هل يقتنع قادة العدو بدعم “تحالف دفاعي” مع الولايات المتحدة؟

#ترجمة_الهدهد
بدون دعم رئيس أركان العدو ومنظومته الأمنية، سيكون من الصعب للغاية الترويج لخطوة من هذا النوع، وعلى مر السنين، عارض جيش العدو التوقيع على “تحالف دفاعي” مع الولايات المتحدة بشأن الحدود، بحجة أنها قد تضر بحريّة عمل الكيان والقيام بعمليات عسكرية استباقية في الشرق الأوسط، ومن المتوقع أيضًا أن تتم مناقشة هذه القضية في لقاء بين “نتنياهو” و”بايدن” في نيويورك غدًا.
والتقى وزير الشؤون الاستراتيجية في كيان العدو “رون ديرمر” في الأسابيع الأخيرة مع رئيس الأركان “هرتسي هاليفي” ورئيس “الموساد” “ديدي برنيع” لإقناعهما بدعم مبادرته لتوقيع “تحالف دفاعي” مع الولايات المتحدة، بحسب ثلاثة مصادر “إسرائيلية وأمريكية” مطلعة على الأمر.
خلف الكواليس
وذكرت المصادر أن “ديرمر” أوضح خلال المحادثات مع رئيس الأركان ورئيس “الموساد” أن “التحالف الدفاعي” الذي يريد تعزيزه سيكون “ضيقا” ولن يتعامل إلا مع التهديدات الوجودية مثل السلاح النووي الإيراني، هجوم بأسلحة غير تقليدية من قبل أطراف أخرى في المنطقة أو سيناريوهات تصعيد خطيرة للغاية.
وأوضح “ديرمر” أن اتفاقية “التحالف الدفاعي” هذه ستحدد بدقة كل سيناريو، وبالتالي لن تقيد أيدي الكيان عندما يتعلق الأمر بالعمليات العسكرية الروتينية.
وطرح “ديرمر” مبادرة “التحالف الدفاعي” في المحادثات التي أجراها في البيت الأبيض في منتصف أغسطس/آب مع مستشاري الرئيس “بايدن”، وأشار إلى أن “التحالف الدفاعي” سيكون عنصرا آخر في الصفقة الشاملة التي تحاول الولايات المتحدة تحقيقها مع “السعودية” والكيان، إلى جانب “التحالف الدفاعي” الذي تسعى إليه السعودية لنفسها.
وقال مصدران أميركيان إن مستشاري الرئيس “بايدن” لم يكونوا متحمسين للفكرة، وزعموا أن التعامل معها الآن من شأنه أن “يحمل” تعقيداً إضافياً على الاتصالات مع السعودية ويصرف الانتباه عن محاولة الترويج لاتفاق تطبيع بين البلدين.
وذكر أحد المصادر الأميركية أن معارضة رؤساء الأجهزة المنظومة “الإسرائيلية” على مدى سنوات لموضوع “التحالف الدفاعي” لم تشجع الإدارة الأميركية على الترويج لخطوة من هذا النوع ووفقا له، يعتقد “ديرمر” أنه إذا غيّر رؤساء المنظومة الأمنية موقفهم ودعموا الخطوة، فإن موقف البيت الأبيض تجاهها قد يتغير أيضا.
وأضاف المصدر أن رئيس القسم الاستراتيجي في هيئة الأركان العامة اللواء “تال كالمان” التقى بكبار المسؤولين في حكومة “بايدن” في الأسابيع الأخيرة وفاجأهم بعدم رفضه القاطع لمبادرة “ديرمر” “التحالف الدفاعي” وأشار إلى أن جيش العدو سوف يدرس كل اقتراح من هذا النوع عندما يعرض عليه.
يشار إلى أن رئيس الوزراء “نتنياهو” و”ديرمر” حاولا في الماضي الترويج لتوقيع اتفاقية “التحالف الدفاعي” بين “إسرائيل والولايات المتحدة”، وأجرى الاثنان محادثات حول هذا الموضوع مع كبار المسؤولين في إدارة “ترامب” خلال عام 2019.
وأعرب العديد من المسؤولين في منظومة العدو، مثل رؤساء الأركان السابقين “غادي آيزنكوت” و”غابي أشكنازي” و”بيني غانتس”، عن معارضتهم لهذه الخطوة في ذلك الوقت، واعتقدوا أن مثل هذا الاتفاق من شأنه أن يحد من حرية عمل الجيش في المنطقة، وادعى “ديرمر” في عام 2019 أن رئيس الأركان آنذاك “أفيف كوخافي” أيد الفكرة.
وفي سبتمبر/أيلول 2019، قبل أيام قليلة من انتخابات الكيان، غرد الرئيس “ترامب” بأنه تحدث مع “نتنياهو” هاتفيا حول إمكانية الترويج لاتفاقية “التحالف الدفاعي” بين الكيان والولايات المتحدة.
وفي تلك المرحلة، اعتُبر هذا التحرك بمثابة محاولة أخرى من جانب “ترامب” لمساعدة “نتنياهو” في الانتخابات، ولم يفز “نتنياهو” في الانتخابات التي أجريت بعد أيام قليلة وتم التخلي عن الفكرة.
لكن عندما عاد “نتنياهو” إلى الحكم، جدد “ديرمر” محاولاته للترويج لـ “التحالف الدفاعي”، حتى إن “نتنياهو” أثار القضية لفترة وجيزة في محادثته الهاتفية مع الرئيس “بايدن” في منتصف يوليو، فيما لم ترد إجابة من المتحدث باسم الجيش ومكتب “ديرمر”.
واللا / باراك رفيد
Facebook Comments