أخبارالشرق الأوسطشؤون دولية

في الكيان.. يؤيدون حلف دفاع أمريكي ويعارضون النووي السعودي

ترجمة الهدهد

تصريح محمد بن سلمان هو دليل على جدية جهوده في مسيرة التطبيع ويستهدف أيضا تهيئة الرأي العام لها في المملكة.

 للزعماء الثلاثة – بايدن، ابن سلمان، و”نتنياهو”، توجد أسباب وجيهة للاجتهاد من أجل تحقيق اتفاق سلام، نافذة الفرص الضيقة التي تحت تصرفهم تلح عليهم بأن يجدوا مجالات المرونة والحلول الإبداعية كي يتجاوزوا العوائق التي على الطريق (مطالب السعودية بقدرات لتخصيب اليورانيوم، حلف دفاع وتقدم هام في المسألة الفلسطينية).

مسألة أخرى تستوجب حسمًا في الكيان، هي اتفاق دفاع امريكي – إسرائيلي، اذا اقتنعت “الساحة الإسرائيلية” بأن فضائل مثل هذا التحالف تفوق نواقصه فان التوقيت الحالي هو الفرصة لتحقيق مثل هذا الاتفاق، كجزء من الصفقة الشاملة.

قائمة المراد والمطالب التي تتوقع السعودية تلقيها من الولايات المتحدة طويلة، بعضها لا يشكل فقط مشكلة للكيان بل أمر مرغوب فيه من ناحيتها أيضًا.

هكذا، لا حاجة للكيان في أن يعارض اتفاق دفاع بين الولايات المتحدة والسعودية، فـ”تل أبيب” لديها مصلحة في تعزيز الالتزام الأمريكي لحلفائها في المنطقة وبالتالي فان عليها حتى أن تؤيد ذلك، علنًا أيضًا.

بالنسبة لتوريد وسائل قتالية أمريكية متطورة للسعودية، على الكيان أن يشترط موافقته في أن تتخذ الولايات المتحدة بالتوازي خطوات تضمن له تفوقها النوعي، كرفع مستوى قدراته مثلا، في الحالات التي ينتقص فيها السلاح الذي يباع في السعودية من التفوق “الإسرائيلي”.

الجواب المثالي

معضلة هامة تتعلق بالمطلب السعودي بمساعدة أمريكية في إقامة بنية تحتية مدنية نووية، تتضمن قدرة تخصيب نووية، لا حاجة لان تكون خبيرا في النووي كي تفهم لاي أغراض تحتاج إلى ذلك، فانضمام السعودية إلى النادي النووي سيؤدي إلى توسيع انتشار النووي في المنطقة، ودول أخرى ستعمل على تحقيق قدرة تخصيب اليورانيوم في أراضيها.

من ناحية الكيان الإسرائيلي فان الجواب المثالي الذي ينبغي لبايدن أن يعطيه لمثل هذا الطلب هو: لن يكون لكم (السعودية) ولن يكون لإيران بمعنى: بدلا من أن تتزود السعودية بمثل هذه القدرة في مساعيها لأن تردم الفجوة مع ايران، تعمل الولايات المتحدة على تعويض القدرات المهددة التي لدى إيران، مثل هذا الجواب لا يهدئ فقط روع السعودية، بل يمنع منافسة نووية في الشرق الأوسط، ويبث رسالة واضحة عن المعيار العالمي الذي ينبغي حفظه في المجال النووي.

ولكن إدارة بايدن سارت حتى الآن في الاتجاه المعاكس لذلك، ولا يمكن توقع تغيير متطرف كهذا، ينبغي الافتراض أن الاقتراحات في هذا الموضوع ستتركز على الترتيبات اللازمة لأجل السماح بتحكم امريكي ومنع التحول إلى المجال العسكري على مدى الزمن.

حلف دفاع أمريكي مع المملكة يمكنه أن يوفر قيودًا إضافية إلى ذلك، في ضوء الشرعية التي سيمنحها للولايات المتحدة لانتقاد خطوات السعودية، سيكون في كل هذا ما يقلص المخاطر لكنه لن يهدئ كل مخاوف الكيان او يمنع سباقًا نوويًا إقليميًا.

بالنسبة للمسألة الفلسطينية التوقع في الرياض هو لمسيرة ذات مغزى تعيد إلى طاولة المباحثات الانشغال في هذا الموضوع، وتعطي وزنا للمبادرة السعودية من العام 2002 لإنهاء الصراع الإسرائيلي – العربي.

يحتمل أن تكون الإدارة الأمريكية تتمسك بذلك كي تشدد الضغط على الكيان وتدفع قدمًا بالمسألة الفلسطينية وفقا لمفهومها، يمكن لهذا أن يؤدي إلى أن تكون المطالبات من الكيان أعلى مما يمكن لها أن تسمح به لنفسها في الواقع، المعيار المركزي الذي بموجبه سيكون من الصواب بلورة الموقف الإسرائيلي هو قدرة التراجع، لا ينبغي الموافقة على تنازلات غير قابلة للتراجع، أو ثمن التراجع عنها يكون عاليا.

لا علاج بدون أعراض جانبية..

في هذه المرحلة من الصعب الإعراب عن موقف مع أو ضد “حلف دفاع” بين الولايات المتحدة والكيان لأن هذا منوط بمضمونه وتفاصيله، غير المعروفة والتي من غير المؤكد أن يكون اتفق عليها، مثلما لا يوجد علاج بلا أعراض جانبية سلبية، لا توجد خطوات من هذا النوع بلا نواقص، على الكيان أن يقرر موقفه استنادًا إلى الميزان العام.

بقدر ما يعزز الاقتراح المزمع صورة الردع لدى الكيان، ويضمن حرية عمله وقدرته للدفاع عن نفسه، وتعزز الالتزام الأمريكي بتعزيز قدراته العسكرية وتفوقه النوعي، وترسل التزام الحزبين تجاهها، هكذا سيكون إيجابيا أكثر.

إن فكرة تقييد الالتزام بأوضاع التهديد الوجودي هي اتجاه ممكن لمواجهة المخاوف من القيود على حرية العمل.

في الكيان سيكون مطلوبًا أن يضاف إلى جملة الاعتبارات الشأن السعودي أيضَا، فالواقع الأمني المتفجر يزيد الاحتمالات لسيناريوهات عنيفة – في قطاع غزة، في الضفة، في القدس أو مع أسرى أمنيين وفي الساحة الشمالية، يمكن لهذه أن تؤثر سلبًا على الرأي العام في المنطقة العربية والذي يزداد وزنه في لحظات الحسم، في مثل هذا الوضع، فإن كل “ازمة صغيرة” يمكنها أن تكون عائقًا كبيرًا.

المصدر: إسرائيل اليوم/ مئير بن شباط

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي