أخبارالشرق الأوسط

تهديدات يمكن أن تقود كيان العدو إلى الحرب

#ترجمة_الهدهد

يعيش كيان العدو في خضم موجة عمليات متصاعدة منذ زمن، لكنها لا تزال دون حافة الحرب، الاغتيالات والنشاطات العملياتية لا تواكب وتيرة الإنذارات (200 في اليوم، شيء جنوني) والعمليات في الجبهات المختلفة، في خضم معركة متعددة الجبهات، والتعامل مع معركة معقدة ومتفجرة من شأنها أن تؤدي إلى اشتعال فوري في إحدى الجبهات أو جميعها، فكل حدث صغير يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة ويؤدي إلى معركة شاملة.

هذه الأحداث ليست عرضية وتبدو منسقة ومتزامنة، ضمن أمور أخرى، أمام إيران يتصرف جيش العدو على نحو صائب كي لا ينجر إلى معركة شاملة، لكن الأحداث تتأثر بسياقات عالمية، إقليمية وداخلية ويمكن عرضها كأربعة عوامل تقرب من إمكانية الحرب.

 العامل الدولي، ويتعلق بأعمال وأحداث تقوم بها القوى العظمى وغيرها من الدول التي تؤثر على اللاعبين المركزيين في منطقتنا. فمن جهة، تقارب “محور الشر” (روسيا، إيران، الصين وكوريا الشمالية) يتيح لإيران التقدم في مسألة النووي وإثارة الإرهاب وعدم الاستقرار، ومن جهة أخرى مسيرة السلام مع السعودية (والتي ليس واضحا إذا ما ستصل الى نهايتها) هي حدث دراماتيكي ذو آثار عالمية وإقليمية، لكنها تشجع أيضا نشاطا معادٍ من قبل جهات عديدة لتشويشها وإلحاق الضرر بالكيان.

العامل الأمني، ويشير إلى التهديدات والأنشطة التي تقوم بها المنظمات المسلحة، إن تزايد التهديدات والأنشطة العدائية ينبع من الاتجاه الأول وما يحدث في بلادنا (العامل رقم 3)، ووفقا لها، فقد ضعف الكيان في العام الماضي، وفتح نافذة من الفرص لتحقيق الأحلام القديمة الجديدة.

في الساحة الشمالية، نصر الله يغير اتجاهه بعد حادثة الطائرة بدون طيار على منصة “كاريش” (22 تموز)، وينتقل من الحذر إلى التحدي، وينطلق في سلسلة من الأحداث الصعبة؛ منطقة الضفة الغربية مشتعلة منذ فترة طويلة، السلطة تجد صعوبة/غير قادرة /غير راغبة في مواجهة الواقع ويستعدون لليوم التالي لأبو مازن، ويبدو أن العمليات الموضعية استنفدت نفسها، وغزة في الأيام الأخيرة غيرت اتجاهها من خلال التظاهرات العنيفة على الحدود.

العامل الداخلي “الإسرائيلي” – اليهودي يتناول عموم النشاطات حول الإصلاح القضائي/الانقلاب النظامي والاحتجاجات التي لا تنتهي، والأخطر إدخال الجيش إلى الجدال السياسي مما أدى إلى ضرر شديد بأمن الكيان وبالجيش نفسه.

عامل فلسطينيي الداخل، ويتناول الجريمة ومشاكل “الحوكمة” في النقب وفي الجليل، كميات الأسلحة في المنطقة جنونية، وواضح للجميع أن هذه الأعمال ستوجه في وقت ما بكل قوتها نحو الكيان.

في هذه الأيام يُحيي “الإسرائيليون” ذكرى 50 سنة على حرب 1973، (يوم الغفران)، ولا يمكن إلا تناول ثلاثة دروس ذات صلة شديدة حينها واليوم أيضا، أولا، مسألة المبادرة والضربة الاستباقية – مسألة تستوجب تفكيرا عميقا؛ ثانيا، الجميع متفق على أن الروح هي التي انتصرت في الحرب، وبالضبط في ضوء الواقع، من المناسب أن نتعامل معها أكثر.

وأخيرا، كان أحد استنتاجات لجنة “أغرانت” هي زيادة وحدات الجيش البري، ومن دون الخوض في التفاصيل والأرقام، كان الجيش يعمل في السنوات الأخيرة في عملية عكسية، هل حجم القوات البرية مناسبة لحرب كبيرة متعددة الجبهات؟ وكما نعلم، لا يوجد مكان للضعفاء في الشرق الأوسط، اللغة هنا هي القوة والاختبار في النهاية هو بالأفعال وليس بالأقوال.

معاريف/ العميد احتياط “موشيه ميدام”

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي