أخبارالشرق الأوسطمقالات إستراتيجية

هل اتفاق التطبيع بين السعودية وكيان العدو في متناول اليد؟

ترجمة الهدهد

يبدو من خلال لقاء الرئيس الأمريكي بايدن مع رئيس حكومة العدو “بنيامين نتنياهو”، أن الرئيس الأمريكي يعلق أهمية كبيرة على الترويج لاتفاقية التطبيع بين الكيان والمملكة العربية السعودية على أنها “صفقة كبيرة”، دور الكيان فيها هو تزويد الإدارة الأمريكية “بالذخيرة” في القضية الفلسطينية، ما سيسمح بإقناع المعارضين المتوقعين في واشنطن بدعم “الأثمان” الباهظة التي سيُطلب من الولايات المتحدة دفعها: اتفاقية دفاع مشترك، واتفاقية برنامج الأسلحة المتقدمة، وقبل كل شيء، الترويج لمشروع تخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية.

تريد الإدارة الأمريكية استغلال الفرصة لإعادة الكيان إلى مسار الحرص في السلوك مع الفلسطينيين الذي سيمنع تقويض رؤية حل الدولتين وفي هذا السياق، تم التأكيد على أن الرئيس بايدن يتوقع من كيان العدو اتخاذ إجراءات فورية لمنع التدهور الأمني ​​والاقتصادي على الساحة الفلسطينية.

كما تربط الإدارة الأمريكية التشريع القانوني بهذا الشأن وتطالب ضمنًا أنه في “الجهد التاريخي” للترويج لاتفاق مع السعودية، يجب أن يجد نتنياهو السبل للترويج للتعديلات القضائية بتوافق واسع، وذلك لضمان الاستقرار في الكيان وتأييد واسع للصفقة مع السعودية، وتدرك الإدارة أيضًا الاعتراضات الموجودة في الكيان، بما في ذلك من قبل جهات أمنية وأعضاء كبار من المعارضة لعنصر التخصيب الذي تطالب به الرياض.

صحيح أنه تم ذكر إيران، وإن الرئيس كرر وعده بأنه سيعمل على منع إيران من الحصول على السلاح النووي، لكن يبدو أن القضية السعودية في الأوقات الصعبة أصبحت قلب جدول الأعمال.

ولأسبابه، غيّر الرئيس بايدن موقفه وهو الآن مهتم بالتوصل إلى صفقة مع ولي العهد السعودي، ومن المهم بشكل خاص التغيير الواضح في الموقف الأمريكي تجاه التخصيب في السعودية وتجاه بن سلمان نفسه.

والانطباع هو أن بايدن يولي أهمية كبيرة لموقف الكيان وتصرفاته من أجل نجاح الخطوة، ومن هنا التقدير بأن موقفها سيكون له تأثير كبير على عملية صنع القرار في واشنطن، بدون الدعم النشط من ” نتنياهو”، وستجد الإدارة الأمريكية صعوبة في دفع المبادرة إلى الأمام، ومن هنا احتمال فشلها سيلقي بالمسؤولية عنه على الكيان إذا قدرت الإدارة أن مواقفه/خطواته هي التي حالت دون التوصل إلى اتفاقات.

اللقاء ومن ثم كلمات ولي العهد محمد بن سلمان الذي تحول من منبوذ إلى أحد المرغوبين فيه، في مقابلة نادرة مع شبكة فوكس والتي قال فيها “إننا كل يوم نقترب خطوة من الاتفاق” ولدت تفاؤلًا كبيرًا، ومع ذلك وعلى الرغم من كلام ولي العهد والكلام الذي قيل في لقاء بايدن – نتنياهو، إلا أن الطريق لا يزال طويلًا.

والسبب في ذلك هو أن السعودية يبدو أنها لا تعتزم التنازل عن مطالبها الرئيسية بما في ذلك الملف النووي والحصول على الأسلحة المتطورة، فضلاً عن مطالبها ومطالب الأميركيين بشأن اتخاذ الكيان خطوات كبيرة تجاه الفلسطينيين، وهذا الواقع يتطلب من واشنطن و”تل أبيب” اتخاذ “قرارات صعبة”.

المصدر: معهد أبحاث الأمن القومي/ الداد شافيت / يوئال غوزانسكي

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي