هل تستخدم إيران أرمينيا ضمن حرب الظل ضد الكيان؟

ترجمة الهدهد
في الأسابيع الأخيرة، زاد سلاح جو العدو من وتيرة هجماته على الأراضي السورية، حيث يشير تقرير لمعهد “عالما” البحثي، نشر اليوم الخميس، إلى محور جديد لتهريب الأسلحة، من إيران إلى سوريا عبر أرمينيا، وهذا المحور هو الذي قد يشير إلى سبب تزايد عدد الهجمات المنسوبة للكيان في سوريا في الآونة الأخيرة.
في 28 آب/أغسطس، تعرض المطار الدولي في مدينة حلب لهجوم للمرة الثالثة عام 2023، وبحسب منشورات سورية فقد تم إغلاق مطار المدينة، الذي يعتبر محور آخر لتهريب الأسلحة إلى سوريا، وخرجت مدارج الطائرات فيه عن الاستخدام، بالإضافة إلى ذلك، تم مهاجمة مواقع تخزين الأسلحة، والتي، بحسب التقديرات في الكيان، تم نقلها من إيران إلى سوريا كجزء من عملية التمركز الإيراني في المنطقة.
ويزعم “تال باري” و”ألكس غرينبرغ” من مركز “عالما” لدراسة التحديات الأمنية في الشمال أنه هناك مجتمعات أرمنية تعيش في حلب، ويشيران إلى أن إيران وأرمينيا تتعاونان مع بعضهما بعضا، سواء فيما يتعلق بسوريا أو القضايا الأخرى التي تهم إيران.
على سبيل المثال، في عام 2007، نقلت أرمينيا صواريخ إلى إيران، والتي تبين لاحقًا أنها تستخدم من قبل القوات الشيعية الموالية لإيران في العراق، والتي هاجمت بها القوات الأمريكية في البلاد، ووفقاً لـ”باري وغرينبرغ”، دعمت إيران ولا تزال تدعم أرمينيا في صراعها مع أذربيجان في ناغورنو كاراباخ، من بين أمور أخرى، من خلال قوة القدس التابعة للحرس الثوري.
إن نشاط فيلق القدس في جنوب القوقاز ضد أذربيجان ليس جديدًا، ويتجلى على عدة مستويات: نقل الأسلحة والتدريب ونقل المعلومات وغيرها، وجزء من السلاح الذي يصل إلى أرمينيا هو محطة توقف في الطريق إلى سوريا، ومن هناك يصل أيضاً إلى لبنان.
أحد الأشخاص المسؤولين عن طرق التهريب هو “مهدي صباحاني”، سفير إيران السابق في سوريا، والآن سفير إيران في أرمينيا، وصباحاني ضابط سابق في الحرس الثوري، وكان مسؤولاً، من بين أمور أخرى، عن تنسيق العمليات والسياسات مع النظام السوري وحزب الله.
وفي بحث المعهد، ركزوا على المطار في يريفان، عاصمة أرمينيا، والذي يبدو أنه بمثابة محطة عبور على طريق التهريب المذكور، طوال تاريخ أرمينيا، تعاونت مع إيران، وعلى أقل تقدير، غضت الطرف عن سياستها في سوريا، حتى أن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات على شركة الطيران الأرمنية “LLC Flight Travel”، والتي تم إنشاؤها خصيصًا كغطاء للنشاط.
ويظهر البحث الذي أجري في معهد “عالما” أن طائرات الشركة لم تكن تنقل الناشطين للقتال في سوريا فحسب، بل أيضاً الأسلحة، ويشارك في نشاط رحلات الطيران المكثفة على هذا الطريق شركات الطيران الإيرانية والسورية، والتي فرضت عليها أيضًا عقوبات شديدة من قبل وزارة الخزانة الأمريكية.
وفي نهاية تقريرهما، أكد “باري وغرينبرغ” أن هذا طريق تهريب محتمل بالإضافة إلى الطرق “المعتادة”، من إيران إلى سوريا ولبنان، والغرض منه بالأساس هو “طمس الآثار”.
المصدر: موقع والا
Facebook Comments