تحليل| التفاؤل سابق لأوانه.. “نتنياهو” سيذهب إلى أبعد من ذلك لأجل السعودية

#ترجمة_الهدهد
إن السبات النسبي الذي انزلقت إليه الكنيست خلال العطلة الصيفية انفجر يوم الإثنين، بقوة، عندما اتضح في الصباح أن رئيس كيان العدو “يتسحاق هرتسوغ” أبلغ رئيس “معسكر الدولة” “بيني غانتس” عن استعداد “الليكود” للتحرك نحو تسوية فيما يتعلق بمسألة التعديلات القانونية، وهو توافق يعتبر بعيد المدى مقارنة بأي اقتراح آخر طرح حتى الآن.
الكلمة الأساسية في العملية كانت التكتم أو السرية: فقد تم استبعاد شركاء “بنيامين نتنياهو” في “الائتلاف” وشركاء “غانتس” في المعارضة من المحادثات، بما في ذلك زعيمها “يائير لابيد”، الذي أوضح في مرحلة مبكرة أنه غير مهتم بأي تسوية مع “نتنياهو” قبل جلسة المحكمة العليا بخصوص البت في إلغاء “سبب المعقولية”.
وحرص “الليكود” على نفي الاتفاقات ضمن إطار معين بشكل أو بآخر، في المقابل، من جانب “غانتس”، في كل أجنحة معسكر الدولة، حافظوا على صمت مدوٍ، وقد التقى هو نفسه بأعضاء من الاتحاد السويسري بينما كانت المنظومة السياسية في حالة اضطراب بسبب التقارير المثيرة عن التوصل إلى توافق، على هذه الخلفية، برز السؤال: حاجة “نتنياهو” إلى حل وسط، واضحة – فهو على استعداد للتضحية بالكثير من أجل توسيع اتفاقيات “إبراهام” والتطبيع في المنطقة – والثمن الذي سيدفعه معروف أيضًا، لكن ماذا سيقدم “غانتس” في المقابل؟ ولماذا موافقته مطلوبة أصلاً؟.
التفاصيل غير الرسمية للتسوية هي: تعليق التشريع لمدة عام ونصف، وتخفيف “إلغاء سبب المعقولية”، والاتفاق على عدم تغيير تركيبة لجنة اختيار القضاة ولكن في نفس الوقت سيتحدد أن الأغلبية المطلوبة للتعيينات فيها -في جميع المحاكم، وكذلك في مسألة هوية رئيس المحكمة العليا- ستكون سبعة من تسعة وهذا يعني أن المستقبل سيتطلب المزيد من التنازلات.
رسمت شخصيات سياسية رفيعة المستوى الليلة الماضية ساحتين حددهما “نتنياهو” كأولوياته للمستقبل القريب: الأولى هو لقاء في البيت الأبيض مع الرئيس “جو بايدن”، ما سيساعد على الاقتراب من الهدف الرئيسي، التوصل إلى اتفاق سياسي مع السعودية، ما سيسمح له أخيرًا بتقديم إنجاز كبير في ولايته الحالية، ومن أجل الهدوء الذي يسمح له بتحقيق الأمرين معا، يحتاج “نتنياهو” إلى دعم المعارضة وتهدئة المشاعر بشكل عام.
هدفه هو فصل ناخبي الوسط السياسي عن الحركة الاحتجاجية، والذين يرتبط معظمهم حاليًا بـ”غانتس”، وبذلك، لن يترك فيها سوى مؤيدي اليسار الواضحين، الذين وجدوا مكانا مع “لابيد” وآخرين على أي حال.
لكن التفاؤل في بيت “هرتسوغ” في ضوء الإشارة الإيجابية كما يبدو من “نتنياهو” سابق لأوانه بعض الشيء، كلا الجانبين يتمسكان بمواقفهما ويرفضان دعم التسوية، وهنا، لم تعد المشكلة تكمن في الجانب الأيسر من الخريطة فحسب، فموافقة “نتنياهو” العلنية على تجميد التشريع، في الوقت نفسه ترك تشكيلة لجنة اختيار القضاة على ماهي سيؤدي إلى انتفاضة كبرى ضد رئيس الوزراء من الداخل، وسارع شركاء “الائتلاف” إلى تسمية ما أعلن في هذا السياق بـ “مخطط الاستسلام”، ومن المرجح أنهم لن يدعموا مثل هذا الاتفاق.
وينضم إليهم أيضًا شركاء “غانتس” في المعارضة، الذين لمحوا أنهم لن يجلسوا مكتوفي الأيدي في ظل اتفاق رسمي مع “نتنياهو”، وقد أعلن رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” “أفيغدور ليبرمان” معارضته العلنية لهذا الاتفاق، وتجري مقابلات مع مسؤولين من حزب “يش عتيد” أو يتم اطلاعهم على أن هدف “نتنياهو” كله هو الحصول على زيارة إلى البيت الأبيض.
لذلك، فإن السيناريو الأرجح هو أنه بعد أن يستنفد بالون الاختبار الذي أطلق أمس وظيفته، سيقدم نتنياهو مخططاً أحادياً، من دون دعم “غانتس” أو أي حزب معارض آخر، وسيعمل على تهدئة المنطقة وحده، بطريقة أو بأخرى، يعرف “نتنياهو” أنه محاط من الجانبين: حتى لو نجح في إرضاء الطرف الآخر وتهدئة الاحتجاج، فسوف ينشأ احتجاج آخر، هذه المرة من بيته.
المصدر| يديعوت أحرونوت
Facebook Comments