رأي: الترحيل بدأ وتم توثيقه لكنكم تتجاهلونه

ترجمة الهدهد
قبل بضعة أيام، هاجم المستوطنون عائلة فلسطينية، ما أدى إلى إصابة طفل يبلغ من العمر 7 سنوات ورشوا والده بالغاز المسيل للدموع، وتم نقلهما بسيارة الإسعاف لتلقي العلاج الطبي في المستشفى، هل سمعتم عن ذلك في وسائل الإعلام؟
يومياً تتفاقم وتزداد اعتداءات المستوطنين التي تهدف إلى طرد الفلسطينيين، هذا يحدث كل يوم، صحيح أن جميع الحوادث لا تنتهي بإيذاء جسدي، لكن الأثر التراكمي لهذه الاعتداءات عندما يقف “الجيش” متفرجاً والشرطة لا تساعد، هو في الواقع ترحيل قسري، يأخذ كبار السن من الرجال والنساء والأطفال والرجال ممتلكاتهم وأغراضهم ويغادرون المنطقة التي عاشوا فيها منذ عقود، وفي “إسرائيل” لا نسمع شيئاً عن ذلك.
نشرت وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مؤخراً تقريراً يفيد أنه خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023، تم تهجير 1105 فلسطينياً من منازلهم، غادرت أربع قرى أراضيها بالكامل، وفي ست بلدات وقرى أخرى غادر العديد من السكان منازلهم.
خلال هذه الفترة، وقع يومياً ما معدله ثلاث حوادث اعتداء من جانب المستوطنين ضد الفلسطينيين، وهو رقم قياسي منذ أن بدأ تسجيل هذه الاعتداءات قبل 17 عاماً، وهذا له اسم: ترحيل، وهذه جريمة حرب وفقاً للقانون الدولي.
كيف يمكن أن يحدث هذا على بعد مسافة قصيرة بالسيارة من بيوت معظمنا، مواطني البلد الذي يتم تنفيذ ذلك باسمه، ولا نعرف عنه شيئاً؟
أولاً وقبل كل شيء لأن وسائل الإعلام صامته، إذا لم يكن هذا حدثاً غير عادي، فلن نسمع عنه، لن يجروا مقابلات مع أفراد المجتمعات الفلسطينية التي هُجرت قسراً، ولن يعكسوا الشعور بالرعب، ولن يطالبوا الجيش والشرطة بإجابات، ومن المؤكد أنهم لن يرسلوا فريقاً لتوثيق هذا الواقع.
الإعلام يخون وظيفته، لكن من يريد معرفة ما يحدث على الأرض يمكنه متابعة الناشطين ومنظمات حقوق الإنسان الذين يحافظون على مناوبات الحضور للحماية ومرافقة الرعاة والتوثيق، على سبيل المثال منظمة (يتحدون الاحتلال)، ونشطاء غور الأردن، ثمرة القدس، والناشطون الذين يأتون إلى مسافر يطا، وتعايش، وعقيدة العدل، وييش دين، بتسيلم وغيرهم، فيما يلي بعض تسجيلاتهم وتقاريرهم الأخيرة، وليس من السهل أن تقرأ وتسمع وترى، لكن لا يجب أن تغمض عينيك:
- 10 آب، بالقرب من بني نعيم: مستوطنون مسلحون يمنعون الفلسطينيين (بيتسيلم).
- 16 آب جنوب بورين: مستوطنون أضرموا النار في الأشجار والأراضي منظمة ييش دين (هناك عدالة).
- 22 آب: المستوطنون يقتحمون ويهاجمون والجيش يقف متفرج (ننظر إلى الاحتلال في عينه).
- 27 أغسطس، ماداما: مستوطنون برفقة سيارة أمنية وجنود يخربون أشجار الزيتون ويرشقون الحجارة (يش دين).
- 29 أغسطس منطقة الخان الأحمر: رجل أمن مسلح من مستوطنة كفار أدوميم يقيد منطقة رعي الأغنام ويعتقل طفلا فلسطينيا يبلغ من العمر 6 سنوات (من تويتر إسرائيل فراي).
- 29 آب وادي السق: مستوطنون يقتحمون القرية ويخرجون الأطفال من المدارس ويحاولون سرقة الماعز (نتحدى الاحتلال).
- 30 آب أم رشاش: مستوطن يتحرش باهل القرية ويهدر المياه (يتحدون الاحتلال).
- 2 أيلول/ سبتمبر، قرية رازم جنوب جبل الخليل: مستوطنون يسلطون الليزر على اعين الفتيات الصغيرات (أوري جفعاتي).
- 4 أيلول/ سبتمبر، منطقة مستوطنة بيت إيل: أصيب طفل فلسطيني يبلغ من العمر 10 أعوام في وجهه بحجر ألقاه مستوطنون على سيارة العائلة (يتحدون الاحتلال).
- 5 أيلول عين سكوت شمال الأغوار: مستوطنون يهددون السكان المحليين بالهراوات (يتحدون الاحتلال).
- 7 أيلول، البؤرة الاستيطانية الجديدة قرب مستوطنة بكعوت: مستوطن يعتدي على مرافق يحرس راعي أغنام (نشطاء غور الأردن).
- 8 أيلول، مستوطنة تل الرميدة: مستوطنون يحرقون الأشجار (يتحدون الاحتلال).
- 9 أيلول/ سبتمبر شمال الأغوار قرب مستوطنة شدموت محولاه: مستوطنون يسرقون قطيعاً غنم لفلسطيني ويعتدون على الراعي ويجرحونه (منظمتي نشطاء غور الأردن ويتحدون الاحتلال).
- 14 أيلول عين رشاش: مستوطنون يضايقون راعياً فلسطينياً في المرعى ويشتتون القطيع (يتحدون الاحتلال).
- 16 أيلول/ سبتمبر عين رشاش: مستوطنون يصلون بمركبة رباعية الدفع للقيام بجولة اعتداءات (يتحدون الاحتلال).
- 17 أيلول/ سبتمبر، تل الرميدة، الخليل: مستوطنون يهاجمون فلسطينيين تحت حراسة الجيش (يتحدون الاحتلال).
- 20 سبتمبر، وادي السق: نشطاء يمينيون يعيقون جولة للدبلوماسيين، أحدهم يلوح بمسدس (بيتسلم).
- 20 أيلول/ سبتمبر مفرق حمدات: مستوطنون عند مدخل خيمة راعي أغنام فلسطيني (نشطاء غور الأردن).
- 22 أيلول/ سبتمبر، سوسيا في مسافر يطا: مستوطنون يعتدون على عائلة أثناء رعي الأغنام، مما يؤدي إلى إصابة طفل يبلغ من العمر 7 سنوات، ورش الغاز المسيل للدموع على والده (خارج القطيع – نشطاء متضامنون في مسافر يطا).
يتم تنفيذ هذا العنف باسمنا، مع غض الطرف، بدعم وأحياناً بدعم فعلي من “الجيش”، وبصمت إعلامي، سيأتي يوم وسينظر الإعلاميون إلى هذه الفترة بخجل كبير، وفي الوقت نفسه، يمكن للبقية المتابعة والحصول على المعلومات من مصادر أخرى ونشرها، ويمكنهم مطالبة وسائل الإعلام بالإبلاغ عن ذلك- في المحادثات، وفي الشبكات، وفي الرسائل الموجهة إلى النظام، وبالطبع – الانضمام إلى العمل على الأرض.
المصدر: يديعوت أحرونوت/ “تامي يكيراه”
Facebook Comments