حكومة “نتنياهو” الحالية ستكون قادرة على تلبية الحد الأدنى الذي سيطلبه السعوديون والأمريكيون بشأن القضية الفلسطينية، هناك سخرية تاريخية في حقيقة أن الوقت قد حان للتطبيع مع السعودية في الوقت الذي تتولى فيه حكومة غير طبيعية السلطة في الكيان.

وبخصوص إمكانية دخول “غانتس” للحكومة بدلا من “بن جفير” و”سموتريتش”: “آمل أن يفهم “غانتس”، الذي سبق أن لدغه “نتنياهو” أكثر من مرة، أنه حتى لو تم تشكيل حكومة مستقبلية كوحدة وطنية مع الليكود وغيرهم، يجب أن يتم تشكيلها بدون أولئك الذين أوصلوا “إسرائيل” عن علم إلى حافة الهاوية”.

علاوة على كل هذا، يفهم الرئيس “جو بايدن” أفضل من غيره أنه قد يجد نفسه يقدم لـ”نتنياهو” هدية قيمة في يناير/كانون الثاني 2024، ليجده بعد بضعة أشهر، في ذروة الحملة الانتخابية، يدعم خصمه في الانتخابات بحماس وبصوت عال.

“نتنياهو”، ربما في محاولة لثني “المحكمة العليا”، يحاول خلق شعور بوجود تفويت فرصة تاريخية على الباب، ليس هذا هو الحال، التطبيع مهم، لكنه تطبيع مع دولة لم نتقاتل معها قط، و حتى اليوم أيضا هي لا تشكل خطرا على الكيان، وإذا كان من المفترض أن يكون ثمن التطبيع مع السعودية هو قبول تحول الكيان إلى ديكتاتوري بحكم الأمر الواقع.

 فإنني أنادي بصوت عالٍ: “الأمر لا يستحق الثمن، لقد انتظرنا أخبار التطبيع الجيدة 75 عاما وسننتظرها عامين أو أربعة أعوام أخرى، “إسرائيل” لن تصبح دكتاتورية مهما كان الثمن، ولا حتى على حساب تأجيل التطبيع مع السعودية”.

آنذاك واليوم…

 في بداية العام الجديد، بعد مرور خمسين عاماً على تلك الحرب، نقف مرة أخرى على مفترق طرق مصيري، التحدي هذه المرة من الداخل، لكنه وجودي، لا يقل عن التحدي الخارجي في ذلك الوقت. كحينها اليوم أيضا القيادة عمياء عن الواقع، حينها كان ذلك بسبب التحيز في الحكم والأخطاء البشرية القاتلة، ومع ذلك من خلال الشعور بثقل بالمسؤولية وليس أبدا باسم اعتبار خارجي ليس في مصلحة الكيان، من المستحيل أن نقول هذا اليوم عن قادة الانقلاب ورئيس الوزراء على رأسهم، إنهم يقودون حملة التدمير من الداخل، وهي حملة لديهم القدرة على إيقافها وإلغائها على الفور، وهم لا يفعلون ذلك لاعتبارات دخيلة لا علاقة لها بخير البلد ومستقبله.

كحينها، أيضا اليوم، من سينقذ الوضع سيكون مواطنين شجعان ومصممين، حينها بالزي العسكري والضغط على الزناد، واليوم بقميص وعلم في أيديهم، يدركون أن العبء يقع عليهم، إنهم غير مستعدين لقبول أي خيار آخر غير النصر، حتى لو كان الثمن باهظا، نعم ستكون هناك إرادة.

القناة 12 / ايهود باراك

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي