أخبارترجمات

رأي: هل نحن في الطريق إلى مواجهة حادة مع حماس؟

ترجمة الهدهد

لقد أصبح هذا بالفعل روتيناً يومياً، فمنذ ما يقرب من أسبوعين تجري تظاهرات عنيفة على السياج، ويتم إلقاء العبوات الناسفة، وهناك محاولات مستمرة لتخريب السياج الحدودي والعائق الأمامي الذي أكملت “إسرائيل” بنائه في السنوات الأخيرة، وفي الأيام الأخيرة، عاد إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة والحرائق في حقول الكيبوتسات الواقعة على الحدود، بعد نحو 3 سنوات.

تشير المنظومة الأمنية إلى أن حماس هي المسؤولة عن التصعيد الأخير في الجنوب، وهي من يوجهه، لأنه لو أرادت لكان بإمكانها وقف مئات المتظاهرين الذين يقتربون يومياً من السياج ويتظاهرون هناك، وبناء على ذلك تعتقد المنظومة الأمنية أن حماس تقف وراء النشطاء الذين يطلقون البالونات الحارقة.

يعتقد المسؤولون الأمنيون الذين تحدثنا معهم في اليوم الماضي أن حقيقة عدم إطلاق أي صواريخ من القطاع، ولا حتى من قبل المنظمات الأخرى غير حماس بالرغم من استمرار التصعيد، تشير إلى تمتع حماس بمستوى عالٍ من السيطرة على المنطقة، حيث تحاول في هذا الوقت إبقاء التصعيد ضد “إسرائيل” في إطار التظاهرات العنيفة على السياج وإطلاق البالونات، وليس من خلال إطلاق الصواريخ على أساس الفهم بأن هذه خطوة يمكن أن تقود غزة إلى مواجهة أكثر خطورة مع “إسرائيل” وإلى هجمات “إسرائيلية” أكثر شدة ضد أهداف البنية التحتية في قطاع غزة.

في الوقت نفسه يضيف مصدر أمني أن حماس تختبر مدى صبر أو تحمل “إسرائيل” وتلعب بالنار، لأن الوضع في ظل الوضع المتوتر قد يخرج عن السيطرة في حادثة واحدة على السياج قد تؤدي لحدوث تصعيد أمني ​​بسرعة كبيرة.

أمس أيضاً، حدثت اضطرابات عنيفة في عدة مواقع على طول السياج، شملت حرق الإطارات وإلقاء عبوات ناسفة على السياج، وفي إحدى الحالات عبرت زجاجة حارقة ألقيت من غزة السياج وتسببت في نشوب حريق في نقطة عسكرية، بالإضافة إلى ذلك، ادعى الجانب الغزاوي أنه تم إطلاق نار على سيارة جيب تابعة لـ “الجيش الإسرائيلي” في بؤرة احتجاجات أمام حقول كيبوتس “ناحال عوز”.

تسببت البالونات الحارقة التي تم إطلاقها أمس، في حريق واحد على الأقل في منطقة المجلس الإقليمي “شعار هنيغف”، وفي محاولة لتحقيق الاستقرار وتهدئة الوضع قبل حدوث المزيد من التصعيد ويصبح من الصعب للغاية استعادة الاستقرار الأمني ​​النسبي الذي ساد المنطقة في الأشهر الأخيرة منذ العملية الأخيرة التي قام بها “الجيش الإسرائيلي” ضد الجهاد الإسلامي، أمس دخل مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط “تور فانسلاند” إلى قطاع غزة.

من وجهة نظر “إسرائيل”، طالما استمرت الأحداث العنيفة على السياج، فلن يتم إعادة إدخال آلاف العمال من غزة للعمل في الداخل، الذي توقف منذ عيد رأس السنة العبرية في ضوء التصعيد الأمني ​​المستمر ويكلف قطاع غزة ثمن اقتصادي باهظ، حيث يعد دخول أكثر من 18.000 عامل يومياً أحد أهم الركائز لمنع انهيار اقتصاد غزة الفاشل، في الأيام الأخيرة، حرص “الجيش الإسرائيلي” على شن هجمات كل يوم تقريباً رداً على التصعيد المستمر، حتى لو كانت هذه الهجمات هجمات رمزية إلى حد كبير في محاولة للإشارة إلى حماس، التي لا يبدو أنها مقتنعة حقاً في الوقت الحالي بالتحرك ووقف التصعيد الأخير.

التوترات الأمنية في غزة هي في الواقع العامل الذي تغيّر في صورة الوضع الأمني ​​خلال الأسبوعين الماضيين على خلفية التصعيد الأمني ​​المستمر على الساحة الفلسطينية، حيث وقعت أمس أيضاً عدد من الأحداث التي ورد فيها أنباء عن إطلاق مسلحين النار من مسافة بعيدة على مواقع “الجيش الإسرائيلي” دون أن ينجحوا فيها.

لا تزال “إسرائيل” تعتقد أن حماس غير مهتمة بالتصعيد والقتال ضد “الجيش الإسرائيلي” هذه الأيام، وبالتالي هي تحاول مرة أخرى حصر القتال في التظاهرات العنيفة وإطلاق البالونات الحارقة، لكن في الوقت نفسه، تقدر المنظومة الأمنية أنه كلما استمر هذا الوضع، زاد احتمال إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، وتتزايد فرص التصعيد مع وقوع أحداث غير عادية على السياج كل يوم.

المصدر: معاريف/ “تل ليف رام”

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي