أخبارترجمات

عن ماذا كشف اعتقال “مجموعة جنين” الأخيرة؟

#ترجمة_الهدهد

منذ فترة طويلة، تلاحظ المنظومة الأمنية لكيان العدو محاولات منظمات المقاومة الفلسطينية وضع أيديها على أسلحة تسمح لها بتنفيذ هجمات أكثر فتكا ضد المستوطنين وقوات الجيش في الميدان.

 إلى جانب مجموعات إطلاق النار، يبذل المقاومون ومعظمهم من جنين ونابلس وطولكرم، الكثير من الجهد في بناء البنية التحتية الصاروخية والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة المعيارية، وقد أدرك الجيش منذ فترة طويلة التهديد الذي تشكله الحوامات الانتحارية أو تحمل متفجرات، وقد تناول رئيس “الشاباك” “رونان” هذه القضية في شهر مايو الماضي، وهي ممارسة تدفع بها منظمات المقاومة في غزة ولبنان أيضًا لعناصرها في الضفة الغربية.

استخبارات جيش العدو و”الشاباك” على علم منذ سنوات قليلة بمحاولات تحويل الحوامات المدنية إلى حوامات متفجرة فتاكة، ويقول مسؤول أمني كبير إنه في عام 2016، 2017 تم إرسال تحذيرات بشأن هذا التهديد إلى القوات التي خدمت في الضفة الغربية، وبالتزامن مع ذلك، تم تنفيذ نشاط لإحباط تهديد الحوامات والقبض على المجموعات المسلحة التي كانت تعمل على تحميل الحوامات بالمتفجرات.

في 18 نيسان/أبريل من هذا العام، تمكن “الشاباك” من إحباط خلية تديرها حركة الجهاد الإسلامي في غزة حاولت إنشاء نظام صواريخ وحوامات انتحارية في جنين، وبعد التعرف على الخلية وتحديد موقعها، تم إرسال “مستعربين” من وحدة “دوفدفان” لاعتقالهم في قلب مدينة جنين، وتم اعتقال أفراد الخلية الثلاثة أحياء، وإحالتهم للتحقيق من قبل “الشاباك”.

وهناك اعترفوا عن نيتهم تنفيذ عمليات إطلاق صواريخ وهجمات ضد المستوطنين والجنود بحوامات مفخخة، كما أخبروا محققي “الشاباك” أنهم على اتصال مع طارق عز الدين، أحد محرري صفقة شاليط، وهو المسؤول عن الاتصال وتوجيه الخلايا في الضفة الغربية، عز الدين هو من ساعد في تأسيس هاذين النظامين، هذا كشف عنه رئيس “الشاباك” في مايو 2023، بعد أن اغتال الجيش، في إطار عملية “الدرع والسهم”، عددًا من نشطاء الجهاد الإسلامي من بينهم عز الدين نفسه في هجوم جوي.

وقال رئيس “الشاباك” “رونين بار” في ذلك الوقت إن “طارق عز الدين وجهاد غنام، اللذين تم اغتيالهما هما من بين أكبر محركي المقاومة في الضفة الغربية، وكانا يجلسان دون إزعاج في غزة، ولكن تم اغتيالهما من أجل إحباط البنية التحتية بأكملها، منذ سنوات، حظر الجيش تحليق الحوامات في أراضي الضفة الغربية، باستثناء أولئك الذين حصلوا على إذن بذلك من قادة الألوية المناطقية.

وكما ذكرنا، فقد تم أيضًا تنفيذ عدد لا بأس به من النشاطات الاستباقية المضادة، وعلى حد علمنا اليوم، لا تمتلك المنظمات حوامات انتحارية، وإذا كانت موجودة، فإن الأعداد صغيرة جدًا ولا معنى لها. ولكن في العام الماضي حدث شيء كبير دفع المنظمات إلى زيادة جهودها في هذا المجال، الحرب في أوكرانيا. كما شوهدت مقاطع الفيديو العديدة التي يمكن من خلالها أيضاً رؤية الحوامات وهي تقتل جنودًا روسًا وحتى تدمر الدبابات والعربات المدرعة، في طهران وغزة وبيروت وجنين.

وهنا أيضاً، كما هو الحال في العديد من مجالات المقاومة، يستخدم الإيرانيون حزب الله والجهاد الإسلامي كـ “وكيل” يعملون من خلاله ضد “إسرائيل”، ومع وبدون الإيرانيين، تساعد حماس في غزة الفلسطينيين في الضفة الغربية في الحصول على حوامات انتحارية وعبوات ناسفة معايرية.

ففي الآونة الأخيرة، أجريت عدة مناقشات حول هذه القضية وفي المنظومة الأمنية، وكان هناك من تحدث في تلك المناقشات عن الهجمات المشتركة بالصواريخ والحوامات الانتحارية كتهديد مستقبلي قد يتطور في منطقة الضفة الغربية، ومن المهم التأكيد مرة أخرى على أن التنظيمات لا تزال بعيدة عن هذا المكان، لكن من الواضح أنها في طريقها إلى هناك.

المصدر: بازام /شاي ليفي

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي