أخبارالملف الإيرانيترجمات

ينطوي على تكاليف ومخاطر..

التوصل لاتفاق مع المملكة العربية السعودية من شأنه أن يغير قواعد اللعبة

ترجمة الهدهد

تتحدث المنظومة الأمنية في الكيان، عن اقتراب إيران من أن تصبح دولة عتبة نووية، وقال رئيس أركان جيش العدو إن إيران حققت تقدماً أكبر في مجال تخصيب اليورانيوم من أي وقت مضى، ومن المقدر أن تستغرق مثل هذه العملية حوالي عامين، إذا لم يمنعها أحد، وقد أمضى الكيان في السنوات الثلاث الماضية في بذل جهد كبير في بناء تحالف ضد إيران، وللمملكة العربية السعودية دور مهم بل وحاسم خلال هذه الفترة، إن الاتفاق مع المملكة العربية السعودية، إذا أتى بثماره والذي يشمل الولايات المتحدة والكيان، سيشكل “تغييراً حقيقياً لقواعد اللعبة” على المستوى الإقليمي وسيكون هذا حدثاً دراماتيكياً، ولن يأتي بدون ثمن أو مخاطر بالنسبة للكيان.

هذه الخطوة، التي تهدف في نهاية المطاف إلى تعريض طهران للعزلة السياسية والاقتصادية، تتم تحت المظلة الأميركية وقيادتها المركزية، بالنسبة للأميركيين، هذه خطوة على طريق مغادرة الشرق الأوسط، وهذا بالطبع يزعج الإيرانيين كثيراً، الذين يعملون بالفعل بشكل مكثف في محاولة لإحباط هذه الخطوة، ويتنقل وزير الخارجية الإيراني بين دول المنطقة، من السعودية إلى مصر، في محاولة لبناء منافسة على النفوذ الإقليمي الذي يبنيه كيان العدو.

وتتطلب هذه الخطوة تغييرًا في التفكير من الناحية “الإسرائيلية”، حيث ستحصل المملكة العربية السعودية على حزمة أسلحة كبيرة جدا من الولايات المتحدة، والتي من المحتمل أن تشمل طائرات f35 المتقدمة، ولدى الكيان مصلحة في الواقع، وهكذا تعتقد المنظومة الأمنية في الكيان، في أن تكون الأسلحة أميركية وأن لا يتوجه السعوديون لطلب التزود بالأسلحة من الصينيين أو الروس، حتى على حساب تآكل “التفوق النوعي” الذي يتمتع به الكيان.

إن كيان العدو يحتاج إلى قدرة هجومية في إيران، ولكنه قادر على التأثير على عملية صنع القرار حتى في اليوم التالي لضرب المنشآت النووية، والتي يمكن إعادة بنائها في غضون بضع سنوات.

 يجب على الكيان أن يوصل للنظام الإيراني بأن استقراره مهدد، بما في ذلك القدرة على مهاجمة كبار المسؤولين أنفسهم، وليس فقط المنشآت النووية، وهذا وحده يمكن أن يمنعهم من العودة إلى المشروع في المستقبل.

في القضية النووية فإن المعضلة أعظم، فالولايات المتحدة تريد أن تمنح المملكة العربية السعودية طاقة نووية مدنية بناء على طلبها، حتى تتمكن من إنتاج طاقة بديلة للنفط، ومن وجهة نظر الكيان فإن الطاقة النووية المدنية من الممكن أن تتحول إلى طاقة نووية عسكرية، حيث يمتلك السعوديون مناجم يورانيوم ويريدون التحكم في دورة الوقود بأكملها، هذه الخطوة ستسمح لهم في المستقبل بمعرفة كيفية صنع قنبلة أيضًا، يدرك الكيان أن هذه الخطوة، إذا حدثت، ستسرع من السباق النووي في الشرق الأوسط، عندما تكون تركيا ومصر (وقليل من الأردن أيضًا) مهتمتين بالفعل بهذه القدرة.

والسؤال هو إلى أي مدى يرغب الكيان في التحلي بالمرونة أمام المطالب السعودية، لأنه إذا لم توفر لها الولايات المتحدة هذه القدرة، من التعدين إلى إنتاج وتخصيب اليورانيوم إلى القدرة على إنتاج قنبلة في المستقبل “ستسارع المملكة العربية السعودية الى أحضان الصين.

ولذلك فإن المعضلة هائلة، ما هو النموذج الذي سيوافق عليه الأمريكيون، ما هو مستوى الإشراف الذي سيكون موجودًا على القدرة السعودية، هل سيوافقون على السيطرة السعودية الكاملة أو الجزئية فقط، ماذا سيفعل السعوديون في مواجهة الشروط الأمريكية وهل سيتطلب ذلك تنازلات “إسرائيلية” كبيرة في أماكن أخرى؟ مثل التحرك أمام الفلسطينيين.

إن موقف المنظومة الأمنية في الكيان يتعارض مع قدرة السعوديين المستقلة على التخصيب، لماذا يمكن للكيان أن يوافق؟ يبدو انه سيوافق على نموذج الإمارات العربية المتحدة، نووي مدني دون القدرة على التخصيب (يأتي اليورانيوم على شكل قضبان وقود من الولايات المتحدة الأمريكية مع سيطرة أمريكية كاملة على النظام والقدرات)، والسؤال الآخر الذي يطرح نفسه هو كيف ستؤثر مثل هذه الخطوة على مشروع إيران النووي؟

خلاصة القول، إن الكيان يدرك أننا إذا لم نصبح جزءًا من الاتفاق مع المملكة العربية السعودية، فمن المؤكد أن الولايات المتحدة قادرة على القيام بذلك من دوننا. وهذه كارثة حقيقية، لأن الأميركيين والسعوديين “لن يأخذوا في الاعتبار مصالحنا وسيتصرفون بدوننا، بالنسبة للكيان، قد تكون هذه فرصة العمر ولن تعود أبدًا، هل يستطيع “نتنياهو” تمرير مثل هذا الاتفاق مع الائتلاف الحالي، مقابل التنازلات المطلوبة له، وهل سيكون هناك من في المعارضة من يسانده في مثل هذه الحالة، ربما سنعرف ذلك قريباً.

ليس فقط النووي: قدرات إيران التقليدية…

لقد غيرت إيران سلوكها في ضوء الأعمال المنسوبة إلى الكيان في السنوات الأخيرة، فقد قامت بتوزيع منشآتها النووية، ووضعتها تحت الأرض، كما تعمل على بناء علاقات تعاون وتحالفات مع دول المنطقة، وفي الوقت نفسه، قادت أيضًا الهجوم بالعبوة في مجدو، بالإضافة إلى محاولات تنفيذ هجمات أخرى ضد الإسرائيليين في الخارج.

والأنشطة المنسوبة إلى الكيان هي من ناحية عمليات يقودها “الموساد”، ومن ناحية أخرى تسرع من الدخول إلى منطقة العتبة، هل يسارع الكيان في استخدام القوة؟ في الكيان، يدرسون الآن أي النشاطات التي جلبت فائدة كبيرة، وأي التحركات لم تساهم في محاولة وقف أو إبطاء المشروع النووي.

إيران ليست دولة نووية فحسب، إن إيران تعمل على بناء قدرات تقليدية كبيرة، صناعات منية تعمل على تطوير معدات عسكرية متقدمة (للاستخدام والتصدير)، والتي تنتج مجموعاً من التهديدات المتعددة الساحات للكيان، وعلى هذا فإن التعريف من وجهة نظر الكيان هو أن إيران أصبحت تهديدا استراتيجيا خطيرا، إن الخطاب الذي يحافظ عليه كيان العدو مع الولايات المتحدة يهدف إلى إقناع الأميركيين بأن المشكلة لا تكمن في السلاح النووي فحسب، بل في النظام الأوسع الذي يبنونه في الشرق الأوسط.

تعمل إيران على توسيع البنية التقليدية في سوريا ولبنان وغزة واليمن والعراق (مع القدرة على إطلاق الصواريخ والقذائف وصواريخ كروز، والغارات التي تشنها قوة الرضوان في لبنان)، كما تعمل على زيادة نفوذها على الساحة الفلسطينية الداخلية في الضفة الغربية، في الكيان يحاولون إيصال الرسالة إلى الأميركيين، حتى لا تعتقد الولايات المتحدة أن المشكلة ستحل بالاتفاق النووي، والانطباع هو أن الرسالة وصلت في واشنطن.

في غضون ذلك، يضعف الردع الأمريكي في المنطقة، لأنهم لم يردوا بحزم لفترة طويلة على محاولات مهاجمة قواتهم في شرق سوريا ومحاولات مهاجمة السفن في الخليج الفارسي.

 ولذلك، تشعر إيران أن لديها نطاق عمل أوسع من ذي قبل، وفي الأيام القليلة الماضية فقط بدأت الولايات المتحدة في تغيير سلوكها بشكل طفيف، وحركت حاملات الطائرات للرد على محاولات مهاجمة جنودها، ونتيجة لهذا فقد خفض الإيرانيون من ظهورهم.

في العامين الماضيين، أسقط جيش العدو طائرتين إيرانيتين بدون طيار باستخدام طائرات F35، في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم، وقد أدى هجوم الحومات في أصفهان إلى زيادة كبيرة في “الخوف” بين كبار مسؤولي النظام الإيراني، لقد كان هجومًا مشتركًا، من عدة اتجاهات، ما فاجأ نظام الدفاع الجوي الإيراني، حيث أقلعت 6 طائرات “مسيرة إسرائيلية” بحسب التقارير الأجنبية، سرا، وتهربت من أنظمة الرادار الإيرانية، وحلقت بأمان نحو الهدف.

لم يستهدف الهجوم قاعدة الطائرات بدون طيار فحسب، بل استهدف أيضًا الموقع الذي يقوم فيه المطورون بتصنيع وتخزين الطائرات بدون طيار الانتحارية المتقدمة، وبحسب بعض التقديرات، تم تدمير عدة مئات من الطائرات بدون طيار من مختلف الأحجام في القصف، ونُسبت العملية في إيران إلى عملية مشتركة بين “الموساد” والقوات الجوية للعدو.

في صور الأقمار الصناعية التي تم نشرها بعد الهجوم، والتي تظهر القاعدة الإيرانية، يبدو أن أضرارًا جسيمة قد لحقت بمجموعة الطائرات بدون طيار، وقد لحقت أضرار بالغة بالحظيرة الكبيرة في وسط القاعدة، تستخدم إيران في السنوات الأخيرة بشكل كبير نظام الطائرات بدون طيار لشن الهجمات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

يمتلك حزب الله العشرات من الطائرات الانتحارية بدون طيار

وبحسب منشورات أجنبية، كان هذا أحد أكثر النشاطات جرأة التي نفذها جيش العدو على الأراضي الإيرانية، وأيضًا أحد أكثر النشاطات فعالية من حيث تأثيرها التكتيكي والاستراتيجي، ولهذا هناك من يتساءل في المنظومة الأمنية عن مدى جدوى سياسة تنفيذ العمليات والهجمات على الأراضي الإيرانية.

واليوم تقف إيران بالفعل عند نقطة “ردع حافة النووي”، وهو مصطلح جديد تم اختراعه في المنظومة الأمنية للعدو، وهذا يعني أن القوى تتصرف بالفعل مع إيران بطريقة تمنع الاحتكاك معها، وإيران تدرك ذلك، ويبدو أن إيران قررت في هذه الأثناء عدم المضي قدماً في المشروع النووي، بل تزحف إلى المكان الجديد – العتبة النووية – وتطمح إلى البقاء فيه، والتحدي الجديد الذي يواجه الولايات المتحدة والكيان هو الإبقاء عليها هناك، وهذه طريقة ردع.

الحلف الجديد للكيان في منطقة آسيا الوسطى

التحرك الآخر الذي يقوده الكيان هذه الأيام يخرج من الشرق الأوسط ويتعلق أيضًا ببناء تحالفات واسعة مع شركاء جدد، يبني كيان العدو ساحة جديدة في “منطقة آسيا الوسطى” مع دول مثل أذربيجان وتركمانستان وكازاخستان، التي تتحدى إيران من الشمال الشرقي، مساحة جديدة يقيم فيها كيان العدو علاقات تحتاج إلى توسيع وتعميق، أمنية ودبلوماسية واستراتيجية.

إن زيادة التعاون معهم يشكل تحدياً لإيران حول حدودها ويسبب لها الكثير من الضغط، وهذا يؤثر على طهران و صنع القرار في إيران دون أن يكون هناك احتكاك مادي مع الكيان.

ويرى الإيرانيون ذلك، ويردون بقوة على أي زيارة يقوم بها وزير جيش للعدو أو مسؤول كبير إلى باكو، ويقترب الكيان أيضًا من تركيا، حيث كان هناك بعض الدفء في العامين الماضيين، لكن أردوغان لا يزال جزءًا من المشكلة وليس الحل.

أوروبا تتغير أيضا..

 أدى الارتباط بين إيران وروسيا وتزويد موسكو بالأسلحة إلى تغيير كبير في نظرة أوروبا لإيران، يرى الكيان أخيراً تأثيراً على ما كانت تطالب به “تل ابيب” طوال هذه السنوات وهو اعتبار إيران ليست مشكلة “إسرائيلية” فحسب، بل مشكلة عالمية.

التحدي الكبير الآن، هو دفع الدول الأوروبية الثلاث الرئيسية، ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، إلى زيادة النشاط ضد إيران في جميع المجالات، أما بالنسبة لألمانيا وبريطانيا، فهم بالفعل أكثر تقدمًا، لكن الفرنسيين ما زالوا يصرون على عدم الفهم.

“المناورة الإسرائيلية” والرسالة إلى إيران

انتهت أمس مناورة مشتركة للقوات جو العدو والجيش اليوناني، بمشاركة عشرات الطائرات المقاتلة من عدة أسراب وطائرات التزود بالوقود وطائرات التجسس التابعة لسلاح جو العدو.

 وخلال التدريب أقلعت عشرات الطائرات وحلقت لساعات لمسافة آلاف الكيلومترات، من الكيان إلى أعماق الأراضي اليونانية وعادت.

وفي الأراضي اليونانية، تدربت الطائرات المقاتلة على تحليق على ارتفاعات منخفضة وإسقاط الذخيرة الحية في مناطق مخصصة لإطلاق النار، وتمت الطلعات في ظل ظروف جوية صعبة، وكانت إصابات الأسلحة دقيقة.

وذكر المتحدث باسم جيش العدو، أن المناورة هي جزء من سلسلة تدريبات للقوات الجوية للعدو وتهدف إلى تحسين القدرة العملياتية والذهنية للطلعات الطويلة والتزود بالوقود والهجوم العميق والحفاظ على التفوق الجوي، كما ستجرى تدريبات إضافية من هذا النوع في وقت لاحق هذا العام.

المصدر: أخبار 12/ نير دبوري

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى