بعد الفشل .. كيف يستعد العدو لـ”حارس أسوار 2″؟

#ترجمة_الهدهد
لقد مر عامان ونصف على الاضطرابات التي شهدتها عملية “حارس الأسوار” (معركة سيف القدس)، والفوضى التي سادت مدن الداخل المحتل خلال العملية، إن الصدمة التي أصابت “الإسرائيليين”، وسكان المدن المختلطة على وجه الخصوص، لا تزال ملموسة بشكل جيد، فشلُ شرطة العدو في وقف الاضطرابات ذكر بإسهاب في تقرير “مراقب الدولة”، الذي كشف عن الإخفاقات الخطيرة في المنظمة، بدءاً من الطاقم القيادي إلى عدم الجهوزية والفشل في تزويد العناصر في الميدان بالأدوات اللازمة للتعامل مع الاضطرابات متعددة الساحات.
وفي إطار استخلاص الدروس الذي قامت بها حكومة “لابيد – بينيت”، تقرر إنشاء “حرس إسرائيلي”، أو باسمه الجديد “الحرس الوطني”، تم تحويل الميزانيات، وبدأ تجنيد المتطوعين وقوات الاحتياط، وقد تم تدريب حوالي 414 مقاتلاً في الأشهر القليلة الماضية، وتم تجنيدهم في سرايا “رأس الحربة” التابعة لـحرس الحدود، ومن المفترض أن توفر هذه الاستجابة الأولية في الميدان في جولة القتال المقبلة.
بعد سلسلة من تدريبات تشكيل القوات ومناورات المحافظة الكفاءة والجولات الميدانية على بؤر التوتر وفق أحداث “حارس الأسوار”، في يوم الخميس الماضي في حرس حدود المنطقة الوسطى، انطلقت القوات الجديدة في المناورة الأولى من نوعها الساعة 4 ظهراً، تم إنزال عشرات المتطوعين ومقاتلي سرايا “رأس الحربة” الذين جرى نقلهم إلى قاعدة حرس الحدود في اللد، وصل المقاتلون واحداً تلو الآخر من منازلهم، مجهزين ومسلحين، وانتشروا بعد إحاطة قصيرة في شوارع المدينة وفي النقاط الساخنة القابلة للانفجار، وانضموا إلى القوات النظامية في النشاط العملياتي والروتيني كجزء من اختبار الاستعداد ليوم صدور الأمر.
يقول الرائد شرطة “إيلي كوهين”، ضابط الطوارئ في قسم الاحتياط والمتطوعين التابعة لحرس الحدود: “لقد قمنا بنقل إحدى السرايا من أجل إعدادهم لحالة طوارئ في الخطوط العريضة لعملية حارس الأسوار 2″، في مقابلة مع موقع “والا!”، “يصلون إلى المدينة ويتدربون مع الذراع العملياتي لـحرس الحدود “في مركز المهام في الميدان، من أجل الاستعداد للأحداث الطارئة”.
وبحسب المفوض “كوهين”، فإن “السيناريو المرجعي هو اضطرابات متعددة الساحات – عدد كبير من بؤر الاشتباكات في الداخل، بينما في الوقت نفسه هناك إطلاق صواريخ، على عكس “حارس الأسوار”، تعهد “كوهين” بأن وقت الاستجابة أسرع وأكثر دقة هذه المرة”.
وفقًا للخطة الموضوعة، بحلول نهاية عام 2025، سيتم تجنيد حوالي 2000 مقاتل في سرايا “رأس الحربة” “هحود”، من بينهم أولئك الذين انضموا بالفعل وأولئك الذين سيتم تجنيدهم، ومسرحي الوحدات القتالية في “الجيش الإسرائيلي” الذين أنهوا خدمتهم الاحتياط، ولكنهم يريدون مواصلة العمل التطوعي في القوات الأمنية بطريقة أو بأخرى.
إن السيناريو المرجعي للحرب المقبلة لدى شرطة العدو، على أمل ألا يتحقق، هو أعمال شغب واضطرابات قومية، ليس فقط قطع الطرق وإلقاء الحجارة، بل الإضرار برموز الحكم، مهاجمة القوات الأمنية وإلحاق الضرر بنسيج الحياة، كما يؤخذ في الاعتبار سيناريو إطلاق النار من قبل المحتجين، من بين أمور أخرى، في ظل تدفق الأسلحة في المجتمع العربي.
وكما ذكرنا فإن المناورة الأولى تم إجراؤها يوم الخميس الماضي، ووصل العشرات من المقاتلين إلى القاعدة، وارتدوا الزي الرسمي والسترات، وتوزعوا في مواقع مختلفة في أنحاء مدينة اللد، وانضموا بسرعة البرق إلى القوات النظامية التابعة لـحرس الحدود والشرطة الزرقاء المنتشرة في المدينة في الروتين.
المفوض “ديفيد إلياف”، قائد سرية رأس الحربة “ماروم”، يسكن في اللد، يعمل بشكل يومي في شركة خاصة لتسويق ألعاب الأطفال، وقد أنهى مؤخرًا خدمته الاحتياط في الجيش، وفي محادثة مع موقع “والا!”، يشرح قرار الانضمام إلى “سرايا رأس الحربة ” يقول، خلال عملية حارس الأسوار، كنت في خدمة الاحتياط في منطقة القيادة الوسطى، وصلت إلى القاعدة في القدس وهناك سألوني، لماذا أتيت؟ هل جننت؟ عد إلى بيتك، لأن هذا هو الوضع في اللد.
كان السكان هنا في حالة من الذعر، لم يكن الجو جيدًا، كانوا خائفين من الخروج إلى الشوارع، وهذا شيء آلمني جدا، بمعنى غير الجلوس على الأريكة والتذمر بشأن ما يمكنني فعله، قررت التطوع في حرس الحدود وأنا سعيد بالشرف الذي حصلت عليه للمشاركة في هذا”.
ووفقا له، “كل واحد من المقاتلين هنا الذين يعملون يومياً في كل شيء ممكن، من العاملين في التكنولوجيا الفائقة، والمديرين، والمحامين، والمعلمين، والمحاسبين، هم ملح الأرض الذين يأتون ويعطون من أنفسهم، ولا يقتصر الأمر على الاحتياط والاستعداد لحالات الطوارئ فحسب، بل يأتون أيضًا لمهام، مرة أو مرتين على الأقل شهريًا وينضمون إلى الأنشطة المستمرة للقوات النظامية لحرس الحدود”.
السيناريو الذي يستعد له كيان العدو هو “حارس الأسوار2″، وسيتعين على القوات الوصول بسرعة وتقديم استجابة أولية ثم الانضمام إلى سرايا الاحتياط الأخرى، وتقديم ما هو مطلوب في كل مكان يحتاجوننا فيه، “ما يميز سرايا رأس الحربة هو أن كل مقاتل هنا، و كل متطوع، لديه المعدات اللازمة للقتال في المنزل، من أجل توفير استجابة أولية في الميدان، على عكس “حارس الأسوار” الذي استغرق بعض الوقت حتى وصلت القوات، المناورة التي نفذناها تحاكي اشتعال حدث، حيث تم فيه اتخاذ قرار من قبل حرس حدود المنطقة الوسطى باستدعاء القوات على عجل، تم تلقي النداء منذ حوالي ساعة، وقد وصل معظم المقاتلين بالفعل، ويتلقون على الفور إحاطة ويتوجهون إلى مدينة اللد لانتشار القوات ميدانياً، تحت إمرة القوة المحلية ومحطة شرطة المدينة”.
ويضيف “إلياف” أنه “خلال عيد العُرش المقبل، سنعمل بموجب الأوامر، وسيكون هذا أول تشغيل عملياتي لنا، بالإضافة إلى ذلك، يتم إجراء تدريبات كل ثلاثة أشهر لمدة يومين، للحفاظ على الكفاءة، سواء على المستوى العملياتي أو على المستوى النظري، كما نأتي مرتين في الشهر وننضم إلى أنشطة الشرطة، هدفنا الرئيسي هو مدينتي الرملة واللد، ولكننا سنصل من أجل تنفيذ المهمة وما نحن مكلفين به سواء كان في كفر قاسم أو في أي مكان آخر”.
واللا / شلومي هيلر
Facebook Comments