
ترجمة الهدهد
تعيش إيران في أفضل وضع كانت عليه في السنوات الأخيرة من الناحية الأمنية، ومن الناحية العملية، فهي بالفعل دولة عتبة نووية وتبث الردع النووي من دون أن تدفع كل الأثمان التي يتعين أن تدفعها كل دولة تحتفظ بقنبلة نووية لديها في القبو.
بحسب ما قاله رئيس شعبة الاستخبارات السابق في جيش العدو “تامبر هايمن”، هذه هي الخلاصة الصعبة التي قادتنا إليها كلمات رئيس الموساد “ديفيد بارنيع” أمس الأحد، وأضاف..
لقد سلط رئيس الموساد، في كلمته، الضوء على قدرات إيران التقليدية وقال: “إن النظام في طهران لديه جيش كبير وقادر على تهديد إسرائيل حتى في المجال غير النووي، إن علاقته الوثيقة مع روسيا تهدد بإدخال أدوات إلى ميداننا مثل طائرات ميغ 35 أو الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت -شاجا وسونيك- والتي ستغير طبيعة التهديد على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ومكانتها الدولية المتنامية تسمح لها بمحاولة تنفيذ هجمات إرهابية ضد إسرائيليين في الخارج”.
ومع ذلك فإن الأمر الأكثر إثارة للقلق يحدث تحديداً في البعد غير التقليدي في إيران، في نهاية الأسبوع الماضي فقط، نُشر تقرير عن الهيئة الدولية للطاقة الذرية يشير إلى أن إيران تمتلك من المواد النووية المخصبة ما يكفي لبناء ست منشآت نووية، وهذا يتجاوز كل الخطوط الحمراء التي رسمتها “إسرائيل” في الماضي.
لقد تجاوزت إيران بالفعل كل هذه الخطوط الحمراء ولم يحدث شيء، هذا التقرير الخطير والمثير للقلق لم يصل حتى إلى الوعي، لقد اعتدنا على ذلك، إذا واصلنا الاعتياد على هذا الوضع المتفاقم، فسنحصل على إيران نووية، في الوضع الحالي، لا شيء يكبح جماح إيران.
ما الذي يجب القيام به؟
- أولاً: التوقف فوراً عن إضعاف “قوة الردع الإسرائيلية” من خلال إنهاء الأزمة الداخلية الحالية في الكيان، إن حقيقة أننا نشعل الأمل في قلوب أعدائنا، الذين يتمنون أن ننهار من الداخل، هي هدية غير ضرورية يجب ألا نمنحها لهم.
- ثانياً: يجب علينا أن نفعل المزيد لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، إذا كان هناك شيء واحد يخيف الإيرانيين، فهو الأميركيون و”الإسرائيليون” معاً، فقط الولايات المتحدة و”إسرائيل” معًا يمكنهما أن يشكلا تهديدًا حقيقيًا لطهران.
خلاصة القول، يجب علينا جميعًا أن نوقف الضرر الداخلي الذي نلحقه بأنفسنا، كل هذه الاتهامات لـ “من بدأ” و”من صعّد الوضع” ليست ذات أهمية، دعونا نتعامل مع مثل هذه التهديدات الخطيرة بدلاً من الجدل الداخلي العقيم.
Facebook Comments