هل يوسع “الأقصى في خطر” دائرة الدفاع عنه خارج القدس والضفة؟

#ترجمة_الهدهد
لأكثر من عقدين من الزمن، ومئاتُ الفلسطينيين يخرجون إلى الشوارع والطرقات في الضفة الغربية لتنفيذ عمليات طعن ودهس وإطلاق نار ضد المستوطنين بعد تحريضهم على الاعتقاد بأن “الأقصى في خطر”، وهو ما سبق وتحدثت عنه منظومة العدو الأمنية عن هذا الدافع المهيمن في الجنون الفلسطيني.
ولكن في الأسابيع القليلة الماضية، على ما يبدو حدث شيء، لم يعد الأمر يتعلق فقط بالخوف المستمر من ارتفاع مستوى الهجمات خلال الأعياد، الخوف هذه المرة هو أن ما يحدث في المسجد وما حوله لن يؤثر فقط على الدوائر الثابتة أو الدائمة مثل شرقي القدس والضفة الغربية وفلسطينيي الداخل، والذين يمثلون مشكلة في حد ذاتهم بل أيضا على الحدود من الجنوب والشمال.
في النظام الأمني، تتم محاكاة كل تأثير حدث غير عادي في منطقة المسجد الأقصى – سواء من الجانب الإسلامي، أو من “الجانب اليهودي”- مثل التموجات التي تنتشر دائرة تلو الأخرى على سطح الماء عند إلقاء حجر داخل الماء، لكننا هنا لا نتحدث عن المياه الراكدة، بل عن نيران حقيقية قد تصل إلى دوائر أبعد.
الجديد هو أن حماس، على غرار سلوكها في 2021 (في عملية حارس الأسوار)، لا تكتفي بالعمليات، وتسعى مع حزب الله إلى “جر إسرائيل” إلى المواجهة، من خلال تأجيج المشاعر حول المسجد الأقصى، وربما مرة أخرى، من خلال اشتراط الهدوء مقابل وقف اقتحامات اليهود وصلواتهم هناك.
تخشى منظومة العدو الأمنية من أن يكون كلام صالح العاروري، أحد قادة حماس هو تحضير لذلك، واتهم في حديث لقناة الميادين، أن في المجلس الوزاري الأمني السياسي (الكابينت) هناك من يفكرون في إجراءات مثل الاستيلاء على المسجد الأقصى، مع علمه بأن ذلك سيؤدي إلى حرب إقليمية، أيضا كلمات نصر الله، الذي حذر مؤخراً من أن “أي هجوم على المسجد الأقصى سيقابل بحرب إقليمية”.
هذه الأصوات لها صدى أيضًا داخل كيان العدو، ويتحدث الشيخ عكرمة صبري، عن الأضرار التي لحقت بقدسية المسجد الأقصى، الذي يقول إن النيران مشتعلة فيه بشكل دائم، والشيخ كمال الخطيب، النائب السابق لرئيس جناح الشمال في الحركة الإسلامية، يتحدى ويقول يا أغبياء هل تريدون حربا دينية في الأقصى، والناطق باسم حماس في القدس محمد حمادة يقول، “نحن متحدون في الدفاع عن الأقصى وندعو إلى الخروج لمواجهة العدوان الإسرائيلي ولن نترك الأقصى وحده”.
ولهذا كله يمكن إرفاق العشرات من مقاطع الفيديو التي تحتوي على تحريض خطير، بما في ذلك دعوات صريحة لقتل اليهود بمساعدة جميع أنواع الهجمات، وجاء في إحداها: “يا أبطال الضفة اطعنوهم، يا أبطال الخليل ادهسوهم، يا أبطال نابلس اقتلوهم، يا أبطال جنين فجروهم فوقوا يا أبطال القدس الأرض أرضكم ماذا تنتظرون لقد حان وقت قتل اليهود انتقموا… قاتلوا أعداء الله”.
هذه العملية، التي قد تكتسب المزيد من الزخم، مشتقة من قرار خصوم الكيان الإسرائيلي، بالاستفادة ما يرونه انقسامًا إسرائيليًا داخليًا غير مسبوق وضعفًا في النظام لخلق التصعيد.
إسرائيل اليوم /نداف شرغاي
Facebook Comments