العبوات الناسفة.. السلاح الذي يكسر التوازن في الضفة الغربية

ترجمة الهدهد
تشير الطريقة التي استخدمت بها العبوة الناسفة في نابلس ضد قوات “الجيش الإسرائيلي” التي اقتحمت المدينة في مركبة عسكرية مصفحة، إلى تطور المقاومة في الضفة الغربية، فكل ليلة يتم استخدام العشرات من العبوات الناسفة ضد جنود “الجيش الإسرائيلي”، هذا ما كتبه المراسل العسكري للقناة 12 العبرية “شاي ليفي”.
وأضاف: في الوقت الحالي، معظم العبوات مرتجلة محلية الصنع ويتم إنتاجها بناءً على المعرفة والمساعدة من غزة ولبنان تحت رعاية إيرانية، لكن الواضح أمام “الجيش الإسرائيلي” أنها مسألة وقت فقط حتى يتمكنوا من تهريب العبوات الناسفة المعيارية القياسية إلى المنطقة، والتي يكون ضررها أكبر بكثير.
بالرغم من الجهود الهائلة التي تبذلها قيادة المنطقة الوسطى والشاباك في إحباط العبوات الناسفة وتدمير مختبرات المتفجرات، فإن عملية “لبننة” تجري أمام أعينهم، وتذكرنا بالمعركة الذي خاضها “الجيش الإسرائيلي” جنوب لبنان.
تكشف تحقيقات “الجيش” في تفجير العبوة الناسفة في نابلس خلال اقتحام المستوطنين برفقة “الجيش” قبر يوسف، أن جنوداً من وحدة “أغوز” كانوا يقومون بحراسة راجلة، وأصيبوا بالعبوة الناسفة التي تم زراعتها هناك في وقت سابق، وأدى الانفجار إلى إصابة قائد سرية من المقاتلين وجندي الاتصال جنديين آخرين.
لقد عثر “الجيش الإسرائيلي” مؤخراً على العديد من العبوات من هذا النوع، وهي عادة ما يتم استخدامها ضد العربات المدرعة، ولكن هذه المرة تم استخدامها ضد قوة راجلة.
يقول مسؤولون في “الجيش” إنه سيتم استخلاص درس عملياتي من هذه الحادثة، لكن من الواضح بالفعل أن هناك شخصاً ما كان ينتظر ويراقب “قوة إيغوز” الخاصة وقام بتفجير العبوة في اللحظة المناسبة، بحيث يوقع أكبر عدد ممكن من القتلى والإصابات.
ويدعي “الجيش” أنه بالرغم من الحدث غير العادي، إلا أنه ليس “تصعيداً”، لأنها لم تكن عبوة معيارية، وليس شيئاً جديداً تم اكتشافه في شمال الضفة، ومع ذلك، فمن المستحيل تجاهل حقيقة أن الطريقة التي تم بها تفجير العبوة ضد قوة راجلة أكثر عرضة للخطر تظهر تعمق تعلم المقاومة في الضفة الغربية.
حادثة نابلس تشبه تفجير عبوة ناسفة في جيب محصن تابع لوحدة المستعربين في جنين قبل شهرين، ما أدى إلى إصابة سبعة من جنود وحدة المستعربين من حرس الحدود.
وحتى في ذلك الوقت كانت تلك عبوة ناسفة كبيرة زرعت مسبقاً على طريق رئيسي، حقيقة أن هذه العبوة كانت مدفونة في طريق مرور مزدحم ولم يتم تفعيلها إلا عندما مرت مركبة قوات المستعربين فوقها، تظهر أنه حتى في ذلك الوقت راقب شخص ما المكان وقام بتنشيط العبوة في اللحظة المناسبة.
هذه حوادث بارزة في سلسلة من تفجير العبوات الناسفة ضد “قوات الجيش الإسرائيلي”، وقال مسؤول عسكري في محادثة مع “ماكو” إن العملية التي تشاهد على الأرض لا يمكن تجاهلها، وهي تذكرنا جدًا بالعبوات الناسفة ضد “قوات الجيش الإسرائيلي” عندما كانت “إسرائيل” تحتل جنوب لبنان حتى مايو 2000، وهو ما يعرف الآن باسم القتال أو معركة الحزام الأمني.
إن الشاباك و”الجيش الإسرائيلي” يلاحظان زيادة استثمار المقاومة وخاصة في شمال الضفة بتطوير وإنتاج العبوات بهدف إيقاع خسائر في صفوف “قوات الجيش الإسرائيلي”
وقال ضابط كبير: “هناك توجه نحو المتفجرات في الضفة الغربية من جانب حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله، فهم لديهم رؤية بعيدة المدى، وهي إغراق المنطقة بالعبوات الناسفة جنبًا إلى جنب مع هجمات إطلاق النار على الطرق حتى يتمكنوا من العمل في معركة متعددة الساحات”.
تساعد المنظمات المسلحة في غزة ولبنان المقاومين في الضفة الغربية على إنتاج العبوات الناسفة، كما يساعدونهم في تعليمهم على نظرية تفجير أو استخدام العبوات الناسفة ضد “الجيش الإسرائيلي”، والهدف واضح، ضرب نقاط الضعف بتلك العبوات، وفي النهاية الطرق هناك معروفة، عندما يدخل “الجيش الإسرائيلي” نابلس أو جنين، فإن السكان هناك يرون القوات تتحرك على الطرق، وهناك وقت لتجهيز العبوات والمهاجمة، ومعظم المحاور التي يتحرك عليها “الجيش” معروفة، ما يسمح بزرع العبوات مسبقاً وتفجيرها في القوات.
ويصر “الجيش الإسرائيلي” والشاباك على أنه لا توجد عملية لبننة في الضفة الغربية، وأن منظمات المقاومة هناك بعيدة جداً عن قدرات حزب الله، من حيث المبدأ، هم على حق، ولكن عملية التحول يمكن رؤيتها بالفعل على أرض الواقع، كما أن تفعيل بعض العبوات أصبح أكثر ذكاءً وبشكل أدق، الأمر الذي أدى بالفعل إلى وقوع إصابات.
في النهاية، هناك فهم بأن الأمر مسألة وقت حتى تصبح العبوات الناسفة أكثر جودة، ومن الواضح أيضًا أنه في النهاية ستكون هناك أيضًا عبوات معيارية من إنتاج إيراني، مثل تلك التي ضبطها الشاباك في محاولة التهريب من الأردن.
وأوضح مسؤول عسكري أن “الجيش الإسرائيلي” كان يراقب تهديد العبوات المتفجرة منذ فترة طويلة، بنسبة لهم هذا سلاح متاح وفعال، ومن السهل جدًا صناعته من أبسط المواد المتوفرة في المنزل.
إن إلقاء عبوة والانسحاب أقل رعبًا من استخدام السلاح، وهم يدركون أنه بعد تفجير العبوة يصبح من الصعب جدًا إيذاءك من ناحية “إجراءات الجيش الإسرائيلي”.
وأوضح المسؤول أن العبوة التي انفجرت بقوة وحدة النخبة “إيجوز” وأصابت أربعة، كانت مخبأة وسط كومة من القمامة على جانب الطريق، وأنها دفنت هناك في وقت مبكر وتم تفجيرها عن بعد، إنهم يحاولون إنتاج ما يشبه عبوات الشظايا، في النهاية هذه العبوات يمكن أن تكون طفاية حريق تم إفراغها وتعبئتها بالمتفجرات محلية الصنع والمسامير والبراغي بما يكفي لإنتاج شظايا.
لديهم عدة أنواع من العبوات الناسفة، تلك التي يلقونها يصنعونها من طفايات حريق صغيرة أو أنابيب، وهناك العبوات الكبيرة التي تصنع من أسطوانات الغاز الكبيرة، ويصنع منها ما يشبه عبوات سفلية تصيب أسفل المركبات، وقد أصابت هذه العبوة مركبة وحدة المستعربين جيب تابعة للبحرية، وفي عملية بيت وحديقة اكتشفنا العديد من هذه العبوات المدفونة في الطرقات.
Facebook Comments