أخبارشؤون دولية

ما هي طبيعة العلاقات بين كيان العدو وإريتريا؟

ترجمة الهدهد

تشهد العلاقات بين كيان العدو وحكومة إريتريا، الملقبة بـ “كوريا الشمالية الإفريقية”، أزمة منذ فترة طويلة، حيث رفضت السلطات الإريترية الموافقة على وصول سفير العدو للعاصمة “أسمرة”، وبقي مبنى “السفارة الإسرائيلية” مهجوراً منذ 2020.

كما يعتبر تصويت إريتريا في المحافل الدولية -بما فيها الأمم المتحدة- تجاه كيان العدو سلبية، بل كانت من أشرس الأصوات المعارضة لعودة “إسرائيل” بصفة مراقب إلى منظمة الاتحاد الأفريقي.

لماذا لم يقطع كيان العدو علاقاته مع إريتريا؟

أحد التفسيرات الشائعة للسؤال هو المصالح الأمنية للعدو في منطقة القرن الأفريقي، تعتبر موقعاً جغرافياً استراتيجياً، ووفقاً لمصادر أجنبية، يحتفظ “كيان العدو الإسرائيلي” بقواعد استخباراتية وغواصات تابعة لسلاح بحريته في المنطقة.

بينما تم هجر “السفارة الإسرائيلية” في العاصمة أسمرة في أبريل/نيسان 2020، انضم الجيش الإريتري إلى الجيش الإثيوبي في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه في الحرب ضد “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي”، وقد اتُهموا معًا بارتكاب فظائع ضد سكان التيغرينين، وردت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على أشخاص في إريتريا، بقيادة رئيس الأركان.

خاضت إريتريا وإثيوبيا حرب عصابات مسلحة لمدة 32 عاماً، ولم تحصل إريتريا على استقلالها إلا في عام 1991، ثم تحولت إلى دكتاتورية.

معظم المتسللين وطالبي اللجوء الإريتريين وصلوا إلى الكيان عامي 2006-2011، حوالي 80% منهم من الرجال، وبعد سنوات عديدة أصبح معظمهم يتحدثون العبرية.

وفي ذروة الأزمة مر عبر كيان العدو حوالي 50.000 متسلل إريتري، ويعيش اليوم حوالي 17.000 إريتري، ومعظمهم من معارضي النظام الذين فروا من الحكم الديكتاتوري، خلال العام الماضي غادر أكثر من 2000 إريتري كيان العدو، بعضهم عاد إلى بلاده، والبعض الآخر اجتمع مع عائلاته في كندا والولايات المتحدة ودول أخرى، وفي كل شهر يغادر ما بين 300 إلى 500 إريتري الكيان طوعاً.

السفارة الإريترية في الكيان موجودة منذ عام 2004، ويدير السفارة حالياً شخص معين في ظل عدم وجود سفير، وتقدمت بطلب رسمي لإقامة مهرجان ثقافي وجمع أموال للنظام في “تل أبيب” وطلبت من سلطات العدو الحماية، في المقابل أراد معارضو النظام، الذين فروا من بلادهم، التظاهر ضد إقامة المهرجان، وبدلاً من ذلك اندلعت اشتباكات عنيفة، وحمل مثيرو الشغب الهراوات وألقوا الحجارة وطعنوا بالسكاكين، وأصيب ما لا يقل عن 135 شخصاً، بينهم عناصر من شرطة العدو، وتم اعتقال 39 شخصاً على الأقل.

في ظاهر الأمر، يعد هذا فشلاً استخباراتياً من جانب “سلطات العدو الإسرائيلية”، التي لم تتوقع ولم تستعد مسبقاً لمثل هذه الاشتباكات بين معارضي النظام الأريتري ومؤيديه، وكان ينبغي على شرطة العدو أن تفرق بين المتنازعين وتمنع خروج هذه الاشتباكات العنيفة عن نطاق السيطرة.

المصدر: يديعوت أحرونوت

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى