أخبارالشرق الأوسطترجمات

أمام مؤشراتٍ مثيرةٍ للقلق.. هل سيقع سيناريو الحرب؟

#ترجمة_الهدهد

“مثل الحصادين، فإن تحذيرات الحرب عندنا هي الأخرى ظاهرة موسمية تبشر بالخريف المقترب، ثلاثة تصريحات مختلفة وغير مرتبطة، خلقت في الأيام الأخيرة أجواء عشية حرب، والكثير من “الإسرائيليين”، الذين لعلهم تعبوا من الحرب التي في داخلنا، تبنوا بحرارة التهديد الخارجي القديم والطيب. إذا يسعدني أن أخيب آمال هؤلاء وأهدئ روع الباقين وأقول، لا توجد مؤشرات على أن هناك حربًا ستأتي علينا”.

“صحيح أنه يوجد الكثير من الأعداء الذين يعملون من حولنا ويتمنون انهيارنا، كما توجد الكثير من المنظمات المعادية التي تراقب بسرور وباهتمام مسيرة التدمير الذاتي التي نجتازها، لكنهم يفهمون ونحن أيضا علينا أن نفهم بان التهديد الوجودي الهام والوحيد الذي يحوم فوق إسرائيل اليوم يوجد في تل أبيب”.

إن سلسلة التصريحات التي أطلقت هذا الأسبوع من وزير جيش العدو، ورئيس الأركان ورئيس “الموساد” هي التي أثارت لدى الكثيرين الإحساس بأن ها هي، مرة أخرى، تأتي علينا أيام رهيبة حقا، ومثلما قال “غي زوهر”، هذه أقوال تحتاج تفكيكا وتركيبا من جديد.

وقف رئيس الأركان في المهرجان لإحياء 50 سنة على حرب “يوم الغفران” وتحدث عن أن الدرس من الحرب إياها هو عدم الاستخفاف بالتهديدات التي نقف أمامها وان نكون جاهزين دوما لتحقق السيناريو الخطير، السيناريو الأمني الخطير اليوم هو سيناريو حرب متعددة الجبهات، والذي يخطط الجيش، هذا لا يعني أنه توجد مؤشرات على أن هذا السيناريو يوشك على أن يقع على الكيان.

إيران، حزب الله وحماس ينظرون بانفعال واهتمام إلى “إسرائيل” التي تسحق نفسها حتى الجنون، يصعب عليهم أحيانا أن يصدقوا ما تراه أعينهم. فـ”إسرائيل” بكلتا يديها تتخلى عن قدراتها العسكرية، الاقتصادية والاجتماعية، يثير هذا لديهم نزعة قوية لتشجيع عملية التفكك وتسريعها، لكن أقوى منها هو التخوف من أنهم إذا ما تدخلوا، فهم كفيلون بأن يوحدوا “الأجنحة الإسرائيلية” الممزقة ويوقفوا مسيرة الهدم المباركة في نظرهم.

ولهذا فهم يضبطون أنفسهم، حاليا على الأقل، ويحاولون أن يعظموا الاحتكاك لكن ليس بقوة تؤدي إلى مواجهة واسعة، حزب الله الذي يرى هذه الحكومة تقف عاجزة أمام توغلهم الفظ على “السيادة الإسرائيلية”، معني بأن يخلق احتكاكا آخر على الجدار لكنه في هذه الأثناء يحذر من أن يبادر إلى أعمال تدفع إلى رد فعل واسع، إيران تشجعه على التجرؤ أكثر لكنها نفسها لا تتجرأ على أن تبادر بأي شيء من أراضيها.

في الوقت نفسه، جاء وزير جيش العدو “يوآف غالانت” إلى المؤتمر في جامعة “رايخمن” وكشف النقاب عن أن إيران أقامت مهبطا لطائرات غير مأهولة على مقربة من حدود الأراضي المحتلة- بل ورفعت فيه علما إيرانيا.

لا يفترض بهذا المهبط أن يقض مضاجع أحد، بل العكس – حبذا لو أن كل ذخائر حزب الله كانت أهدافا علنية يرفرف من فوقها علم، يمكن للجيش أن يدمر هذا المهبط في كل لحظة تتاح، حتى دون أن ينهض عن الكرسي، اسألوا لماذا وجد وزير الجيش من الصواب الكشف عنه؟ الجواب ركيك، لمثل هذا المؤتمر الذي يظهر فيه الكثير من الشخصيات البارزة هناك حاجة لجلب شيء ما يلفت الانتباه.

في جبهة الجنوب، حماس، التي حافظت حتى الآن على هدوء تام من قطاع غزة تريد هي أيضا أن يكون لها فضل في التفكك “الإسرائيلي” فبدأت تبادر إلى مسيرات ليلية نحو سياح قطاع غزة، حتى الآن استجابة سكان القطاع بهذه المسيرات محدودة لكن توجد فيها إمكانية كامنة لاحتكاك يؤدي إلى التصعيد، هذا الأسبوع أحصى الغزيون عدة شهداء كنتيجة لانفجار عبوة، وإذا ما ارتفع عدد المصابين، فهذا كفيل بأن يجذب غزيين أكثر للانضمام إلى الأعمال الليلية.

التصريح الأكثر غموضا كان لرئيس “الموساد” في ذاك المؤتمر في جامعة “رايخمن”، الذي ذكر فيه عددا من عمليات الإحباط المبهرة التي قام بها الجهاز ضد محاولات إيرانية لمهاجمة أهداف “إسرائيلية ويهودية” في العالم، “دادي برنيع”، الذي وصل رجاله إلى المنفذين أنفسهم وحققوا معهم على الأراضي الإيرانية، كشف أيضا مرسليهم من وزارة الاستخبارات الإيرانية، جهاز الاستخبارات للحرس الثوري ووحدة 840، المسؤولة عن إقامة شبكات “الإرهاب” خارج إيران.

الكشف عن التنظيمات والشخصيات كان كافيا لإيصال رسالة رادعة، لكن “برنيع” استمر وهددهم أيضا بالقتل إذا نجحوا في تنفيذ مخططاتهم، لا أعرف إذا كان قد أُرسل بناءً على أوامر رئيسه ليقول الكلمات أم أنه اختار الصياغة بنفسه، لكن كان من الغريب سماع رئيس “الموساد” يتحدث بأسلوب شرق أوسطي لا يمثل شخصيته أبدا، في الماضي، عندما اعتقد “الموساد” أنه من المناسب تصفية شخص ما، كان يفعل ذلك ببساطة دون تهديد أو تحذير مسبق.

تحت كلام الترهيب يتواصل تآكل كفاءة “جيش العدو الإسرائيلي” بشكل عام وسلاح الجو بشكل خاص، هناك قادة رباعيات لم يتدربوا منذ سبعة أسابيع ويفقدون كفاءتهم، في المقر العملياتي لسلاح الجو، هناك يلاحظ كل ليلة نقص في الأشخاص ذوي الخبرة الذين توقفوا عن العمل التطوعي. في هذه الأيام، بين العطلة الصيفية والاعياد، وهي الأيام التي لا يوجد فيها تدريبات تقريبًا، يجد سلاح الجو صعوبة في إعطاء تقدير دقيق لحالة الكفاءة العملياتية.

لكن بعد الأعياد مباشرة، في منتصف أكتوبر، سيتعين عليهم اتخاذ قرارات بشأن ملء وظائف الطيارين الذين توقفوا عن التطوع، والاستعداد للموجة التالية التي ستأتي مع انعقاد الكنيست وإقرار قوانين الإعفاء من الخدمة “للحريديم”.

لكن رئيس وزراء العدو ووزراءه منشغلون بتهديدات أخرى: المحكمة تخيفهم أكثر من أي قنبلة إيرانية، ويتم تصوير المركبات المدرعة للسلطة على أنها تهديد وجودي.

“ذات يوم، عندما كان لا يزال هناك معقولية هنا، ربما كان الأمر سيبدو غير معقول، ولكننا في نهاية المطاف بلد تم تأسيسه على عجل من قبل أشخاص غير مؤهلين للقيام بذلك، ولهذا يجب أن نكون ممتنين لهم، كانت السنوات الـ 75 الأولى رائعة، حتى لو لم تكن سهلة دائمًا دعونا نصل إلى العام المقبل”.

معاريف / ألون بن دافيد

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى