أخبارأصداء الشارع "الإسرائيلي"الشرق الأوسط

الخوف من حرب متعددة الجبهات

#ترجمة_الهدهد

على خلفية المناقشات في محكمة العدو العليا حول التشريع القانوني والخلاف الداخلي الذي يزداد سوءا، تتطور الجبهة ضد إيران وأذرعها في المنطقة إلى تهديد خطير للغاية، وهو التهديد الذي يتطلب الاهتمام الكامل من جانب المستوى السياسي وكذلك رصِّ الصفوف والتماسك داخل جيش العدو، لاحتمال التصعيد في عدة ساحات في وقت واحد.

لا توجد طريقة أخرى لتفسير الرسائل التي ينقلها كبار مسؤولي العدو، على أمل أن يستمع إليها الجمهور والمستوى المنتخب، بالأمس كان رئيس “الموساد” “بارنيع” يحمل بين يديه العديد من التحذيرات الجديدة حول النوايا الإيرانية لتنفيذ هجمات ضد أهداف للعدو في العالم.

خطاب “بارنيع” لم يكن عاديا، لأنه تضمن تهديداً مباشراً للقيادة الإيرانية ورسالة مفادها أنه لم يعد هناك مساحة للحصانة، وأن أي ضرر يلحق بـ “الإسرائيليين” و/أو اليهود سيؤدي حتماً إلى دفع ثمن في قلب طهران، كما أشار “بارنيع” إلى ما كتب عنه عشرات المرات في الأشهر الأخيرة، وهو أن الجرأة الإيرانية تتزايد لعدة أسباب، من الانسحاب الأميركي من الشرق الأوسط إلى الانقسام الذي يعيشه الكيان.

ومن الأمثلة على هذه الجرأة ما كشفه وزير الجيش “يوآف غالانت” عن أن إيران أنشأت في جنوب لبنان، على بعد 20 كيلومتراً فقط من الأراضي المحتلة، مطاراً مخصصاً لأغراض “إرهابية”، وفي الصور التي عرضها “غالانت”، كان من الممكن رؤية العلم الإيراني يرفرف على مسارات الطيران التي يعتزم النظام الإيراني العمل من خلالها بالتعاون مع حزب الله، وقال “غالانت”: “إن الأرض اللبنانية، والسيطرة إيرانية، والهدف – إسرائيل”. وفق قوله

في هذه المرحلة، يتم استخدام المطار لإطلاق طائرات بدون طيار، لكن الخطة الأكبر هي إنشاء طريق بديل لتهريب الأسلحة من سوريا، والذي تمكن الجيش من إحباطه بضربات جوية دقيقة على مدى أكثر من عقد من الزمن ضمن المعركة بين الحروب.

يعلم الإيرانيون أن الكيان لا يهاجم في لبنان لأنها مرتدعة من حزب الله، والفكرة هي إنشاء منطقة محصنة تساعد في تعزيز القوة إلى جانب قاعدة قريبة من الحدود، يمكن للطائرات بدون طيار أن تنطلق منها للقيام بمهام هجومية عبر الحدود مع الأراضي المحتلة. وبالمناسبة، يمكن التقدير أن هذه ليست القاعدة الوحيدة التي أنشأها الإيرانيون مع حزب الله في المنطقة.

في هذا السياق، ينبغي الانتباه إلى الخطاب الثالث لأكبر مسؤول في المنظومة الأمنية رئيس الأركان، الذي ألقاه أمام حضور المهرجان المركزي للجيش بمناسبة الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر 1973، حيث قال “علينا أن نتعامل مع كل تصريح لأعدائنا، بالقول أو الفعل، وعدم التقليل من شأنهم وألا نمجد أنفسنا، وأن نكون مستعدين أكثر من أي وقت مضى لمواجهة واسعة النطاق ومتعددة الجبهات، والتي ستتضمن مناورة في اشتباك عن قرب واحتكاك شديد مع العدو، والتي سيترتب عليها إصابات وخسائر في الأرواح، وتكون فيها الجبهة الداخلية أيضا ساحة قتال 2023”.

كما قام “غالانت” أيضا بالربط الذي حذر منه الجيش، بين الأزمة الداخلية وثقة الأعداء بأنفسهم، وقال: “في العام الأخير نتعامل مع صدع عميق في المجتمع الإسرائيلي فيما يتعلق بالتوازن بين السلطات، قد يكون الثمن باهظًا، وثقيلًا جدًا في سياق الأمن القومي، وبالتالي فإن التغييرات الكبيرة تتم بإجماع واسع، كرئيس للمنظومة الأمنية أصرح هنا بأن استمرار الصراع الداخلي بين التيارات المتشددة في إسرائيل يتسرب إلى الجيش وإلى الأجهزة الأمنية الأخرى ويفرض ثمناً لا يستطيع الجيش والمنظومة الأمنية تحمله”.

ولكن أيضا العدو، الذي يستمع بعناية لقادة النظام، قد يخطئ في جانب الرضا عن النفس، وهناك قد يرون ميزة في التهديد متعدد الجبهات في فترة التفكك، لكن الأفضل لهم أن يعلموا أن التهديد هو محرك قوي لحشد كل الموارد ووضع الخلافات جانباً والهجوم معاً من أجل “حماية الوطن”، لقد كان الأمر كذلك في حرب 1973، وسيكون كذلك الآن إذا طلب منا ذلك.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى