من يمتلك القوة النارية التي يمتلكها حزب الله؟

#ترجمة_الهدهد
في مؤتمر “معهد سياسة مكافحة الإرهاب” الذي يعقد في جامعة “رايخمان” في “هرتسليا”، ألقى رئيس الموساد “ديدي برنيع” خطابا نادرا هاجم خلاله إيران بشدة، متهماً إياها بعشرات الهجمات التي حاول الحرس الثوري ويحاول باستمرار تنفيذها ضد “إسرائيليين” في الخارج، وذكر أن الوقت قد حان لجبي ثمن من إيران – حتى في قلب طهران.
وبعد كلمة “برنيع”، التي لاقت أصداء كثيرة في وسائل الإعلام، تحدث أيضا في المؤتمر رئيس الأركان السابق عضو الكنيست “غادي آيزنكوت” من “معسكر الدولة” وتحدث عن سلسلة من المواضيع، بما في ذلك الهجمات التي تتصاعد بشكل رئيسي في مناطق الضفة الغربية، والتعديلات القضائية وبالطبع إيران و”الإرهاب” الذي تصدره إلى الشرق الأوسط.
موجة العمليات
وفيما يتعلق بموجة العمليات، قال آيزنكوت: “التحدي الذي يواجهنا هو الحد من هذه الظاهرة، وتحقيق الأمن والشعور بالأمن، ومنع الإضرار بمقياس قيم المجتمع نتيجة الحرب على الإرهاب. من المعتاد أن يقولون إن العمليات هي أسلوب من أساليب النضال العنيف وزرع الخوف في نفوس الإسرائيليين من أجل تحقيق أهداف سياسية، وحول هذا الافتراض أيضا هناك اختلافات في الرأي وأعتقد أنه أصبح من الماضي”.
“لا شك أننا شهدنا في العقد الأخير تغيراً كبيراً جداً في خصائص واشكال الهجمات، مثل تنظيم داعش، وهو التنظيم الذي نفذ عمل عسكري وكاد أن يستولي على دولتين وغيرها الكثير، وتطلب الأمر تحالفاً من أكثر من 70 دولة لهزيمته في قتال متواصل، وهو لم يهزم ولم يحسم وبقي هناك”.
وقال رئيس الأركان السابق أيضاً، “في العقد الماضي، رأينا أيضاً حزب الله وحماس، اللذين يتغيران ويقدمان تصورا جديداً لمفهوم المقاومة، الذي بالتأكيد لا ينتمي إلى العمل التكتيكي، أيضا بالنسبة للأهداف التي حددوها لأنفسهم أو في الطريقة التي يعملون بها. وأيضاً بسبب الحقيقة التي أشار إليها رئيس “الموساد”، فإنهم يتمتعون بقدرات الدولة نتيجة لدعم الدول التي تقف خلفهم”.
وأشار “آيزنكوت” إلى أنه “تم بناء قدرة الدولة وأنا أتابع منظمة حزب الله منذ عام 1982، ولا شك أن المنظمة تعلمت شيئا، فقد قامت ببناء طرق عمل يتميز بها الجيش، و قدرة سيبرانية، و قيادة و سيطرة و حوسبة، تكنولوجية، وقدرات إطلاق نار ربما يمتلكها عدد محدود من دول العالم، وطائرات بدون طيار وقدرات أخرى، ولكن يرجع ذلك أساسًا إلى حقيقة أن الأهداف لديهم طموحة للغاية – بدءًا من إقامة الخلافة الإسلامية مرورًا بالحرب المقدسة وحتى القضاء على إسرائيل”.
“الإرهاب” العالمي
وأشار “آيزنكوت” في خطابه إلى ظاهرة “الإرهاب” العالمي وقال: “في العقد الماضي، تم اختراق حدود جغرافية – يمكنك رؤية داعش في أفغانستان وسوريا ومصر وأماكن أخرى، وكان من الممكن أيضاً رؤية حزب الله يعمل بطرق عمل منظمة ويقود جزءاً كبيراً من إنجازات الهجوم المضاد في إعادة الوضع إلى طبيعته. وكان من الممكن رؤيتهم يعملون في اليمن ويرسلون أذرعهم إلى أماكن كثيرة في العالم.
وأضاف: لا شك أن ظاهرة العقد الماضي هي تنظيم “داعش” الذي حلق كطائر العنقاء إلى العمل العسكري واسع النطاق مع عدد كبير من المتطوعين في العالم، واستولي على أسلحة وأكثر من ذلك، كقائد للمنطقة الشمالية رأيت بداية ذلك وكرئيس للأركان رأيت بالفعل بطاريات مضادة للطائرات متمركزة في مناطق عملياته.
وفيما يتعلق بحزب الله، قال “آيزنكوت”، “تهديدان يمثلان الانتقال من “الإرهاب الكلاسيكي” إلى الفكرة الاستراتيجية، كقائد للمنطقة الشمالية، كنت دائما قلقا من وجود أنفاق تخترق الحدود من لبنان إلى “إسرائيل”، كما كان الحال من قطاع غزة”، “لكننا لم نجدها، فقط بالقرب من وظيفتي كرئيس للأركان، علمنا بخطة عظيمة وطموحة لفيلق القدس الإيراني، حيث القيام بعمل واسع جدًا في المنطقة الحدودية، تحت رعايتهم وجرى بناء أنفاق ليست كأنفاق حماس، بل أنفاق واسعة ستدخل آلاف المقاتلين في فترة زمنية قصيرة جدًا إلى الأراضي المحتلة، وتجاوز الجدار العائق وبدء القتال في ضواحي مستوطنة متولا “المطلة ” وعندما يضعون الخطة فإن التشبيه الذي يستخدمونه هو أننا يجب أن نفعل باليهود ما فعلوه بالصليبيين، وهذا يشير الى طريقة معينة في التفكير”.
يسلط “أيزنكوت” الضوء على استعدادات حزب الله لعملية لحرب واسعة وشاملة ويقول: في وقت بناء الأنفاق في الجنوب والتي تم اكتشافها وتدميرها، تم بناء خطة تشير الى الانتقال إلى التحدي الاستراتيجي الواسع، الذي لا يريد أن يكون له تأثير ليس تكتيكيا من خلال سلسلة من العمليات، ولكن “عملية استراتيجية، عندما انتهينا من العملية في الأسبوع الأول من عام 2019، كان ذلك بعد عقد ونصف من بدء الحفر الأولي، وهذا يظهر الصبر والسرية وطريقة التفكير التي لا تريد تنفيذ هجمات تكتيكية لتخويف الجبهة الداخلية للكيان، ولكن الرغبة في إعداد خطة على أساس المباغتة البرية الواسعة، وخطة بحرية، واستخدام مجموعة واسعة من النيران مع قدرة دولة.
وحذر رئيس الأركان السابق قائلا، “لحسن الحظ، تم اكتشاف هذه العملية قبل نهايتها بقليل. وهذا تحذير للأجيال القادمة. فالمفاهيم يمكن أن تتكرر في المستقبل، وقد علمني هذا بشكل رئيسي عن التفكير الراقي الفخم لقاسم قاسم ليماني ونصر الله وما يعرفون ويستطيعون القيام به.
الهجوم على حكومة اليمين: “تصور منفصل عن الواقع”
وزعم رئيس الأركان السابق في كلمته أن “حقيقة أن إسرائيل، في عامها الخامس والسبعين على وجودها، لا تزال تفتقر إلى مفهوم رسمي للأمن القومي، هذا خلل خطير وهروب للقيادة “الإسرائيلية” منذ أجيال والآن يأتي الواقع السياسي الذي يؤثر بشكل كبير على المصالح الوطنية، وسياسة الأمن القومي، ويؤثر أيضا على سياسة مكافحة “الإرهاب”.
وفي إطار دوره كعضو كنيست في المعارضة، شن “آيزنكوت” هجوما على حكومة اليمين وقال: “هناك فجوة وانقطاع كبير لوزراء في الحكومة اليوم، الذين يقدمون تصورا منفصلا تماما عن الواقع، ويضاف إلى ذلك حاجة سياسية تضر بتنظيم فعال للغاية للجيش، الشاباك، الشرطة والإدارة المدنية، بسبب حاجة سياسية، موزعة بين وزيرين، وتضر بالتسلسل القيادي، وجدوى الجيش وبعض الظواهر التي نراها اليوم، هذا ببساطة تخريب للقدرة الرائعة التي بناها الجيش لمحاربة الإرهاب”.
كما هاجم رئيس الأركان السابق تشريع الإصلاح القانوني وقال: يضاف إلى كل هذه الحفلة الرغبة في الإضرار بالنظام القضائي، يتعين على أولئك الذين يريدون الإضرار بالنظام القضائي المستقل والمهني أن يدركوا أن هذا سوف يخلف عواقب خطيرة للغاية، ليس فقط على الحياة في الكيان، بل وأيضاً على القدرة على تقديم ما قدمه الجيش، قبة حديدية لقادة الجيش الذين يبذلون قصارى جهدهم لإنجاز مهامهم بطريقة مهنية ولكن أيضًا من الناحية القانونية والأخلاقية.
عضو الكنيست من “معسكر الدولة” جمع بين الهجوم على الحكومة وحجج من موجة العمليات القاتلة التي ضربت الكيان في العام الماضي: “من حيث النتيجة، شهد هذا العام أكبر عدد من القتلى منذ عام 2004، في الماضي، كان هناك ما يقرب من عقدين من الهدوء، مع مد وجزر، كانت هناك حرية عمل على اتخاذ القرارات من موقع القوة، ولا شك انه في واقع قيادة تحركها اعتبارات سياسية وليست استراتيجية، فإننا نشهد فقدان السيطرة على الأرض والاشتباكات بين طبقتي السكان التي وصلت اليوم الى مكان لم يسبق له مثيل.
لقد تم بالفعل إخراج أجهزة أمن كيان العدو من مساحة الشرعية شبه الكاملة للمجتمع الإسرائيلي، كرئيس للأركان، قلت “إن العنصر الأكثر أهمية في قدرة الجيش على تحقيق مهمته هو ثقة الجمهور به.. لقد شهدنا في الماضي ظاهرة التصريحات غير المنطقية لوزير أو آخر، وليس هناك شك في أن ما يحدث الآن وكذلك اليوم مع قائد المنطقة الوسطى الذي يتم تشبيهه بهتلر يظهر مدى إشكالية الواقع.
واختتم رئيس الأركان السابق حديثه بالقول “نحن في واقع سياسي يتم فيه دفع المصالح الوطنية للكيان جانبا من أجل الحفاظ على “الائتلاف” وتمكين الحياة السياسية وجعلها أهم من الأمن.
وأضاف: “نرى الضرر الهائل الذي أحدثته هذه الحكومة خلال تسعة أشهر، وهو ضرر يمكن أن يستمر ويتطور، وعندما يخرج هذا الجني من القمقم، سيستغرق الأمر سنوات عديدة لإعادته”.
القناة 14 / الحنان مزوز
Facebook Comments