أخبارالشرق الأوسطشؤون فلسطينية

رأي: “اختاروا ما شئتم.. إراقة الدماء أو التطرف أو الفصل العنصري أو الانفصال”

#ترجمة_الهدهد

في ضوء الزيادة الملحوظة في الهجمات والاشتباكات بين الفلسطينيين والمستوطنين، ينبغي لنا أن نطرح الخيارات الأربعة أمامنا بشكل علني للتعامل مع هذه القضية.

  • الخيار الأول: استمرار السيطرة على ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية والقدس، في ظل عمليات الطعن والدهس، وإطلاق النار ورشق الحجارة، وعمليات الاعتقال المعقدة التي يقوم بها الجيش، وهكذا دواليك كما هو الحال منذ جيلين.
  •  الخيار الثاني: إجراءات جذرية يقترحها اليمين المتطرف، مثل طرد منفذي الهجمات وهدم ومنازل عائلاتهم، وحظر التجول، ومنع حركة الفلسطينيين على الطرق المشتركة وما إلى ذلك.
  • الخيار الثالث: ضم الضفة الغربية، وهذا ما تقود إليه سياسة الاستيطان التي ينتهجها الوزيران “بتسلئيل سموتريتش” و”إيتمار بن غفير”.
  •  الخيار الرابع: الانفصال والتقسيم، هم هناك ونحن هنا، هم يعيشون حياتهم ونحن لا نتدخل طالما لا توجد حوادث أمنية، وهذا كأساس للانفصال السياسي لاحقا.

وفيما يلي تحليل موجز للخيارات، فالأول هو “استمرار الوضع القائم الذي يتزايد فيه ثمن الاحتفاظ بالأراضي الخاضعة لسيطرتنا والجرأة الفلسطينية والتسليح يتزايدان”، إن انعدام الأمل السياسي وبناء المزيد المستوطنات يزيدان من مستوى الإحباط والاستعداد لتنفيذ الهجمات. وما عشناه في الانتفاضات وما نعيشه الآن هو ثمن باهظ على كل حال، وسيستمر في الارتفاع، يعيش سكان المستوطنات في كابوس متواصل، وبالنسبة للفلسطينيين وصلت حالة القمع وانعدام الأمل السياسي إلى حد الاستعداد العفوي للقتل وتقديم ارواحهم بأعداد متزايدة.

أما الخيار الثاني، وهو تفاقم السياسة سوءًا بحيث تؤثر على الهجمات، فهذا يتطلب اتخاذ تدابير تذكرنا بالطريقة التي حكم بها الفرنسيون الجزائر وفيتنام والإسبان في أميركا الجنوبية، لن تكون هناك معسكرات اعتقال وإبادة، ولكن سيكون هناك نظام حكم قاس بشكل غير معقول في مواجهة المدنيين، وطرق سفر منفصلة لليهود والفلسطينيين، والحرمان من العمل في الداخل- وزيادة في مستوى الفقر والإحباط، سيؤدي هذا في العالم إلى إدانات قاسية، أما في هذه المنطقة سيخلق المزيد من الهجمات الفدائية.

أما الخيار الثالث، وهو الضم، فله نتيجتان محتملتان: منح وضع مدني متساوٍ لفلسطينيي الضفة الغربية والقدس (وبعد ذلك ستصبح “إسرائيل” دولة ثنائية القومية – ليست يهودية ولا صهيونية)؛ أو خلق طبقتين مختلفتين وترك الفلسطينيين في حالة مدنية جزئية فقط، أي دولة فصل عنصري رسمية، ولن تقبل القوى الليبرالية في الكيان بذلك، وسينهار السلام مع الدول العربية وسيفرض علينا العالم عقوبات ويكسرنا كما كسر جنوب أفريقيا.

أما الخيار الرابع، وهو الانفصال والتقسيم، فهو الوحيد الذي يبعث الأمل في التوصل إلى حل مستقبلي متفق عليه، تعقيدات مثل هذا الحل كبيرة، لكنه ممكن: خطة “ترامب” (صفقة القرن)، على سبيل المثال، تركت 90% من المستوطنات على 30% من الضفة الغربية، مع الأسوار والجدران والطرق الالتفافية والأنفاق، إلخ، ما يؤدي إلى الفصل التام بين السكان.

سيكون من كلا الجانبين معارضة قوية لتقسيم الضفة الغربية، ولكن هذا هو الوقت المناسب للحل العقلاني والواقعي الذي ينتصر على المشاعر الدينية المسحانية المتطرفة. على سبيل المثال، ما هو المنطق الذي يجعل جنود الجيش يخاطرون بحياتهم حتى تقوم الحافلات المليئة بالمستوطنين (معظمهم لا يتجندون بالطبع) بزيارة الموقع في نابلس، الذي يشير إليه التقليد على أنه مكان دفن يوسف منذ ألف عام؟ لكن لا يوجد دليل أثري على ذلك، والمبنى نفسه بني في القرن التاسع عشر؟.

الانفصال والتقسيم يجب أن يتم بالتنسيق مع الفلسطينيين، كمرحلة من الانفصال السياسي المشروط بإجراءات تمنع تحول الكيان الفلسطيني إلى “كيان إرهابي”، وسيتوجب على السلطة أن تعمل على قمع “الإرهاب”، وسيتم الاتفاق على حلها تحت إجراءات رقابية، وكذلك على تقدمها نحو الاستقلال على مراحل، المشاريع المشتركة، والعمل في الداخل وفي المناطق الصناعية، والعودة إلى خيار الاتحاد مع الأردن والاستثمار الضخم في غزة يمكن أن يجعل ذلك ممكنا، ولا نترك الساحة لمن يعملون على نسج “الطريق الخامس” الذين يحلمون بحرب “يأجوج ومأجوج” يطرد فيها طرف الآخر، ولا أحد يعرف كيف ستنتهي مثل هذه الحرب، والتي ستشمل أيضاً فلسطينيي الداخل، وحزب الله، وحماس، وإيران.

يديعوت / ميشكا بن داوود

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى